لم أعد أستطيع الحفظ والدراسة فما الحل؟

0 1019

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة في التوجيهي, من الأوائل, معدلي في التسعينات, كنت أدرس وأحفظ جيدا لدرجة أني أحفظ بالحرف الواحد لكنني في هذا الشهر لا أعرف ما الذي حصل لي!؟ لم أعد أركز, ولم أعد أحفظ كما كنت في المدرسة, فمثلا في مادة التاريخ في درس التمييز العنصري لم يكن يأخذ مني غير ساعة واحدة في الدراسة, وفي هذا الشهر أخذ مني من الساعة الـ8 صباحا للساعة الـ3 عصرا, ولم أحفظه جيدا.

البارحة كنت أدرس مادة الجغرافيا وكنت وضعت لدراستها 3 أيام فأعطيتها الثلاثة الأيام، ولم أختمها، وبقيت لي وحدتان منها, مع أني درستها في الامتحان التجريبي ووجدت نفسي كأني لم أدرسها, وقد بقي لي أن أدرس الإنجليزي وخصصت له 4 أيام, والدين وله 3 أيام, والعربي وله 5 أيام, أنا طول أيامي أبكي لا أعرف ما العمل؟ لم أكن هكذا في دراستي, وكنت أصحو أيام المدرسة الساعة الرابعة فجرا وقد تركت هذا الاستيقاظ الآن.

ساعدوني, أشعر أني يئست, أريد أن أكمل دراستي, أنا محبطة كثيرا, وأشعر أني بمتاهة, خاصة أني يجب أن آخذ معدلا عاليا حتى لا أخيب آمال أحد, لا أعرف ما الذي حدث لي!؟ والله أني أبكي.

أنا آسفه على الإزعاج وطول الكلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

القلق النفسي هو الذي يحرك الإنسان من أجل أن يكون فعالا ومثابرا ومنتجا, هذا ينطبق على الدراسة, وينطبق على العمل، وعلى كل شيء في الحياة.

إذن القلق ضروري أن يكون موجودا، لكن القلق في بعض الأحيان يزيد عن حده, وهذا يؤدي إلى ضعف التركيز, ويؤدي إلى افتقاد الرغبة في إنجاز الأشياء التي من المفترض أن ينجزها الإنسان بدرجة عالية من الجودة, ففي حالتك أنت طالبة جيدة, مثابرة, متعودة على الدرجات العالية، وأعتقد أن الذي حدث لك الآن هو نوع من القلق النفسي الزائد مما يجعلك تحسين بالملل, وقلة درجة الاستيعاب لديك، وأعتقد أن أمر حصولك على معدل عال جدا أصبح شاغلا كبيرا لك للدرجة التي أوصلتك إلى هذا النوع من التفكير والأداء السلبي.

نصيحتي لك أن تأخذي الأمور ببساطة، لا تضعي في بالك الحصول على درجة معينة, نعم كل إنسان يريد لنفسه الامتياز وكل إنسان يسعى لأن يكون متميزا، وهذا أمر طيب لا نرفضه أبدا، لكن الوسوسة حول هذا الموضوع لا شك أنها سوف تضعف الاستيعاب والقدرة على الدراسة بصورة صحيحة.

إذن فأول نصيحتي لك هي أن لا تضعي معدلا معينا في تفكيرك.

ثانيا: وزعي وقتك، وتوزيع الوقت يتطلب أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة, قد تستغربي من أننا بدأنا بأن نوصيك بالراحة، ويجب أن لا يكون هناك استغراب؛ لأن الجسم يحتاج للترميم, والعقل يحتاج للتجديد حتى يكون الاستيعاب حسنا، وهذا لا يتأتى إلا من خلال أخذ قسط من الراحة.

عليك أيضا بممارسة تمارين رياضية بسيطة داخل المنزل, تناولي كوبا مركزا من القهوة في الصباح, حاولي أن تسترخي, وذلك من خلال أخذ شهيق وزفير ببطء وقوة، كرري هذا التمرين عدة مرات, عليك بالدعاء، عليك بتلاوة شيء من القرآن الكريم بتؤدة وتدبر.

من المهم جدا أن تضعي لنفسك جدولا للمذاكرة، والمواد التي لا ترغبين بها أو تجدين فيها صعوبة أو أن مزاجك ليس معها، هذه المواد أدخليها وسط المواد التي ترغبين فيها وتحبين دراستها, بمعنى أن تبدئي بمادة معينة تكون من المواد المرغوبة جدا لك، وبعد أن تدرسيها وتذاكريها وتنجزيها انتقلي لمادة لا ترغبين فيها كثيرا أو تحسين بشيء من الانجذاب نحوها، وهنا سوف تجدي أن إنجازك الأول وهو مذاكرتك للمادة التي تحبينها وترغبين في دراستها يسهل لك كثيرا دراستك للمادة غير المرغوب فيها، وسوف تتحسن درجة رغبتك إن شاء الله في دراسة هذه المادة.

إذا كان لك زميلات بالقرب من المنزل فيمكنك أن تفتحي معهن أيضا برنامجا للدراسة الجماعية, فالمذاكرة الجماعية فيها فائدة كبيرة جدا خاصة مراجعة الأسئلة والامتحانات السابقة.

درجة القلق لديك هذه يمكن أن تساعد أيضا من خلال تناول دواء بسيط مزيل للقلق، هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (تفرانيل) واسمه العلمي هو (إمبرامين) يمكنك أن تتناوليه صباحا بجرعة عشرة مليجرامات صباحا وأخرى مساء لمدة شهر، ثم اجعليها عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

هذا دواء جيد وفاعل, ويزيل إن شاء الله الملل والتوتر والقلق مما يساعدك إن شاء الله على التحصيل العلمي الجيد.

من المهم أن يكون لك هدف واضح، من المهم جدا أن يكون لك دافعية, ومن المهم جدا أن تنظمي وقتك، ولا تضعي على نفسك ضغوطا نفسية كبيرة بأن تضعي رقما معينا للدرجات يكون شاغلا لك، وفوق ذلك عليك بالدعاء, وأن تسألي الله تعالى أن يوفقك, وأن يسدد خطاك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات