السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
حضرة الشيخ الفاضل: أنا فتاة ملتزمة والحمد لله, محبوبة بين الناس, وأحب مساعدة الناس لفعل الخير, لكنني مع الأسف أعاني من أفكار عديدة سيئة دمرت علي حياتي, فأنا من مشكلة لمشكلة, حتى إن فكري لم يعد يحتمل أكثر, وتعبت نفسيا لدرجة كبيرة, فمثلا تأتيني وساوس كثيرة في الدين تجعلني أعاني أياما من التفكير, أحاول التخلص منها, وما إن أتخلص منها حتى أعلق في وسواس آخر كوسواس الشك بالناس, فاتهمهم بأمور خاطئة, وأحاول الدفاع عنهم بداخلي بشتى الوسائل, وعانيت من الغيرة والحسد، فمثلا إذا دخلت إلى دكان معين فوجدت تغييرا جميلا فيه وأعجبت بالتغيير أتذكر الحسد فأشعر بأنني يجب علي أن أحسده, وإذا رأيت شيئا لشخص لا أتوقع أن يملكه أكون سعيدة وأدعو له في قلبي لطرد هذه الشكوك، لكني لا أعلم لماذا يأتيني هذا الشعور تجاهه؟
لذا بت لا أحب من أحد أن يريني شيئا جديدا, أو أن يتكلم معي بما اشترى أو بما أحضر, وأحاول أن أبارك له داخليا, والآن أتاني وسواس إيذاء الناس فكأنني يجب أن أوقع بين اثنين لمجرد أنهما صديقان، وبالتحديد إذا كان الأمر يتعلق بصديقتي العزيزة، فهي لديها أصحاب كثر والحمد لله, فلما تضايقت مني ذهبت لإحداهن وكنت سعيدة، فالاثنتان شخصيتهما متوافقة, وعندما عدت إلى البيت أتتني وساوس بأن أعمل فتنة بينهما, تضايقت لأنني لا أستطيع أن أقدم على شيء مثل هذا, أنا أدع لصديقتي دائما بالخير, وقد يخطئ لساني بغير قصد بالدعاء عليها لأن الوسواس يأتيني يقول " ها أنت تدعين لها فهل تستطيعين أن تدعي عليها ",أحيانا أتجاهل أن أنظر مع من تقف لكي لا أحسدها أو أغار منها بغير قصد, وأحس أنني شخصية سيئة لدرجة كبيرة, وقلبي بات أسود, فبت أحس أنني لا أستطيع أن أكون صديقة لأحد, فمع أعز صديقة لي والتي أعزها بصدق تأتيني حالات من الوساوس كأنني أكرهها أو لا أستحقها لأجل تصرفات أو مجرد أفكار, وأحس أنها مع صديقة أخرى ستكون أفضل أو العكس أي أنني مع صديقة أخرى سأكون أفضل.
أنا قليلة الكلام خصوصا هذه الفترة فكلامي أصبح داخليا, صحيح أن لدي العديد من الأصدقاء لكني لا أستطيع أن أجلس معهن وحيدات لأنهن سيشعرن بالملل لعدم كلامي, وأحس أنني أؤذيهن بغير قصد, والآن أنا وصديقتي متخاصمات -مع الأسف- لأجل شيء آذيتها به بغير قصد، بل عن حسن نية, وهي أحست أن ما فعلته خاطئ، رغم أنني اعتذرت لها, وتحملت جميع تبعات المشكلة إلا أنها لم تسامحني حتى الآن, وأعاني أيضا من تصديق ما يقال لي فإحدى صديقاتي انتقدتني بأني أعمل خفية, وأنني أتظاهر بأنني شخصية جميلة وهادئة ورزينة، رغم أنني خلاف ذلك, وعندما سألتها عن السبب قالت لي: كونك تجلسين هادئة في الحصة بلا كلام رغم أنك لست كذلك, وقد قالتها لي مرة قبل هذه المرة من باب النصيحة, أو معرفة نفسيتي بدون تحديد سبب معين, هذه الكلمة أثرت في جدا, وبت أقول هل أنا حقا هكذا؟
ولم أجد جوابا مقنعا فأنا قد فقدت كل الثقة بنفسي, وبت بحاجة لمن يخبرني من أنا فعلا, وقد وصل بي الحال لكره نفسي, وكره البعض ممن حولي إلا أنني أرجع وأحبهم بعد فترة, وأعاني من وساوس في كل أمر في حياتي, في النفاق بت أقول لمن أثق بعدم تضايقهم مني ما في قلبي، وأعاني من أني إذا أظهرت لهم خلاف ما أبطن أكون منافقة، رغم أنه في كثير من الأحيان يكون مجرد وساوس عابرة, وباتت أمور الدين تختلط علي هذه الفترة, أريد أن أكون ذا قلب أبيض يثق في جميع الناس ولا أؤذي أحدا منهم أبدا وأحسن الظن بهم، لكن مشكلتي أن أفكاري وعقلي دائم التفكير لا يتوقف، وأخاف جدا من فكرة أن أسيء لأحد، أرجوكم ساعدوني كيف أتخلص من هذا الشعور؟