السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
يا شيخ رزقني الله ولد بعد 8 بنات وكنت أتمنى من الله أن يرزقني ولد وينشأ على طاعة الله ويكون من أحد الشيوخ أو الدعاة والحمد لله رزقني الله ولد عندما صار عمره 5 شهور عندما أقرأ له سورة الناس يضحك بشدة وصارت هذه الحالة عدة أشهر بعد فترة صار يضحك حتى لما أقرأ له سورة الفلق أو سورة الإخلاص وظل على هذه الحال حتى صار عمره سنتين وبعد سنتين لما أذهب به إلى السوق وألتقي ببعض المعارف مثلا من البنات أو صديقات بناتي يريدون مصافحته ولكن يكف يديه ويدير ظهره عنهن ولا يريد مصافحتهن وفي بعض الأحيان عندما يزورنا بعض الزوار من البنات أو النساء لا يصافح النساء أبدا بعكس الرجال يبدأ هو بمصافحتهم والآن صار عمره 3 سنوات وهو على هذه الحال ونحن لم نقول له أبدا بعدم مصافحة النساء.
أفتوني في ذلك جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الباري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك وفي وذريتك، وأن يصلح لك أبنائك وأبناء المسلمين جميعا، كما نسأله تبارك وتعالى أن يجعل ولدك وليا من أولياء الله المتقين وعبدا من عباده الصالحين.
بخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة من هذه التصرفات الغريبة العجيبة التي تصدر من ولدك حفظه الله رغم صغر سنه، فإنها إن دل على شيء فإنما تدل على أن الله تعالى جل جلاله أكرمه بتميز بعض الأمور وإن لم يكن يدرك ذلك إلا أن الله تبارك وتعالى فطره على ذلك وجبله عليه، والله تبارك وتعالى جل جلاله وهو على كل شيء قدير، فأنت تعلمي أن عيسى بن مريم عليه السلام تكلم كلاما بليغا ومازال في المهد صبيا، وكذلك أيضا تكلم ابن صاحبة سورة البروج والأخدود، وكذلك أيضا ابن راعية الغنم التي اتهمت جريج العابد بالوقوع في الفاحشة بعد.
فالله تبارك وتعالى على كل شيء قدير، وهذا الأمر يلقي مسئولية كبيرة عليك وعلى والده، وهي المحافظة على الفطرة الطيبة التي أكرمها الله به، فالله تبارك وتعالى قد جبله على هذه السنن المباركة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الله أراد به وبكم خيرا، فهذا خرج من بطنك جاهزا والله تبارك وتعالى هو الذي رباه هذه التربية في هذا المجال، ولعل هنالك أيضا في المستقبل سوف تضع أشياء أخرى نحن لا نعلمها، ولكن لا ينبغي لفت الانتباه لهذه الأمور أمامه ولا أمام غيره، وإنما أتركوا الأمور تمشي كما ولو كان شيء عاديا حتى تصبح هذه التصرفات جزء من مكوناته الشخصية، لكن لو ركزتي عليها أمامه خاصة وهو الآن يبدأ يفهم الكلام الذي يدور حوله فإنك قد تفسدين عليه هذه النعمة التي أكرمه الله بها فاتركي الأمر عاديا تماما، ولا تعلقي على تصرفاته إن صافح النساء صافح لأنه طفل صغير لم يبلغ الحلم ولم يجر عليه القلم، وإن صافح الرجال فقط دون النساء أتركي الأمر عاديا، ولا تتكلمي كثيرا حول هذا الموضوع ولا تثيري انتباهه لما يفعل، وإنما أتركي الأمر يمشي كما لو كان شيء طبيعيا وكما لو كان هو الأصل لأنك بذلك تعمقي لديه هذه السنن التي فطره الله عليها وتصبح جزء من مكوناته لأننا لو ركزنا معه في الكلام سوف يشعر بأنه غير طبيعي وبالتالي سوف يشعر بنوع من النقص أو يشعر بنوع من الغرور، فقد يشعر بالنقص بأنه ليس غيره أو يشعر بالغرور لأنه يختلف عن غيره وبالتالي تفسدين عليه حياته ولكن أقول لك أنت والأسرة التي تتعامل مع الطفل أتركوا الأمور عادية جدا ولا تعلقي على أي شيء، وإنما إن جاء الناس سلم على من شاء وترك من شاء دون تدخل منك ولا من أبيه ولا من إخوانه ولا من غير ذلك.
إن شاء الله تعالى لعل الله سبحانه وتعالى أن يكرم بأن تظل هذه الصفات معه ولعل الله تبارك وتعالى تفضل عليك وعلى الأسرة كلها بأن يمنحه شيء من التوفيق في المستقبل في أمور أعظم من ذلك فيكون نفعا للمسلمين ويكون نافعا لأسرته ولعله أن يكون من عباد الله الصالحين الذين ينفع الله بهم البلاد والعباد.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظه من كل سوء وأن يبارك فيه وفي إخوانه وأخواته، وأن يبارك في أبناء المسلمين جميعا وأن يهديهم صراطه المستقيم وأن يعيننا وإياك على تربية أبنائنا تربية صالحة موفقة، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق والسداد