السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكركم على هذا الموقع المفيد، والشكر موصول للدكتور محمد جعل الله ما يقدمه من خدمات في موازين حسناته.
أنا شاب استخدمت الحشيش لمدة سنة، من بعدها بدأت التغيرات النفسية، وهي أنني في بعض الأحيان حينما أكون جالسا مع أشخاص ويتكلمون أحس أنهم يقصدونني في كلامهم! وبعض الضحكات أحس أنها علي، والشيء الآخر عندي خوف من الناس والاجتماعات، وأكون فيها متوترا وخائفا ومشغولا في نفسي، ولا أستطيع النظر في عيون الناس، بل أنظر دائما إلى فم من يتحدث لي!
فقدت الثقة في نفسي تماما، وأتوقع الأذى من الناس دائما حتى بالكلام، ولم أزر أي طبيب، وقد نصحني أحد الإخوة بالكتابة لكم لعلي أجد توضيحا لما أعاني منه إذا كان بسبب الحشيش أو لا؟!
هل ممكن أن أشفى وأرجع لطبيعتي وعملي كما كنت أم أنه قد سبب لي مرضا مزمنا؟ وإذا كان هناك علاج لمثل هذه الحالة فكم أستمر عليه؟
قرأت بعض الاستشارات عن عقار سيروكسات أنه يوصف لعلاج الخوف من الناس، وأود أن آخذ رأيكم فيه.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أولا: أشكرك كثيرا على تواصلك معنا.
وثانيا: حالتك حالة مهمة، وحقيقة أنا تألمت كثيرا للشباب الذين يتعاطون المخدرات خاصة مخدر الحشيش، وبكل أسف مخدر الحشيش الموجود في منطقتنا ليس كالمروجوانة الموجودة في أمريكا، فالمادة النشطة توجد بتركيز عالي جدا هنا في منطقتنا، وهذا سبب الكثير من الأذى والضرر لكثير من الشباب.
من أهم أضرار الحشيش هو أنه يفقد الإنسان الطموح تماما، هذا مصيبة كبيرة وذلك من خلال تأثيره المباشر على الفص الإمامي أو على الناصية وهي الجزء الذي يحتكم في خططنا المستقبلية وطموحاتنا وآمالنا.
الجانب الآخر وهو مهم جدا، الحشيش قد يؤدي إلى مرض الظنان ومرض الشكوك، وهذا هو الذي حدث لك، وأنت ليس لديك خوف حقيقي من الناس، فأنت لديك ما يسمى بضلالات التلميح، وهو نوع من الشكوك والظنان حين ترى شخصين مثلا يتحدثان مع بعضهما البعض تظن أنك أنت المقصود بهذا الشيء، وهذا من سمات المرض الظناني أو الباروني، والذي يتجسد ويتمثل في ضلالات التلميح كما ذكرت لك، وهناك مضار كثير جدا للحشيش.
أخي الكريم: العلاج هو طبعا الإقلاع التام عن هذه السموم، وأحسب أنك قد توقفت وأريد أن أهنئك على ذلك.
ثانيا: أنت محتاج إلى علاج دوائي، و-إن شاء الله- هذا العلاج سوف يفيدك كثيرا، والعلاج يعرف تجاريا باسم (سليان Sloian)، ويسمى علميا (امسلبرايد Amisulpride)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة (50) مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، وبعد انقضاء الشهر اجعله (100) مليجرام صباحا ومساء، وهذه استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها (100) مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر أخرى ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا من الأدوية الفاعلة الجيدة، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة وممتازة، وسوف تزيل منك -إن شاء الله- هذه الشكوك والظنان وكذلك المخاوف.
توجد أدوية أخرى فعالة وممتازة مثل عقار زبراكساZyprexa والاسم العلمي هو اولانزبينOlanzapine، وسيركويل، ولكن السليان يعتبر هو الأفضل في حالة الظنان الناتج عن تعاطي الحشيش.
أخي: أنا أتوقع -إن شاء الله تعالى- أنك سوف تسترد صحتك تماما ما دمت ابتعدت عن تسميم دماغك وتناولت الدواء الذي وصفناه لك، ولا أعتقد أنك في حاجة إلى عقار سيروكسات.
الجانب الآخر هو أن تؤهل نفسك، وذلك من خلال الحصول على عمل، وأن تمارس الرياضة، وأن تتواصل اجتماعيا، وعليك بصلاة الجماعة في المسجد.
وبالله التوفيق.