السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا راسلتكم من قبل بخصوص أن عندي أعراض مرض الاضطراب الوجداني، وذكرت أنه فجأة مرت علي ثلاثة أيام متواصلة ولم أستطيع النوم فيها ولا ثانية، ثم ذهبت إلى الطبيب وكتب لي على سيروكويل 200 ملغرام قبل النوم، والحمد لله مرتاح عليه ولمدة تسعة أشهر أستعمله ولا أنام بدونه.
سؤالي: حالتي (لا أستطيع النوم إلابسيروكويل )، هي يصاب بهذه الحالة الآخرون أم أن عندي حالة شاذة؟
أيضا يا دكتور كل يوم وأنا أتعب نفسيا على أنه لماذا لا أستطيع النوم إلا على هذا الدواء؟!
وأرى الناس ينامون متى يشاؤون إلا أنا أرى نفسي لابد أشرب هذا الدواء لكي أنام، أفيدوني بارك الله فيكم، متى سأستطيع النوم من دون هذا الدواء؟
أريد أن أعرف فقط هل سأستطيع النوم بدون سيروكويل وإلى متى؟
قال لي الطبيب ستستمر عليه سنتين فقط، فهل سنتان ثم أستطيع النوم من دونه أم ماذا؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
مواصلة لإجابتنا السابقة لاستشارتك الماضية أود أن أوضح لك الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، يتطلب الاستمرار على الجرعة الوقائية لفترة قد تكون طويلة، وهذا يجب أن لا يكون أمرا محبطا، لأن الدواء هو نعمة عظيمة، والنعم لابد أن تقدر، وفي الماضي لم تكن توجد علاجات مفيدة لهذه الحالات، أما الآن وبفضل من الله تعالى أصبح العلاج متوفرا.
السيركويل لا يعمل فقط كمنوم في حالتك، إنما يؤدي إلى تنظيم الناقلات العصبية داخل الدماغ، مما يبعدك إن شاء الله تعالى عنك الانتكاسات المرضية، والأدوية الأخرى، والتي يعرف عنها أنها ليست منومة، مثل عقار اللاسايوم، وهو دواء متميز في علاج الاضطراب الوجداني، هذا دواء كما ذكرت لا يساعد في النوم، لكن من خلال تنظيم الناقلات والمواصلات العصبية داخل الدماغ ومنع الانتكاسة المرضية تجد أن الذين يتناولون هذا الدواء ينامون بصورة جيدة جدا.
إذن نحن الآن في وضع يقدم لك العلاج الذي يمنع حدوث الحالة، أما عملية تحسين النوم فهي عملية ثانوية، هذا هو الذي أود أن أؤكده لك، وهذا يعين أن لا تهمل في علاجك أبدا، ولا تعتقد أنك تتناوله من أجل تحسين النوم، إنما تتناوله من أجل أن لا تحدث لك الانتكاسة، خاصة الجانب الهوسي أو القطب الهوسي الانشراحي كما يسمى، استمر على العلاج، وأؤكد لك أن السيركويل دواء سليم ودواء متميز جدا، والطبيب ذكر ذلك لك أنه يجب أن تستمر على الدواء لمدة سنتين، هذا الكلام كلام جيد وصحيح، لأن الأبحاث والدلائل تقول أن الذي يعاني من الاضطراب الوجداني ثاني القطبية يجب أن يظل على العلاج لمدة سنتين أو ثلاث، بعدها يراقب نفسه، وإذا حدث له انتكاسة لابد أن يرجع للدواء ويتناوله لمدة خمس سنوات متواصلة، ويعرف أن (40%) من الناس تحدث لهم انتكاسة بعد اكتمال فترة العلاج الأولى، وهي سنتان إلى ثلاث.
أنا أريدك أن تمتلك الحقائق العلمية هذا سوف يساعدك كثيرا، وأنا أطمئنك أنت على خير ولا تتضايق من تناول هذا الدواء، فهو علاج لحالتك قبل أن يكون منوما.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.