السؤال
السلام عليكم
بارك الله فيك يا دكتور وكثر الله من أمثالك، وجعل ما تعمله في موازين حسناتك.
أنا شخص مريض بالرهاب الاجتماعي المصاحب للوسواس القهري، أتناول دواء فافرين بجرعة 200 مل، بالإضافة إلى أندرال بجرعة 80 مل كداعم له، وقد قرات في هذا الموقع من بعض الاستشارات لبعض المرضى أن دواء بوسبار يزيد من فاعلية الفافرين.
السؤال الأول:
هل أستمر في استعمال دواء أندرال أم أستبدله بدواء بوسبار أو أي دواء آخر؟
السؤال الثاني؟
هل يوجد دواء لعلاج الوسواس القهري لا يؤثر على النشاط الجنسي، حيث أن فافرين لا يقضي على الوسواس القهري في بعض الأحيان؟
مع خالص الشكر والاحترام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فأولا أريد أن أطمئنك أن عقار فافرين هو من الأدوية الممتازة جدا لعلاج الوسواس القهري، وهو من أكثر الأدوية التي لا تؤثر على النشاط الجنسي، وذلك مقارنة مع الأدوية الأخرى، فإذن هو يعتبر الأفضل في هذا السياق.
بعض الناس قد يحتاجون لجرعة ثلاثمائة مليجرام في اليوم ليتحصلوا على الفعالية الكاملة للفافرين.
ثانيا: بالنسبة لما يعرف بالأدوية المدعمة للفافرين، حقيقة هذا الأمر تم فيه الكثير من النقاش والكثير من البحوث، هنالك من يرى أن هذه الأدوية المدعمة مفيدة وفعالة، وهنالك من يرى أنها ليست فعالة، وهؤلاء أقلية.
إذن أخي الفاضل: إضافة البسبار - وهو من الأدوية الجيدة - للفافرين سيكون أمرا ممتازا، والبسبار يبدأ بجرعة خمسة مليجرام صباحا وخمسة مليجرام مساء، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تكون عشرة مليجرام في الصباح وعشرة مليجرام مساء، وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر على الأقل، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم يتم التوقف عن تناوله وتستمر على الفافرين.
تناول البسبار لا يعني التوقف عن الإندرال لأنه لا توجد علاقة ببين الدواءين، فالإندرال يعمل لتخفيض الأعراض الجسدية، والبسبار يقتلع القلق ذاته ويدعم الفافرين من أجل القضاء على الوسواس القهري إن شاء الله تعالى.
بعض الناس يستبدلون البسبار بعقار فلوناكسول، وجرعته هي نصف مليجرام صباحا - أي حبة واحدة - لمدة شهر، ثم تكون حبة صباحا وحبة مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة في الصباح لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عنه.
البعض أيضا يستعمل عقار دوجماتيل، لكن الدوجماتيل يعاب عليه أنه يقلل من الرغبة الجنسية عند الرجال ويؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية عند النساء.
هنالك دراسات الآن تشير أيضا أن عقار رزبريادون بجرعة صغيرة - أي واحد مليجرام - ليلا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر قد يكون مفيدا في علاج الوسواس القهري كعلاج مدعم وليس كعلاج أساسي؛ لأن هذا الدواء أساسا يستعمل لمرض الفصام، لكن غالبا تكون الجرعة أربعة إلى ثمانية مليجرام في اليوم، أما في حالة استعماله كمدعم للفافرين فواحد مليجرام أو اثنين مليجرام تعتبر جرعة كافية جدا..هذا بالنسبة للعلاج الدوائي.
هنالك أمور مهمة جدا في علاج الوساوس وهي التعليمات السلوكية، ولا شك أنك ملما بها ومدركا لها، والعلاج السلوكي أخي الكريم يتطلب الجهد والاجتهاد، وهو -حقيقة- يمنع الانتكاسة أكثر مما تمنعها الأدوية، لكن الأدوية تتميز بأنها سريعة الفعالية، وأنها تريح الإنسان وتمهد كثيرا للعلاج السلوكي.
العلاج السلوكي يجب أن يقوم على المبادئ العامة وهي أن تفهم أن الوسواس هو حالة نفسية وهو ليس دليلا على ضعف الشخصية أو قلة في الإيمان.
الوسواس القهري يعالج بتحقيره وتجاهله، والقيام بالقول أو الفعل المضاد له، والإصرار على ذلك، وممارسة تمارين الاسترخاء والرياضة، فهي تعتبر أيضا عوامل سلوكية مهمة.
التفكير الإيجابي يجب أن يكون متوفرا دائما، وكذا إدارة الوقت بصورة صحيحة أيضا مهمة ؛ لأنها تمنع الإنسان من أن يوسوس.
ولمزيد من العلاجات السلوكية خاصة فيما يتعلق بالرهاب راجع هذه الاستشارات:
(269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع هذا الموقع.