القلق والمخاوف...والصعوبة في ترك المهدئات

0 801

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إلى الأخ العزيز الدكتور/ محمد عبد العليم
أرجو المساعدة بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

أعاني منذ مدة من مخاوف عديدة، وقلق قوي جدا، كما أنني أشعر بضيق شديد عندما أتواجد في مكان واحد، وهذا يحدث معي كثيرا، ومنها المسجد كمثال، وأحس أنني سأختنق، وأنه سوف تنتابني نوبة الهلع، وأيضا أحس بخمول شديد جدا.

وقد تداويت عند كثير من الأطباء، وتناولت كثيرا من الأدوية، ولكن لم أرتح إلا قليلا، ومن الأدوية التي تناولتها:
seroxat
cipralex
ومن المهدئات:
lorazepam بكميات كبيرة، وقد تركته بعد معاناة كبيرة، والآن أتناول دواء cipralex 10 ملغ حبة واحدة، وحبتين من دواء lexomil أو bromazepam 6 ملغ، ولكني أشعر بقلق غير عادي ومخاوف كثيرة.

في الماضي كنت أستطيع إنقاص المهدئات بصعوبة قليلة وبجرعات قليلة طبعا، ولكن الآن إذا أردت إنقاص دواء bromazepam في اليوم الأول والثاني عادي، ولكن بعدها تنتابني نوبة هلع، فأضطر إلى زيادة الجرعة أكثر من ذي قبل لمدة أسبوع أو أقل، ثم أعود إلى الجرعة الأولى، حتى أنني لا أستطيع السفر أو مزاولة الدراسة في الجامعة، أو حتى حضور صلاة الجماعة.

وكلما ذهبت إلى طبيب لم يخرج في دوائه عن هذه الأدوية وأنا في حيرة من أمري.

الرجاء المساعدة، وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فدواء لورازيبام Lorazepam وكذلك برومازيبام Bromazepam هي من الأدوية التي تنتمي إلى مجموعة دوائية تعرف بالبنزودازبين، وهذه الأدوية أدوية تعودية ولا شك في ذلك، والتعود أو الإدمان عليها يحدث حين يتم التناول معها وتعاطيها بصورة غير منضبطة، وأعني بذلك تطور مدة الاستعمال ورفع الجرعة.

المدة القصوى لاستعمال هذه الأدوية هي ستة أسابيع، بعدها لا بد أن تخفض جرعة الدواء ومن ثم يتم التوقف عنها.

أنا أعرف أن من يتعود على هذه الأدوية خاصة بعد أن يرفع جرعتها - لأن من خصائصها التحمل ويقصد بالتحمل أنه لا تحدث الفائدة العلاجية إلا بعد أن ترفع جرعة الدواء - حين يتم التوقف عنها تحدث الآثار الانسحابية، فنحن أمام وضع يتطلب الإصرار، ويتطلب العزيمة، ويتطلب اتخاذ القرار الصحيح والإصرار على تنفيذه، والقرار الصحيح هو أن تخلص نفسك من هذين الدواءين.

أريد أن أؤكد لك حقيقة علمية وهي أن نوبات الخوف والهرع التي تعاني منها هي ناتجة من اضطراب في المنظومة الكيميائية الخاصة بالناقلات العصبية في الدماغ، وأهم مادة تتأثر هي مادة السيروتونين، وقد اتضح بصورة علمية جلية أن الأدوية مثل اللورازبيام والبرومازبيام بالرغم من أنها مزيلة للقلق إلا أنها على المدى الطويل تتدخل تدخلا مباشرا في عسر عمل مادة السيروتونين، وهذا يعني أنه سوف يزيد من حالة القلق والاكتئاب والتوتر، وذلك بجانب ظاهرة التحمل الدوائي التي تحدثنا عنها.

فالقرار السليم إذن هو أن تبتعد عن هذه الأدوية، وسوف أترك لك أمر التخلص منها، والمبادئ هي مبادئ عامة، وهي أن يتم التخلص من الدواء عن طريق التدرج، ونعني بالتدرج أن تخفض ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف عن الدواء.

السؤال المنطقي: ما هي البدائل؟ البدائل كثيرة جدا، أولها الصبر، أن أصبر على الانقطاع عن هذا الدواء لأنه سيؤدي إلى الإدمان وأضرار كثيرة، والإنسان مع صبره يتذكر أنه يقوم بعمل إيجابي عمل ممتاز، وأن الآثار الجانبية سوف تنقطع بعد مدة ليست طويلة.

ثانيا: ممارسة التمارين الرياضية بكثافة وجدية، لأن الرياضة تحرك الكثير من المواد النفسية الإيجابية في داخل الدماغ والجسم، وهذا يعود عليك عائدا طيبا.

ثالثا: الأدوية البديلة، فهنالك أدوية بديلة ممتازة، والدواء الذي أرشحه في مثل هذه الحالات هو عقار يعرف تجاريا باسم (سوركويل) والذي يعرف علميا باسم (كواتبين).

بعد أن تبدأ في تخفيض جرعة البروبازبيام واللورازبيام تبدأ في تناول دواء السوركويل وذلك بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، وبعد أسبوع تجعلها خمسين مليجراما ليلا، وبعد أسبوع آخر تجعلها خمسة وعشرين مليجراما صباحا وخمسين مليجراما ليلا، وحين تصل إلى الجرعة الأخيرة من الأدوية التعودية وهي اللورازبيام أو البروبازبيام هنا تقوم بإضافة دواء يعرف تجاريا باسم (زولفت) ويعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) هذا دواء جيد مضاد للقلق والمخاوف والوساوس، ومحسن للمزاج تماما.

أنا وصفت لك الزولفت لأن الذي فهمته أنك قد توقفت عن السبرالكس.

جرعة الزولفت هي (50) مليجراما، تبدأ في تناولها ليلا، وبعد أسبوعين ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام، وهذه الجرعة يمكن تناولها كجرعة واحدة ليلا، أو بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، ويجب أن تستمر على هذا المنوال لمدة ستة أشهر، بعدها تخفض جرعة الزولفت إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى.

أما بالنسبة للسوركويل فيجب أن تستمر عليه بنفس الجرعة اليومية وهي (75) مليجراما يوميا، وتكون مواصلا في تناول الدواء على هذه الكيفية لمدة ستة أشهر، بعدها تخفض إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

إذن الصورة العلاجية واضحة جدا، وسوف تفيدك كثيرا.

أما بالنسبة للعلاجات السلوكية فأنت تعرف أن المخاوف تعالج عن طريق تجاهلها، وعن طريق مواجهتها، والتمارين الرياضية مفيدة جدا، وحاول أن تطبق أيضا تمارين الاسترخاء، ولتعلمها يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت لتعلم هذه التمارين، وأنصحك بالبحث عن عمل، لأن العمل في حد ذاته علاج، ولمزيد من الفائدة عن العلاجات لسلوكية للمخاوف يرجى مراجعة الروابط التالية :
(262026 - 262698 - 263579 - 265121) وكذا القلق:
( 261371 - 264992 - 265121).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات