السؤال
السلام عليكم ورحمة الله,,,
ابني الوحيد يبلغ من العمر 3 سنوات, شديد التعلق بي، حتى أثناء اجتماع العائلة لا يذهب للعب مع أبناء عمومته، بل يبقى بجانبي أو يشاهد التلفاز, لا يحب البقاء مع أجداده إلا بوجودي, لا يريد الخروج مع والده إلا معي, في منزلي لا يهتم لوجوده معي في غرفة واحدة، حتى إنني أتركه في المنزل بمفرده لمدة نصف ساعة، ولا يبحث عني ولا يهتم, لكنه في الأماكن الأخرى يرفض أن يتركني, فماذا علي أن أفعل لأجعله يختلط أثناء اللعب بأبناء عمومته, ويبقى مع أجداده بعض الوقت؟
وللعلم فابني يختلط مع إخوتي الصغار, ويلعب معهم, وكذلك ابن أختي, ولا يهتم لوجودي حوله.
والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مهند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالطفل في مثل هذا العمر يقيم المحيط الذي حوله، وأهم نقطة في تقييم المحيط بالنسبة للطفل هو البحث عن الرفقة التي تشعره بالأمان، فهذا الطفل حينما يكون داخل المنزل يعرف أن المنزل هو الحيز الجغرافي الذي يعيش فيه معكم كأسرة؛ لذا لا يكون كثير التعلق بك، لكنه حين التواجد خارج المنزل ومع غرباء -مهما كانوا معروفون لديه- إلا أنهم ما زالوا لم تبن بينهم وبينه العلاقة الوطيدة التي تشعره بالأمان؛ فلذا يكون الطفل باحثا عن الأمان، ولا يجد هذا الأمان إلا بوجودك وشدة الالتصاق بك.
هذا هو الذي يفسر حالة هذا الابن حفظه الله، وأنا لا أراها حالة مرضية، الطفل طفل خاص: هو الابن الوحيد، وهنالك منافع عاطفية متبادلة بينك وبينه، أنت تحبين قربه, وهو أصبح يحب هذا القرب, حدث نوع من التدعيم لهذه العلاقة، ولا أعتقد أن هنالك خطورة حقيقية من الناحية التربوية، لكن الذي عليك القيام به هو أن تبعدي الطفل عنك بقدر المستطاع حتى داخل المنزل، وكذلك خارج المنزل، اجعليه يحتج حتى وإن بدأ في البكاء والصراخ، حينما يكون مع الآخرين دعيه يكون معهم، اذهبي إلى المتنزهات مثلا واتركيه مع أطفال آخرين، وكوني بعيدة بعض الشيء بحيث لا يستطيع رؤيتك، وأنت يمكن أن تلاحظيه من مسافة بعيدة, هذا قد يكون منهجا جيدا في جعل هذا الطفل يتحمل ما نسميه بقلق الفراق، والتدريب لمثل هذا السلوك يكون تدريبا تدريجيا مع ترغيبه وتحفيزه, اجعلي الطفل أيضا يستفيد من الألعاب ذات الفوائد التعليمية حتى في داخل المنزل كي لا يكون معك دائما, وفي داخل المنزل أيضا اجعليه يشتت عواطفه ويوزعها على الآخرين أيضا، لا يكون دائما ملتصقا بك، دعيه يذهب إلى والده، إلى أي فرد آخر داخل البيت، وعليك أن تبدي شيئا من الرفض له داخل البيت، هذا مهم جدا حتى وإن احتج وإن صرخ، هذا لن يؤثر عليه سلبا أبدا.
في نهاية الأمر أقول لك أن هذه حالة طبيعية نسبة لوضعية الطفل, ونسبة لعمره، وإن شاء الله تعالى سوف يتخطاها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله تعالى أن يجعله لك قرة عين وأن يحفظه.