السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
عندي طفل عمره شهران تقريبا, وعندما كان عمره 3 أسابيع عملنا له ختانا, وبعد يوم من الختان أصبحت تأتيه حالات تشنج، حيث يرفع يده اليمين, وترتعش, ويلف رأسه إلى اليمين، مع ارتفاع العينين، وارتعاش الفم، ذهبت به إلى المستشفى، وعملوا له تصويرا للمخ، ومزرعة لتحليل الدم, وكانت النتيجة سليمة، وقاموا بإعطائه دواء اسمه (فينوباربيتون) والحمد لله حتى اليوم لم تأته حالات التشنج, ولكن بقي لنا إجراء تخطيط لشحنات الكهرباء في المخ، موعدنا معهم عندما يصل عمر الطفل إلى شهرين, وذلك بعد أسبوع من الآن.
أرجو منكم التوضيح عن هذا الدواء, هل فيه ضرر على الطفل بالمستقبل؟ وما الفرق بينه وبين (ريفوتريل) وغيره من الأدوية؟ وما رأيكم في حالة ابني؟
طمئنوني طمأنكم الله, وجزاكم الله خيرا.
وما أفضل مستشفى بالسعودية لمثل هذه الحالات؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالتشنج الذي وصفته واضح المعالم, وهو غالبا يكون ناتجا عن وجود شحنات كهربائية زائدة في الدماغ، وهذه الحالة تحدث لواحد إلى اثنين بالمائة من الأطفال, وقد تكون مرتبطة بارتفاع في درجة الحرارة, حتى وإن لم يتم ملاحظة ذلك، أو قد تكون نتيجة لوجود بؤرة صرعية.
أرجو أن لا تنزعج لهذا المسمى (بؤرة صرعية) لأن هذه الحالات أصبحت الآن تعالج بصورة كاملة إن شاء الله تعالى.
عقار (فينوباربيتون) هو من أوائل الأدوية التي وجد أنها ذات فائدة ممتازة لعلاج هذه التشنجات، خاصة لدى الأطفال الصغار، والدواء من الأدوية القديمة, لكنه مجرب, وفعال, وسليم، وإذا سبب الزيادة في النوم قليلا للطفل فأرجو أن لا تنزعجوا لذلك، كما أن الجرعة لابد أن تكون محكومة بوزن الطفل, وتعطى في الوقت الصحيح.
الدواء فعلا من الأدوية التي تتحكم تماما في هذه التشنجات، وأعتقد أن الطبيب قد أحسن الاختيار بوصف هذا الدواء، لأن الهدف من علاج مثل هذه الحالات هو أن لا تحدث تشنجات, خاصة أن دماغ الطفل لا يزال تحت التكوين، هذه مرحلة حساسة وحرجة، والتشنجات إذا تكررت, أو كانت لفترات طويلة, ربما تؤدي إلى انقطاع نسبي في الأكسجين من الدماغ، وهذا ربما يؤثر سلبا على نمو وتكوين الدماغ لدى الطفل الصغير, لذا فالهدف من العلاج هو أن لا تحدث تشنجات، والحمد لله تعالى هذا هو الوضع بالنسبة لهذا الابن حفظه الله، فأنا أطمئنك تماما عن الإجراء الذي قام به الطبيب, وعليكم أن تكونوا حريصين أن تعطوا الجرعة في وقتها, وبصورة منتظمة، هذا هو العامل الرئيسي في نجاح العلاج.
إجراء تخطيط الدماغ لا بأس به، والتخطيط غالبا هو مجرد مؤشر, وليس عاملا حاسما للتشخيص؛ لأنه إيجابي فقط في حوالي ستين بالمائة من الحالات، وبعد أن يتم إعطاء العلاج فالتخطيط غالبا لن يكون دقيقا، لكنه مؤشر، فلذا أعتبر إجراءه أيضا عملا إيجابيا وقرارا صحيحا من جانب الطبيب.
كما ذكرت لك بالنسبة لـ(الفينوباربيتون) فليس منه أي خوف على مستقبل الطفل، والفرق بينه وبين (الريفوتريل) فرق كبير، فـ(الريفوتريل) ينتمي إلى مجموعة من الأدوية تسمى بـ(البنزوديزبين)، و(الفينوباربيتون) ينتمي إلى مجموعة أخرى تسمى بـ(البابروبيتونات)، وكلاهما يعمل من خلال منظومة كيميائية مختلفة بعض الشيء، ولكل فوائده، ولكل منافعه لأنواع معينة من التشنجات.
حالة ابنك أخي الكريم إن شاء الله تعالى مطمئنة، لكن يجب أن يكون هنالك حرص تام على إعطائه الدواء، والمراجعة تكون مع طبيب الأطفال الاستشاري المختص في الأعصاب، والحمد لله تعالى المملكة العربية السعودية بها مستشفيات كثيرة ومتميزة، فقط اسأل عن قسم طب الأعصاب للأطفال وسوف تجد إن شاء الله تعالى المختص المتفهم لمثل هذه الحالات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية.