تقدم لخطبتي أحد أقاربي سمعت عنه سوءًا، فهل أقبل به؟

0 385

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في العشرين من عمري، تقدم لخطبتي أحد أقاربي، وبعد السؤال عنه وجدنا أن فيه بعض الصفات الحسنة، ولكن يعيبه بأن راعي بنات وسفر.

أنا محتارة في أمري، هل أقبل به بناء على رغبة أبي، وقد يتغير بعد الزواج أم أرفضه بناء على رغبة أمي، وقد يتعدل حاله؟

قد تقدم لخطبتي كثير، وتم رفضهم، وأنا خائفة من كلمة فاتني القطار، ما حكم ذلك من الناحية الشرعية؟ مع العلم أني صليت الاستخارة لم يستقر في نفسي شيء، وأطلب منكم الدعاء لي بالزوج الصالح.

جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

أما رأينا في هذا الموضوع أيتها الكريمة، فإن كان المقصود بقولك في هذا الشاب أنه راعي بنات وسفر، أنه ممن يفعل الفاحشة، وشاع عنه بين الناس حتى عرف بينهم بأنه متصف بهذه الصفات، فلا نشك أبدا أيتها الكريمة أن رأي والدتك هو الصواب، وأنه لا ينبغي لك القبول به، فإن مثل هؤلاء الرجال لا يصلحون للزواج، وإذا تسرعت وقبلت به ربما تعيشين بعد ذلك حياة ملؤها الغصص والمنكدات، وربما يبوء هذا الزواج بالفشل بسبب كثرة الخلافات بينك وبينه، فإن هذا الأمر الذي ذكرت عنه ليس بالأمر الهين السهل.

التحول عنه وإن كان ليس مستحيلا ولا بعيد المنال، لكنه أمر لا يؤمن لك من الآن، ومن ثم فنصيحتنا لك أن لا تقبلي به، مع أن القبول به من الناحية الشرعية جائز، لكن الذي يظهر لنا أن رأي أمك هو السديد، وعليك أن تحسني الظن بالله سبحانه وتعالى، وأنه سيخلف عليك بخير منه ما دمت تتركينه من أجل هذا، فإن من ترك شيئا لله عوضه الله عز وجل خيرا منه، ولا يزال سنك في سن الزواج، وليس صحيحا أنه سيفوتك القطار في مثل هذه المرحلة، لكننا في الوقت نفسه نحذرك من التعنت في الشروط أو الطلبات التي تشترط على من يتقدم لخطبتك.

إذا جاءك الرجل المناسب خلقا ودينا فينبغي لك القبول به، وتيسير باقي الأمور المتعلقة بالزواج بقدر الاستطاعة، فإن أعظم النساء بركة أيسرهن مهرا، كما جاءت بذلك الأحاديث.

نصيحتنا لك أن تعلقي قلبك بالله، وتحسني الظن به، وتكثري من دعائه سبحانه وتعالى، وسؤاله أن يرزقك الزوج الصالح، وتحيني أوقات الإجابة كالدعاء حال السجود، وفي الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وحال الصيام، ونحو ذلك من الحالات التي يتأكد فيها رجاء الإجابة، واطلبي من والدتك ووالدك كثرة دعاء الله تعالى لك، والله عز وجل كريم لا يرد عبده إذا رفع يده صفرا.

كوني على ثقة بأن قدر الله تعالى خير كله، وأنه لن يقدر لك إلا ما هو خير لك.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

مواد ذات صلة

الاستشارات