ينتابني ضيق في الصدر وخوف يلازمني... فما تفسير حالتي؟

0 718

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل، وأسأل الله العلي القدير أن يجعله في ميزان حسناتكم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أما عن الحالة التي أعاني منها فهي عبارة عن حالة من ضيق الصدر، ولدي إحساس دائم بأن قلبي يؤلمني، وأن حالة من الخوف تلازمني، وتضل تزداد حتى تصل إلى حد التشنج، وأظل أبكي بطريقة هستيرية، وأشعر بتنميل في جسمي، ولا أستطيع تناول أي طعام؛ لأن هذه الحالة تسيطر على معدتي وأقوم بترجيع أي شيء أتناوله.

وتراودني أثناء هذه الحالة بعض الأفكار السوداوية مثل: (سيموت أبي وأمي، وسأظل وحيدا في هذه الدنيا أو سيحدث أي مكروه لزوجتي أو أولادي أو أخواتي، وسأصاب بصدمة سأدخل على إثرها المستشفى وأصبح مريضا نفسيا، وأصاب في عملي).

جاءتني هذه الحالة عام 2007 حينما رأيت أحد الحوادث، فقد سقط أحد العمال من أعلى العمارة التي أسكنها وشاهدته، وظلت هذه الحالة معي أربعة أشهر.

ذهبت خلالها لطبيب نفسي، وقال أنها نوع من أنواع الاكتئاب، وأعطاني بعض الأدوية وتم شفائي ـ والحمد لله ـ ولكنها عادة تراودني عام 2010.

ذهبت خلال هذا العام إلى أحد الأطباء النفسيين وقد كتب لي دواء يسمى مودابكس، بالإضافة إلى رستولام لتحسين النوم، ولكن لم يجد معي، فذهبت له مرة أخرى واستبدلتهما بروميرون 30 حبة مساء، أخذته لمدة شهر أحسست بعدها بتحسن، ولكن بدأت تعود هذه الحالة مرة أخرى، أرجوكم أن تفسروا لي هذه الحالة وما سببها؟ وأن تتفضلوا بإعطائي الدواء المناسب، وكيفية استعماله؟ وهل هذه الحالة تعتبر نوعا من أنواع الاكتئاب؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي الأعراض التي تأتيك من ضيق في الصدر وإحساس دائما بأن القلب يؤلمك، وتأتيك هذه المخاوف حتى تصل إلى مرحلة التشنج، وكذلك التنميل في الجسم والأفكار السوداوية التي تنتابك، دليل على أنك تعاني مما يسمى بالقلق الاكتئابي، توجد لديك أعراض قلقية، وتوجد لديك أعراض اكتئابية، وهنالك شيء من الوساوس، وهذا يظهر جليا في الأفكار التي تأتيك حول زوجتك وأولادك وأخواتك.

هذه يا أخي الكريم أفكار وسواسية، ولاشك في ذلك، مشاهدتك للحادث الذي سقط فيه أحد العمال من أعلى العمارة لا شك أنه حدث نفسي كبيرة، لكن الإنسان حين يعرف أن هذه الأمور تحصل في الدنيا، واسأل الله الرحمة لهذا العامل إن كان مسلما، هذا هو الذي تفعله في مثل هذه الموافق، وليس هنالك أكثر من ذلك، نعم كثير من التجارب والخبرات قد تخزن في وجدان الإنسان، وربما تأتي بالسطح من وقت لآخر مما يثير لدى الإنسان القلق والتوتر والوساوس، لكن دائما تذكر أن الأمر أمر مقدر ولا تستطيع أن تقوم بأي شيء حياله.

أخي الفاضل ... العلاج الدوائي مفيد ومهم جدا في حالتك، وأعتقد أن عقار مودباكس من الأدوية الممتازة لعلاج القلق المرتبط بالوساوس والمخاوف وكذلك الاكتئاب أو الريمانون فهو دواء جيد لعلاج الاكتئاب، ويحسن النوم بدرجة عالية، لكن لا يفيد كثيرا في المخاوف والوساوس، الذي أراه أن تتناول مودباكس بجرعة (50) مليجرام ليلا، وتتناول الريمانون بجرعة (15) مليجراما، أي نصف حبة هذا من وجهة نظري، وسوف يكون علاجا طبيا وممتازا، وتستمر عليه لمدة شهرين، وبعد ذلك تقيم حالتك إذا حدث تحسنا، استمر على الدواء لمدة ستة أشهر أخرى، وبعد ذلك توقف عن المودباكس واستمر على الريمانون لمدة شهرين ثم توقف عن تناول الدواء.

وأما إذا لم يتم التحسن بعد شهرين من بداية العلاج هنا يجب أن ترفع المودباكس إلى (100) مليجرام في اليوم، أي حبتين، إن شاء الله تعالى سوف تكون جرعة فعالة وممتازة، وتفيدك كثيرا في الاكتئاب والقلق والوساوس، استمر على هذه الجرعة أي حبتين يوميا من المودباكس لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة في يوم لمدة أربعة أشهر ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للريمانون فتناوله بمعدل (15) مليجرام أي نصف حبة ليلا لمدة ستة أشهر وبعد ذلك توقف عن تناوله.

أخي الفاضل: دائما الفكر السلبي يجب أن نستبدله بفكر إيجابي، والفكر السيئ يستبدل بفكر جيد، وهذه قانونين سلوكية إذا اتبعها الإنسان سوف يحس أن أفكاره بالفعل قد تغيرت، أمر آخر أخي الكريم هو أن تحرص على ممارسة تمارين الاسترخاء، وكذلك الرياضة، والرياضة بجميع أشكالها وأنواعها المختلفة مفيدة جدا وفي مثل عمرك رياضة المشي قد تكون هي الأفضل، تمارين الاسترخاء للتدرب عليها يمكنك أن تتحصل على سي دي أو شريط أو كتيب يوضح كيفيك إجراء هذه التمارين، أو يمكنك أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت.

كنصائح سلوكية عامة هي من الضروري جدا أن تتعلم، أن ترتب وقتك وتنظمه وتستفيد منه بصورة فعالة، ذكرنا لك الرياضة وأهميتها وهذا أمر مهم، التواصل الاجتماعي يا أخي الكريم فيه خير كثير، حضور حلقات التلاوة والمشاركة فيها أيضا تفيد الإنسان كثيرا، أنت الحمد لله رجل لديك أسرة وزوجة وأولاد وهذه نعمة عظيمة، اقض وقتا أطول مع أسرتك ومع زوجتك، وأشرف على تربية أبنائك، هذا أيضا يكون له عائد إيجابي نفسي كبير عليك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات