هل يوجد فحص سريري يبين وجود الاكتئاب لدى أي شخص؟

0 49

السؤال

السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته

إنني مع خلاف مع زوجتي لأسباب عديدة، وهي ليست ذات صلة في سؤالي هذا، زوجتي تتهمني الآن بالمحكمة بأنني أتناول أدوية اكتئاب، ومن المحتمل أن أتعرض لفحص طبي من قبل المحكمة عن طريق طبيب مختص بطبيعة الحال، علما أنني أتناول هذه الأدوية منذ زمن، فقد كنت في السنة الفائتة 2010 أتناول الريميرون لمدة عام تقريبا، وبعد تغيير الطبيب المعالج تناولت السيبراليكس 20 ملغ حبة واحدة يوميا، إضاقة إلى (الموتيفال) أيضا حبة واحدة يوميا، وأنا الحمد لله الآن في وضع جيد جدا، ولا زلت أتناول هذه الأدوية حتى تاريخ كتابة هذه الرسالة.

أما سؤالي فهو:

هل فعلا يوجد فحص سريري يبين وجود الاكتئاب لدى أي شخص أو أنه يتناول هذه الأدوية؟ وإذا كان فحص الدم أو أي فحص آخر يبين تناول المريض لأدوية الاكتئاب، فكم من الوقت يجب أن يمضي على إيقاف جرعة الدواء لكي لا تظهر أية نتائج أو آثار للأدوية في دم الإنسان في مثل هذه الفحوصات؟

أرجو النصيحة الخالصة لله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يوفق فيما بينكما.

بالنسبة لسؤالك، فالاكتئاب النفسي لا يعتبر مرضا مخلا بالمسئولية أو أهلية الإنسان، وحتى في حالات التقاضي ليس له أي أهمية ما دام الإنسان في كامل عقله ووعيه، ومرتبطا بالواقع، وحكمه على الأمور سليم، وهذه النقطة مهمة جدا؛ لأن القاضي يهمه درجة الإدراك والوعي والارتباط بالواقع والأهلية، فتناولك للعلاج المضاد للاكتئاب أنا لا أعتبره مطلقا نقطة ضعف من حيث إجراءات التقاضي، وأنا أذهب كثيرا للمحاكم لحالات مشابهة ولأسباب أخرى مختلفة، وأنا من وجهة نظري أن لا تخفي شيئا من هذا أمام القاضي، فليس هنالك أبدا حرج في إظهار الحقيقة، والقاضي له الحق أن يعرضك على لجنة طبية نفسية لتقوم بتقييم حالتك، ومن ثم يكتب التقرير، والذي يهم القاضي كما ذكر لك مدى أهميتك وتحملك للمسئولية، وهل تشكل خطرا على نفسك أو على الآخرين؟

ما دام هنالك خلاف بينك وبين زوجتك، فالاكتئاب أخي الكريم لا يؤدي إلى مثل هذا الخلل، فأرجو أن تطمئن، والفحص السريري عبارة عن إجراءات فنية يقوم من خلالها الطبيب المختص ذو الخبرة بملاحظة الشخص المفحوص، ويسأل أسئلة معينة، وهنالك ملاحظات يلاحظها الأطباء أيضا على اللغة الجسدية للإنسان، وطريقة تعتبيراته وإيماءاته الجسدية، هذه كلها ربما تعتبر قرائن جيدة لتشخيص الاكتئاب، وهنالك نوع من الاستبيانات التي قد يطلب من الشخص القيام بالإجابة عليها؛ لأنها أحد المؤشرات التي قد تساعد في تشخيص الاكتئاب، وتوجد أيضا بعض الفحوصات الهرمونية خاصة فيما يخص مستوى الكرتوزون في الدم، لكن هذا الفحص لا يجرى الآن إلا في حالات نادرة.

بالنسبة للأدوية التي ذكرتها وهي الريمانون والسبرالكس والموتيفال، هذه الأدوية ليس لها أكثر من سبعة أيام من التوقف منها، فعاليتها الرئيسية ومكوناتها الأساسية تختفي من الدم بعد (48) ساعة تقريبا خاصة الريمانون والسبرالكس ، وخلال الأربعة والخمسة الأيام التي تلي تختفي الإفرازات الثانوية لهذه الأدوية، والموتيفال يختفي في ظرف ثلاثة إلى أربعة أيام لأن عملية استقلابه وتمثيله الإيضي أسرع.

أخي الكريم ، هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي عن العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 )

وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات