ما مدى خطورة الحمل على المرأة المصابة بالسكري؟

0 649

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود السؤال عن خطورة الحمل على المرأة المصابة بالسكري من النوع الأول (المعتمد على الأنسولين)، وإذا تم الحمل فما هي النصائح والإرشادات الطبية التي لا بد لها من التقيد بها؟ ما هي خطورة الولادة القيصرية عليها، وما هي إمكانية إنجابها لأطفال يحملون هذا المرض إذا كان هناك من أسرتها من هو مصاب أيضا بالسكري المعتمد على الأنسولين (الشبابي)، ما هي أفضل طريقة لمنع الحمل هل الحبوب أم التحاميل المهبلية المانعة للحمل، هل لو حصل جرح أو نزف من الهبل يجب على الزوج التوقف عن الجماع في مثل هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الإصابة بمرض السكري من النوع -1- بين البشر بشكل عام تبلغ تقريبا 1/200.

ورغم أن المرض قد يؤدي إلى اختلاطات على أغلب أجهزة الجسم إن لم يعالج جيدا، إلا أنه ومع تقدم الطب أصبح من السهل جدا السيطرة عليه ومنع هذه الاختلاطات من الحدوث -بإذن الله-.

الفتاة التي تعاني من هذا النوع من السكري يحدث عندها البلوغ بشكل طبيعي، كما أنه يمكنها الحمل والولادة بشكل عادي إن كانت خاضعة للمتابعة الطبية الصحيحة.

قبل الحمل يجب التأكد من أن أجهزة الجسم المختلفة، وأهمها الكليتان والقلب والأوعية هي سليمة ولم تتأثر بالمرض؛ لذلك يجب عمل فحص سريري جيد عند طبيبة الباطنية قبل حدوث الحمل يتم فيه تقييم وظائف الكلية والكبد وتقييم لوظيفة القلب.

يجب قبل حدوث الحمل بثلاثة أشهر أن يتم التأكد من السيطرة الجيدة على السكر في الدم، وإثبات هذه السيطرة بعمل تحليل في الدم اسمه HBA1C ليكون ضمن الحدود الطبيعية المقبولة.

خلال هذه الفترة يجب أن تتناول السيدة حبوب الفوليك آسيد حبة في اليوم وتستمر عليها طوال فترة الحمل.

خلال فترة الحمل يجب أن تتم المتابعة بالمشاركة بين أخصائية الغدد والسكري، وبين الأخصائية النسائية.

إن تم الحمل والسكري منضبط فنسبة حدوث المشاكل تقل كثيرا -بإذن الله- سواء للجنين أو للأم.

إن نسبة إنجاب طفل مصاب بالداء السكري من النوع -1- في حال كانت الأم مصابة والأب سليما هي 3% فقط، وإن وجود إصابة عند ابن العم لا ترفع من هذه النسبة، فالوراثة لها علاقة بأقارب الدرجة الأولى فقط؛ لذلك فإن الاحتمال عند زوجتك هو 3% لإنجاب طفل يحمل المرض من ناحية وراثية -لا قدر الله-.

لكن ما يجب لفت الانتباه إليه هو أن مرض السكري له علاقة بعوامل أخري غير الوراثة مثل زيادة الوزن، ونمط الحياة، والإصابة ببعض الأمراض في حياة الإنسان، والتعرض للتوتر والشدة.

العملية القيصرية غير خطرة بشرط أن تتم بيد طبيبة مختصة وذات خبرة، وبمستشفى مؤهل ومجهز.

يمكن للمصابة بالسكري أن تستخدم موانع الحمل الهرمونية المؤلفة من هرمون البروجسترون فقط على شكل حبوب أو إبر، كما يمكن لها أن تستخدم اللولب، لكن يجب ألا تستخدم الحبوب المانعة الثنائية الهرمون (مثل حبوب جينيرا أو ياسمين أو ما شابهها بالتركيب).

بالطبع يجب التوقف عن العلاقة الزوجية عند حدوث نزف بسبب جرح أو غيره ويجب عمل الكشف النسائي لمعرفة السبب وعلاجه، فإن كان هنالك جرح فيجب إعطاء مهلة كافية ليلتئم أقلها 7-10 أيام.

نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بالذرية الصالحة والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات