هل آلام البطن مرتبطة بالحالة النفسية؟

0 614

السؤال

السلام عليكم.

شكرا يا دكتور على الإجابة، وعندي استفسار، لدي ألم أسفل البطن، ومرات في جميع أنحاء البطن، عملت فحوصات شاملة للدم والبول - أكرمك الله - وسونار -والحمد لله - كلها سليمة، لكن لازال الألم يأتي ويذهب، خاصة في فترة النوم، والصراحة أنا لدي قلق غير طبيعي، وخوف أن أنام وأستيقظ من الألم، فهل هذا سبب نفسي؟ وهل ألم البطن مرتبط بالحالة النفسية والمعدة؟ لأن الدكتور قال نعمل منظارا للمعدة وأنا جدا خائفة.

أرجو الرد بسرعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهنالك مجموعة من الأمراض تعرف بالأمراض النفسوجسدية، أي أن الأعراض تكون جسمية وجسدية، لكن منشأها منشأ نفسي، وأكثر منطقة في جسم الإنسان تتأثر هي الجهاز الهضمي، فالقلق البسيط والتوتر قد يؤدي إلى انقباضات في المعدة وفي الأمعاء، وهذا قد يؤدي إلى اضطراب في الهضم، وكذلك الشعور بالألم، وقد ينتج عن الموضوع ما يسمى بالقولون العصبي، فالعلاقة ما بين التوتر النفسي أو الاكتئاب النفسي وآلام البطن هي علاقة وثيقة ومعروفة، خاصة في مثل عمرك.

المبدأ العام هو أن تجرى الفحوصات الطبية المعهودة، وأنت قمت بذلك، وهذا شيء مطمئن جدا، حيث كل هذه الفحوصات سليمة.

بالنسبة لمنظار المعدة، أنا أفضله حقيقة في مثل هذه الحالات، لأنه يزيد من طمأنينة الإنسان، ويجب أن لا تخافي أبدا، هذا الفحص بسيط جدا ولا يستغرق أكثر من عشر دقائق إلى ربع ساعة، وأصبحت الآن هناك معدات ممتازة، وأنا لدي تجربة شخصية معه، وأؤكد لك أنه موضوع بسيط جدا، فلا تقلقي حياله، أقدمي عليه، وأنا على ثقة كاملة أن الفحص - إن شاء الله - سوف يكون نظيفا مائة بالمائة، وإن وجد شيء ربما توجد التهابات بسيطة في الأمعاء أو المعدة يقوم الطبيب بإعطائك العلاج اللازم لها، هذا هو الجانب الأول في سؤالك.

الجانب الثاني: أنصحك بممارسة تمارين الرياضة، لأن الرياضة تقلل كثيرا من الأعراض النفسوجسدية، خاصة الأعراض المرتبطة بالجهاز الهضمي، فانظري إلى أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة وقومي بتطبيقها.

ثانيا: عليك بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة ومفيدة، ويمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت للتدرب والتعلم على كيفية ممارسة هذه التمارين، أو يمكنك الحصول على (CD) أو كتيب أو شريط يوضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

ثالثا: لا تعطي للفراغ أي مجال، اجعلي وقتك الثمين مقسما بصورة صحيحة، حاولي أن تستفيدي منه في النشاطات المختلفة، وهذا يتطلب منك أن تضعي خارطة ذهنية بأن تخصصي وقتا للراحة، ووقتا للقراءة، ووقتا للرياضة، ووقتا للعبادة، ووقتا للترفيه عن النفس، وهكذا ... ويعتبر التواصل الاجتماعي أيضا مهما.

الخطوة الأخيرة: مثل هذه الحالات تستجيب جدا للأدوية المضادة للقلق، ومن الواضح أن شخصيتك لديها ميول كبير للقلق وللتوتر، وبعد أن تقومي بإجراء المنظار ونتأكد من أنه سليم - إن شاء الله تعالى - يمكنك البدء في تناول دواء يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) تناوليه بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليه لمدة ثلاثة أشهر.

أما الدواء الآخر فيعرف تجاريا باسم (لسترال) ويعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) وله مسميات تجارية أخرى، هذا الدواء تناوليه بجرعة نصف حبة ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين ، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهذه أدوية سليمة وفاعلة وغير إدمانية.

أنا على ثقة تامة أن بتطبيقك للإرشادات السابقة - إن شاء الله تعالى - سوف تزول عنك كل هذه الآلام الجسدية، ومن الواضح أنها نفسوجسدية.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات