السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي يا دكتور بأنه في أحد الأيام وأنا في المسجد شعرت بضيق وكتمة في الصدر، وشعرت بأن تنفسي سوف يقف، وأن شيئا سيئا سيحدث، بصراحة فكرت أن أخرج من الصلاة والصلاة كانت قد أقيمت، وأصبحت بعدها أخاف أن أذهب إلى المسجد، وأصبحت أفكر بأن هذه الحالة سوف تلازمني، لا أعرف لماذا أشعر بعد هذا الإحساس والتعكر في المزاج؟ مع العلم بأن هذه الحالة تنقضي بعد دقائق معدودة، ولكني أظل أفكر بها.
ذهبت إلى دكتور نفسي وعندما سمعني أعطاني دواء (سبراليكس) 10 ملجم حبة واحدة لمدة شهر، على أن أراجعه بعد الشهر، لكني بصراحة يا دكتور لم آخذ الدواء حتى كتابة هذه الرسالة، والذي يجعلني لا آخذه هو: أن هذه الحالة التي تنتابني في المسجد تنقطع عدة أيام ولا تأتي مما يجعلني في حيرة هل آخذ الدواء أم لا؟ أرجو منك يا دكتور أن تفسر لي هذه الحالة ، ما هو سببها؟ لماذا أخاف منها كثيرا كثيرا؟ وهل هناك علاج لها بدون أدوية؟ لأني حساس جدا من الأدوية، أخاف منها، وأشعر بأنها على المدى البعيد ستؤثر على وظائف الجسم، مع العلم يا دكتور محمد عبد العليم أن لي عدة استشارات سابقة ولكني لا أعرف أرقامها وسبق أن أخذت رقم هاتفك النقال للاتصال بك.
أفدني جزاك الله خيرا ما هذه الحالة التي أصبحت بعض المرات لا أذهب إلى المسجد خوفا منها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مأمون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
لقد أحسنت في وصف حالتك، والذي أستطيع أن أستنبطه منها هو أن الذي حدث لك من ضيق شديد وكتمة في الصدر وأنت في المسجد هذه نوبة هرع، أو نوبة هلع، وتجربة مفزعة جدا لكنها ليست خطيرة، وبعد ذلك حدث لك ما يعرف بالارتباط الشرطي بمعنى أن هذه النوبة التي فاجأتك وأنت في المسجد سببت لك انشغالا وخوفا من أنها سوف تأتيك مرة أخرى، وهذا يدخل الإنسان في فكر وساوسي.
الحالة هي نوع من أنواع القلق وليس أكثر من ذلك، أنا أرى أن الطبيب الذي وصف لك السبرالكس قد أحسن الاختيار، وذلك لسبب بسيط وهو أن نوبات الهلع والهرع هذه وما يترتب عنها من وساوس واكتئاب نفسي بسيط لا يمكن علاجه وقطعه وبتره إلا من خلال تناول الأدوية التي تنظم إفراز مادة (السيرتونين) في الدماغ لأن (السيرتونين) كناقل عصبي رئيسي يعتقد وبصورة جازمة جدا أن اضطرابه هو الذي يساهم أو يؤدي إلى حدوث لهذه الأعراض، فهذا الدليل العلمي الجيد والرصين يجعلنا مطمئنين جدا أن هذا هو العلاج الصحيح، وهذا هو العلاج السليم بالنسبة لك، ويتميز الدواء بمستوى عال جدا من السلامة، فتوكل على الله تعالى، وأبدأ في تناول الدواء، وأسأل الله أن يجعل لك فيه خيرا كثيرا، وحقيقة أنا أقر هذا الدواء تماما لأني أعرف بفضل الله تعالى مدى فعاليته، ومدى سلامته، ولا بد أن تمتد فترة تناوله لستة أشهر هذه هي أقل فترة تعتبر جيدة وموثقة لنجاح العلاج، قد تحتاج إلى رفع الجرعة إلى (20) مليجرام وذلك بعد الشهر الثاني أو الثالث، واستمر عليها مدة شهرين, ثم تخفض الجرعة إلى (10) مليجرام مرة أخرى وتستمر عليها شهرين أو ثلاثة، ثم تجعلها (5) مليجرام يوميا لمدة أسبوعين أو ثلاثة ثم تتوقف عن تناول الدواء.
توجد علاجات سلوكية أخرى وهي: ممارسة تمارين الاسترخاء، وتعتبر من أحد السبل والطرق الرئيسية للتخلص من هذه النوبات القلقية الحادة وإجهاضها، يا أخي تدرب على هذه التمارين وذلك من خلال مقابلة أخصائي نفسي أو تصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، الأمر الآخر يجب أن لا تنشغل بها كثيرا، تجاهلها، ويجب أن تربط نفسك بالمسجد، اذهب إلى المسجد للصلوات الخمس، وتأكد أن الذي حدث لك كان أمرا بسيطا بالرغم أنه مزعج، لكن التجنب أي عدم الذهاب إلى المسجد سوف يجعله أمرا جللا لأنه سوف يثبت الفكر الشرطي، ويزيد من التجنب، ويزيد من هذه المخاوف، نصيحتي الأخيرة لك هي أن تناول الدواء في هذا العمر أي (44) عاما يعتبر أمرا ضروريا لأن الإنسان في هذا العمر أكثر استعدادا وقابلية لأن تتحول نوبات القلق أو الهرع أو المخاوف إلى نوبات اكئتابية، هذا الكلام يجب أن لا يكون مزعجا لك لكن ذكرته لك من قبيل الإرشاد والتحوط.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.