ابنة أخي تبكي وتسمع أصواتاً وترى أناساً يحدثونها!

0 441

السؤال

ابنة أخي بعمر 17 سنة, تعاني من البكاء باستمرار, وترى أشخاصا وتكلمهم وتتخاصم معهم, ودائما تقول لي: إن هناك أشخاصا يلاحقونها ويكلمونها, ويريدون أن يؤذوها.

المشكلة أنها تهرب من البيت, وقد تكرر هذا منها أكثر من مرة، ويتم إيجادها من قبل الشرطة, وهي تتعالج نفسيا, ولكن دون فائدة! فهي ما زالت ترى الأشخاص وتسمع الأصوات، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ flower ali حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب واهتمامك بهذه الأخت التي نسأل الله لها العافية والشفاء.

هذه الفتاة ومن الوصف التي ذكر في الرسالة من الواضح أنها تعاني من علة ذهانية -أي نوع من الاضطراب العقلي- نسأل الله تعالى أن يزيله عنها, وعملية خروجها من البيت وأنها ما زالت تعاني من هذه الهلوسات وتتحدث مع أشخاص، هذا دليل على حدة وشدة المرض، وهنالك أمر ضروري جدا وهو يجب أن نتأكد أنها تتلقى العلاج بالفعل، فكثير من المرضى يترددون على أقسام الطب النفسي لكن لا يكون هنالك التزام تام بالدواء.

الأدوية الموجودة الآن هي أدوية فعالة وقوية جدا لعلاج الأمراض الذهانية كأمراض الفصام الذي ربما يكون هو العلة الرئيسية التي تعاني منها هذه الفتاة.

أختي الكريمة: يجب أن يكون هنالك تأكد تام من أنها بالفعل تتناول الدواء بالصورة الصحيحة في وقته الصحيح, ولنضمن أنها تأخذ الدواء ربما يكون من الأفضل التفاوض والتواصل مع طبيبها المعالج حول هذا الموضوع، وإن لم يكن هنالك التزام واضح أو تحسن واضح كما ذكرت فهنا يمكن إعطاؤها بعض الإبر الزيتية طويلة المدى، هذه الإبر تعطى مرة كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع أو أربعة أسابيع، وفائدتها العلاجية ممتازة ومشهودة جدا.

إذن الحلول موجودة, ويكون على رأسها إعطاءها الدواء بأي وسيلة وأي طريقة كانت.

هذه الفتاة ربما تكون في حاجة إلى أن تدخل إلى الوحدة الداخلية بقسم الطب النفسي، وقسم الطب النفسي في دولة قطر بمؤسسة حمد الطبية هو قسم جيد جدا ومتطور، وبتواصلك مع الطبيب بأن هذه الأخت الآن مضطربة جدا, وربما يكون من الأفضل أن تدخل للوحدة الداخلية لتقضي هنالك أسبوعا أو أسبوعين أو ثلاثة، هنا يكون قد بنيت قاعدة علاجية قوية، وذلك من خلال فرض الرقابة الطبية عليها, وإعطائها الأدوية الصحيحة، وداخل المستشفى سوف يكون هنالك تأكد كامل أنها تتناول الدواء، وهذا إن شاء الله يدفعها نحو التحسن، وحين يأتي التحسن سوف يتم متابعتها على مستوى العيادة الخارجية، وبرجوع التحسن لها سوف تكون أكثر استبصارا وارتباطا بالواقع، وهنا تستطيع أن تتعاون كثيرا في تناول الدواء، وكما ذكرت لك الإبر طويلة المدى قد تكون حلا مناسبا، لكن هذا القرار بالطبع يترك للأخ الطبيب المعالج.

من جانبكم حاولوا أن تتخذوا الاحتياطات الكاملة بأن لا تخرج من البيت، فهي فتاة ولا نريد لها أن تتعرض لأي نوع من الأذى، وفي داخل البيت يجب أن نشغلها, وأن نعطيها بعض المهام, وأن لا تكون مهمشة، وأن تشعر بوجودها وكينونتها، وهذا نوع من التأهيل النفسي الممتاز جدا.

قسم الطب النفسي أيضا لديه خدمات تعرف بالخدمات المجتمعية النهارية، وهذه يقصد بها أن المريض يذهب إلى المستشفى في الصباح, ويظل خاضعا لبرامج علاجية في الوحدة النهارية، والساعة الثانية ظهرا تنتهي هذه البرامج ويرجع المريض إلى بيته، وهكذا في اليوم الثاني, هذه الأسس العلاجية أيضا أسس جيدة تطور من مهارات المريض، وتقوي صلته العلاجية بالمؤسسة العلاجية، وهذا في حد ذاته دعم نفسي كبير للأسرة، لأنه يقلل من زمن الاحتكاك ما بين المريض ومحيطه المنزلي، هذا أيضا وجد أنه ذو قيمة علاجية كبيرة.

إذا أيتها الفاضلة الكريمة: البدائل والطرق العلاجية كثيرة جدا وهي الحمد لله كلها متوفرة، وأشكرك مرة أخرى على اهتمامك بأمرها، ونسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

في الختام: لا يفوتنا أن نذكركم بموضوع الرقية الشرعة، ففيها خير كثير، ولكيفيتها يمكنكم مراجعة هذه الروابط:
(237993- 236492-247326)

نسأل الله لهذه الأخت بالشفاء العاجل.

مواد ذات صلة

الاستشارات