السؤال
في يوم من الأيام مستني كهرباء قوية فصرخت صراخا شديدا وشعرت بأن الكهرباء لا زالت في جسدي وأن وجهي أصفر، شاحب، وجسدي متعب، ومن بعد ذلك أصبحت أخاف أن ألمس أي شي فيه كهرباء، وكل فترة زمنية أشعر بأن الكهرباء لا زالت في جسدي وأصرخ هل هذا يعني أن لدي زيادة شحنات في الجسم؟ أنا أم لأربعة أطفال، ولدي رضيع، وأتمنى أن أمارس حياتي بشكل طبيعي، هل ما أشعر به مرض، وله علاج؟ أرجو منك أن تساعدني، وقد أصبحت أخاف من الصوت العالي، وأخاف أن أركب سيارة، وأشعر أحيانا بالقلق والخوف، أرجو منك أن تساعدني لأعود لممارسة حياتي بشكل سليم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soso حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كان هذا الصقع الكهربائي البسيط هو الشرارة التي منها انطلقت المخاوف لديك، ولاشك أنها تجربة ليست جميلة، وبعد ذلك بدأت تظهر لديك المخاوف المتعددة منها: عدم الارتياح في ركوب السيارة، والقلق، والتوتر، وعدم تحمل الأصوات العالية، وهذا دليل أن لديك أصلا استعدادا للقلق.
أيتها الفاضلة الكريمة – هذه لا تعتبر أمراض، حقيقة هذه مجردة ظواهر، والقلق يجب أن يعالج بالتجاهل، بالنسبة الصعق الكهربائي البسيط أرجو أن تتعاملي معه بشيء من المنطق، والكهرباء نعمة بالرغم من خطورتها، وعلينا أن نأخذ الاحتياطات اللازمة، ويا حبذا لو قرأت عن الكهرباء -سالبها وموجبها- وطريقة الوقائية منها، هذا سوف يفيدك كثيرا لأن العلم بالشيء وإتقانه يؤدي إلى ما يعرف بالاطمئنان النفسي أي حين تمتلك المعلومة يقل التوجس حول مصدر الخوف، ويجب أن تتذكري أنه من نعم الله العظيمة عليك أن هذا المس الكهربائي قد انتهى بخير.
بالنسبة لشعورك بأن هنالك كهرباء في جسدك بالرغم من الفترة الزمنية المتباعدة، هذا مجرد شعور ناتج من الخوف والوساوس البسيط، وهذا يعالج بالتجاهل.
الأمر الآخر: أريدك أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، وهي فيها فائدة كبيرة جدا لامتصاص قلق المخاوف، وهذه التمارين يمكنك أن تتدرب عليها من خلال تصفح أحد مواقع الإنترنت، ومن الضروري جدا أن توجهي طاقات نحو بيتك وأولادك، وأن تستفيدي من وقتك بصورة صحيحة.
الجزء الأخير هو: أنني سوف أصف لك دواء مزيلا للقلق والتوتر، والدواء من الأدوية البسيطة جدا، وهو متوفر إن شاء الله تعالى في فلسطين، والدواء يعرف باسم انفرانيل Anafranil والاسم العلمي هو كلومبرامين Clomipramine ولا يحتاج إلى وصفة طبية، وأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة (25) مليجرام تناوليه ليلا بعد الأكل، وبعد شهر اجعليها (50) مليجرام ليلا، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى (25) مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء، والدواء جيد وبسيط ورخيص السعر، وفائدته إن شاء الله تعالى كبيرة، وربما يسبب لك أعراضا جانبية بسيطة مثل الشعور بالجفاف في الفم لكن هذا -إن شاء الله تعالى- يختفي بعد أسبوع من بداية العلاج كما أن النوم لديك قد يزيد قليلا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
كما ننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتكلم عن العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121)، والعلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121) ففيها خير كثير.