السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي الآن حامل في الشهر الرابع، وحصل لها نزيف في المشيمة منذ الشهر الثاني، علما أن هذا النزيف حاد - خمس مرات في اليوم- بكثرة، وراجعت الطبيبة عدة مرات، وقالت لها إن حالة الجنين جيدة وأعطتها مثبتات (dudhaston) وتحاميل(cyclojest) أما الطبيبة الأولى فأعطتها (dalitam , phenobabital)، ثم بعد ذلك راجعت طبيبة أخرى، وعملت سونارا وتحليل تركيز الدم، فتبين أن ماء رأس الجنين أقل من الطبيعي، وأن تركيز دمها (10)، علما أنها أخذت بكل توصيات الطبيبة من الراحة وغيرها وحالتها تزداد سوءا، فإذا كان يوجد عندكم نصيحة أو علاج نافع بإذن الله مهما كلف ذلك العلاج فأرشدوني إليه، فإني الآن قلق تجاه زوجتي، فهل هناك خطورة عليها إذا استمر النزيف؟ وبماذا تنصحونني؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أعتذر لتأخري بالرد عليك أيها الأخ الفاضل؛ وذلك لظرف طارئ، ونشكر تفهمكم وتواصلكم معنا في الشبكة الإسلامية.
وبالنسبة لما يحدث عند زوجتك، فهو ما زال يندرج تحت تشخيص (التهديد بالإجهاض) وهو ما يعني بأنه سيصعب التنبؤ بمسير الحمل، فالاحتمالات كلها واردة.
وقد يكون سبب النزف هو حدوث انفصال بسيط في طرف المشيمة فيندمل الانفصال ويكمل الحمل بإذن الله, أو قد يكون وجود النقص في الماء في رأس الجنين هو سبب النزف؛ لأنه في حال وجود بعض التشوهات الخلقية مثل قلة الماء في رأس الجنين أو ضمور الرأس، فإن الرحم وبشكل تلقائي وقدرة ربانية يعمل على طرد محصول الحمل من داخله إن كان غير طبيعيا, ولن تجد الأدوية نفعا في هذه الحالات, كما وقد يشترك أكثر من سبب في حدوث النزف.
وهنا أجدها فرصة لأقول لك بأنه ما علينا في مثل هذه الحالات - أي حالات التهديد بالإجهاض- إلا الأخذ بالأسباب، مثل: إعطاء الأدوية المثبتة والمرخية للرحم، وهذا ما فعلته الطبيبة, ومن ثم التوكل على الله والانتظار, فإن كان الحمل سيستمر فهو سيستمر لأن خلاياه قادرة على ذلك بقدرة الله عز وجل, وإن حدث إجهاض -لا قدر الله- فتكون خلاياه غير قادرة على ذلك, وقد يكون هذا رحمة من رب العالمين بنا؛ حتى لا تتم ولادة طفل معاق لا قدر الله (وهو ما نسميه بظاهرة اصطفاء الطبيعية) فبقدرة الله عز وجل يراد للجنين الطبيعي أن يستمر ويكمل حتى بوجود النزف، ويراد للجنين الذي يكون فيه إعاقة أن يجهض في الشهور المبكرة.
ما قصدته هو أن أوضح لك أهم آلية أو سبب يحدث لأجله الإجهاض، وبأنه لا يوجد الكثير للقيام به في هذه الحالات سوى إعطاء المثبتات والتزام الراحة والنظر بإيجابية إلى ما تأول إليه الأمور.
بالنسبة للهيموغلوبين عند زوجتك، فإننا نعتبره فقرا بسيطا في الدم، ويستدعي فقط تناول حبوب الحديد وحبوب الفيتامينات الأخرى المختلطة، وأهمها حمض الفوليك والفيتامين B12 بشكل يومي وإعادة التحليل بعد شهر.
إن المتابعة بالتصوير التلفزيوني هي الأساس في حالات التهديد بالإجهاض لرؤية النبض ووضع المشيمة وأية تشوهات أخرى قد تظهر لا سمح الله.
ندعو الله عز وجل أن يرزقك الذرية الصالحة والمعافاة والتي تقر بها عينك عما قريب.