ما هي الأدوية المناسبة لعلاج مرض الفصام ؟

0 805

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم ( 2114092 ) وقد أجبت على جميع أسئلتي يا دكتور جزاك الله خيرا، لكن تم تغيير الخطة العلاجية من قبل الدكتور، وهناك بعض الأعراض لم أذكرها، والأدوية التي وصفت لي:

ابليفاي 15 ملج حبتين يوميا.
سيركويل 200 ملج حبة ليلا.
دوجماتيل 200 ملج حبتين في اليوم.
سيروكسات حبتين في اليوم.

ومرضي هو الفصام والرهاب، حيث أعاني من جميع أعراض الفصام ما عدا الهلوسة والشكوك، فمن أي نوع من أنواع الفصام مرضي؟

أيضا اكتشفت أني أعاني من حالة هوس خفيفة، أشعر بفرح شديد بدون سبب، وكأني أسعد إنسان في الدنيا، وعندما أتحدث مع أحد أو يتحدث أحد إلي، بعد فترة من الزمن أتذكر الكلام، وعندما أتذكره أشعر أيضا بحالة من الفرح والسعادة التي ليس لها مبرر، فهل هي من أعراض الهوس أو الفصام؟ علما بأني لا أعاني من الاكتئاب.

كذلك أضفت دواءين على الخطة العلاجية المذكورة، هما:

ديباكين كورونو 500 ملج حبة ليلا.
أندرال وقت اللزوم 20 ملج.

لأنني أعاني من رجفة شديدة وخوف شديد عندما أتحدث مع مسؤول أو معلم أو مجموعة من الناس، لدرجة أني قد أنسى الكلام الذي أريد قوله، وقد شعرت ببعض التحسن عندما أضفت الديباكين، علما أن استخدامي له منذ أسبوعين، والآن لا أستطيع الذهاب إلى الدكتورة لظروف، فهل هناك تعارض بين الأدوية؟ وهل علي أن أوقف بعض الأدوية التي أستخدمها؛ لأنني استخدمت الديباكين كورونو؟ ومتى أحكم على العلاج بالفشل؟ ومتى يبدأ مفعوله؟ لأنني سمعت أنه يستغرق فترة من 6 شهور إلى 9 حتى يبدأ التحسن الملحوظ.

وفقكم الله على ما تقدمونه لنا من خدمات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mazin حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب وعلى كلماتك الطيبة، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

بالطبع أنا أحترم رأي الأخ الطبيب الذي وصف لك الأدوية المذكورة، والأدوية متداخلة ومتقاربة جدا، والجرع التي تتناولها هي جرع كافية تماما، ويجب أن لا ترفع أكثر من ذلك.

ملاحظتي هي حول الزيروكسات، تناوله بجرعة حبتين في اليوم ربما يزيد من حالة الانشراح البسيطة التي تعاني منها، وهذا أمر يحتاج إلى أن نقف عنده، ويمكن أن تطرح هذا الموضوع على الطبيب حين تقابله في المرة القادمة؛ لأن الزيروكسات يعرف عنه أنه ربما يدخل الإنسان في حالة هوسية، وأنا أرى أن جرعة حبة واحدة في اليوم ربما تكون كافية لعلاج الرهاب، لأن السوركويل أيضا من الأدوية الممتازة جدا لعلاج جميع أنواع المخاوف ومنها الرهاب، هذه هي الملاحظة التي وددت أن أذكرها.

بالنسبة لنوع الفصام الذي ذكرت أنك تعاني من أعراضه ما عدا الهلوسة والشكوك، هذا ربما يكون ما يسمى بالفصام المختلط، البعض يسميه هكذا، والبعض يسميه بالفصام غير المعين أو غير المحدد، أيضا هذه بعض المسميات، وهنالك نوع من الفصام يعرف بالفصام الهيبفريني، وهو نوع شديد من المرض، لكن حقيقة لا ألاحظ أبدا أنه لديك أي أعراض لهذا النوع من المرض، فربما يكون النوع الذي تعاني منه هو النوع المختلط أو النوع الغير محدد - كما يقولون - والترجمة العربية ليست دقيقة في هذا السياق، لكن يعرف أن هذا النوع من الأمراض هو أخف من الفصام الهيبفريني مثلا.

هنالك نقطة أيضا لا بد أن نتوقف عندها، وهي أن نوبات الانشراح التي تأتيك ربما تكون ظاهرة إيجابية جدا؛ لأن وجود أي مكون وجداني مع أعراض الفصام هذا يشير أن مآل المرض من حيث العلاج سوف يكون جيدا، وربما تسمى مثل هذه الحالات بالفصام الهوسي أو الفصام الوجداني كما يسميها البعض، وعموما هذه يجب أن لا تكون إشكاليات كبيرة، لأن الأدوية المتاحة مثل السوركويل والإبليفاي هي تعالج الهوس وتعالج الفصام وتعالج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وتعالج المخاوف، فهذه الأدوية سهلت كثيرا في علاج بعض الحالات التي لا يكون هنالك تشخيص يقيني فيما يخص بعضها كما ذكرت لك.

أخي الكريم: أعتقد أن إضافة الدباكين - بالرغم من أنك قد تحسنت عليه - قد تكون خطوة متقدمة بعض الشيء، وأنا أحترم رأيك جدا- لكن حين ترجع إلى الطبيب أرجو أن تتحدث معه في هذا الموضوع، لأن تناول خمسة أو ستة أدوية في نفس الوقت قد لا يكون أمرا جيدا، لا توجد أي خطورة فكلها أدوية سليمة، لكن هذا الكم الهائل من الحبوب في اليوم أيضا قد يكون مزعجا، فليس من المعقول للإنسان أن يتناول البنادول والأسبرين والبروفين في نفس الوقت، بمعنى أن فصائل هذه الأدوية متقاربة لبعضها البعض، والدباكين دواء طيب جدا وأنا أصفه كثيرا، ويعرف أنه دواء داعم لكثير من الأدوية التي تستعمل لعلاج الأمراض الذهانية، فلا يوجد أي تعارض من الناحية العلمية ما بين هذه الأدوية، لكن أفضل أن تذكر إضافتك للدباكين لطبيبك، أما الإندرال فهو دواء بسيط وليس بتلك الأهمية.

أنا لا أدعوك لأن تتوقف عن الأدوية التي تستخدمها، لأنه من الناحية الأخلاقية ما دام نصحك بها أحد الأطباء فيجب أن يكون هو صاحب القرار، وأنا لا أرى خطورة من استعمالها، لذا ليس هنالك داع للاستعجال، وحين تقابل الطبيب اطرح عليه هذا الأمر إن أراد أن يخففها أو يقللها، فهذا أيضا حسن.

العلاج لا يحكم عليه بالفشل قبل مضي ثلاثة إلى أربعة أشهر، وأي درجة من التحسن تحدث للإنسان هي خطوة متقدمة، إذن حتى التحسن هو أمر نسبي، والدواء إن لم يشعر الإنسان معه بالتحسن ربما تكون له إيجابية أخرى وهو أنه يمنع التدهور، وهذا سبب منطقي جدا لاستعمال الدواء.

أخي الكريم: أسأل الله لك العافية، وأرجو أن تكون فاعلا في حياتك، وتواصل اجتماعيا، واجتهد في دراستك، هذه كلها أمور علاجية مهمة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات