أعاني من الرهاب الاجتماعي عند مواجهة الآخرين، فما العلاج؟

0 319

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنا شاب عمري 32 عاما، متزوج ولدي طفل واحد، أعاني من الرهاب الاجتماعي وأعراضه رعشة في الوجه وتلعثم بالكلام، وخفقان في القلب عند مواجهة الناس.

منذ فترة ذهبت إلى الطبيب فأعطاني دواء من ثلاث مواد مركبة في الصيدلية على شكل كبسولة، ولا أعرف ما هو الدواء، ولكنه بنسب قليلة جدا (على ما قاله الطبيب)، وهي 10ملغ +10ملغ +5ملغ، وتحسنت عليه كثيرا وبنسبة 80 بالمائة، وعندما ذهبت إليه مرة أخرى بعدما انتهيت من الجرعة الأولى زاد لي الجرعة وبنسبة قليلة حسب قوله، فأصابتني حالة انتكاسة وهي جفاف الفم لدرجة أني لا أستطيع الكلام وهبوط حاد بالضغط، ولقد تعجب الطبيب من هذا، وقال أنك شديد الحساسية مقارنة مع غيرك، وأصابني اليأس وتركت الطبيب والعلاج، والآن وبعدما قرأت كثيرا في هذا الموقع الطيب عن علاج الزولفت، فقد اشتريته من الصيدلية وأنا لا أعرف طريقة استعماله بما يناسبني.

فهل تساعدوني لإرشادي إلى الطريقة والجرعة المناسبة لي؟ ولكم الأجر والثواب الجزيل من الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمع احترامي الشديد لصيدلي الذي قام بإعطائك هذا الدواء المركب، هذه الأدوية المركبة غير محمودة، وكثير من الدول تمنع التعاطي معها؛ وذلك لحجة أن هذه الأدوية ربما تتفاعل مع بعضها البعض، كما أن نسبة الإضافات للمركبات المختلفة قد لا تكون دقيقة.

عموما: لا أريد أن أزعجك لهذه الحقيقة؛ لأن بها الكثير من الأمور العلمية المعقدة، وخلاصة الأمر أن الأفضل هو أن يستعمل الإنسان دواء واحدا وذا تركيبة واحدة، وإذا احتاج لأدوية أخرى يمكن أن تضاف.

عقار زولفت والذي يعرف باسم (سيرترالين) لا شك أنه من الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي، وهو دواء مضاد للقلق ومضاد للتوتر، وهو من أفضل الأدوية التي تم تعاطيها والتعامل معها في الرهاب الاجتماعي.

الزولفت تبدأ في تناوله بنصف حبة يوميا، تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – وهذه هي الجرعة المطلوبة في علاج الرهاب الاجتماعي.

من الضروري والمهم جدا أن تكون ملتزما التزاما قاطعا بتناول الدواء، وجرعة المائة مليجرام يمكن تناولها كجرعة واحدة ليلا أو بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

كما تلاحظ هنالك جرعة بداية، وهنالك جرعة علاج، وهنالك جرعة وقاية والتي يتم بعدها التوقف التدريجي. هذا هو الأفضل أخي الكريم، والزولفت علاج ناجع وعلاج فاعل جدا وهو سليم جدا، فأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه الخير والبركة، فابدأ في تناوله حسب الطريقة التي ذكرناها لك، ولتتحصل على الفائدة القصوى منه أرجو أن تلتزم التزاما قاطعا بتناوله.

أخي الكريم: لا بد أن تطبق آليات علاج الرهاب الأخرى، ومنها المواجهة، الثقة بالنفس، ممارسة تمارين الاسترخاء، ممارسة الرياضة الجماعية، المشاركة في حلقات تلاوة القرآن، الصلاة في الصف الأول، أن تطور من مهاراتك الاجتماعين من خلال أن لا تستعمل الإيماءات الجسدية حين التحدث، وأن تنظر إلى الناس في وجوههم دون تحديق، وأن تبدأ بالسلام، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، ودائما ابن فكرة إيجابية عن نفسك، وتذكر دائما أن الآخرين ليسوا بأحسن منك، وكلنا شركاء في الإنسانية ويجب أن نحترم بعضنا البعض وليس هنالك شيء يبرر الخوف أبدا.

أخي: أرجع مرة أخرى للعلاج الدوائي: في بعض الأحيان يحتاج الإنسان لأن يستعمل جرعة صغيرة من عقار اسمه إندرال، هذا الدواء متميز في تخفيف نسبة الأدرانلين الذي يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وجرعة الإندرال هي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام لمدة شهر، ثم يتم تناوله عند اللزوم، فإن أردت أن تضيفه للزولفت أعتقد أن ذلك سوف يكون أمرا جيدا خاصة أنه دواء سليم جدا.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات