السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني أحيانا من فرط إفراز الادرينالين، وازدياد نبضات القلب، وضيق في التنفس، وبعد استخدامي لدواء " الاندرال " فشل في التحكم أو السيطرة على أي من الأعراض السالفة الذكر، ألا يوجد دواء آخر يفي بالغرض؟!

للتوضيح: أعاني من القلق الاجتماعي، وهذه الأعراض تعيقني حتى من العلاج سلوكيا والاندماج مع المجتمع, ومضادات الاكتئاب أيضا لم تفد.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
العمليات الفسيولوجية المتعلقة بالقلق هي عمليات معقدة ليس فقط تعتمد على إفراز الأدرينالين، هنالك تغيرات فسيولوجية كثيرة، وأنا لا أريدك أبدا أن تقلق حول هذا الموضوع؛ لأنك حين تسمي الأمور بهذه الطريقة فرط إفراز الأدرينالين أعتقد أن ذلك سوف يسبب لك المزيد من القلق، وربما الوساوس حول هذا الأمر الذي أنصحك به، وهو أن تذهب إلى الطبيب (طبيب الأسرة والطبيب الباطني) ليقوم بإجراء فحوصات عامة لك، وهذا مهم جدا وجيد جدا، وليتأكد من إفراز الغدة الدرقية لأن زيادة إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى مثل هذه الأعراض، وأنت حين تكون لديك قاعدة طبية مطمئنة من خلال إجراء هذه الفحوصات الروتينية، وأعتقد أن هذا سوف يزيد من قناعاتك أن الحالة هي حالة قلقية نفسية، وليس أكثر من ذلك، وبعد ذلك تطرح على نفسك الأسئلة، لماذا أقلق أصلا ما الذي يجعلني أقلق، وتحاول أن تستفيد من طاقاتك بصورة إيجابية وأن تمارس الرياضة والانخراط في الأعمال الاجتماعية، والتركيز على الدراسة وهنالك أمور كثيرة جدا لتوجيه الطاقات بصورة إيجابية، بعد ذلك يأتي موضوع تمارين الاسترخاء.

تمارين الاسترخاء هي من أفضل السبل التي تزيل الأعراض الجسدية والنفسية والفسيولوجية للقلق، ومن يطبق هذه التمارين بصورة جيدة تجده حقيقة في وضع استرخائي مطمئن، وقد شاهدت الكثير من الناس ينامون في نهاية هذه التمارين حين يطبقوها بالصورة الصحيحة، وأعتقد أنك إذا تواصلت مع أخصائي نفسي وليس طبيبا نفسيا يمكن أن يدربك على هذه التمارين وسوف تفيدك كثيرا، وما وصفته بالقلق الاجتماعي أيضا هذا أمر أترك تقديره لك، لكن لا أريدك أيضا أن تلصق بنفسك هذا المسمى، حتى وإن كان لك شيء من التردد في بناء العلاقات الاجتماعية فهذا لا يصل إلى الحالة المرضية أبدا، وحتى تطور من ذاتك وتنتهي من هذا القلق تواصل مع أصدقائك ومع أرحامك حول أن تكثر من الاطلاعات الثقافية، وأن يكون لك حضور في كل موقف يتطلب الحضور الحقيقي للإنسان، انضم إلى حلقات التلاوة، وصل الصلاة الخمس في المسجد.

ماذا بقي بعد ذلك مما يسمى بالقلق الاجتماعي؟
القلق الاجتماعي حقيقة في معظمه هو من صنعنا، لأننا أصلا لا نعرض أنفسنا لمواقف اجتماعية مفيدة، ومن ثم يبدأ التكاسل والانعزال ويبدأ افتقاد المهارات ويتطور الفكر السلبي، فأنت حقيقة في بدايات الشباب، ولديك طاقات وأشياء جميلة في حياتك، فأرجو أن تستفيد منها.

بالنسبة للعلاج الدوائي أي الأندرال دواء ممتاز جدا لكن يتطلب جرعة مرتفعة إذا كانت فعلا الأعراض الفسيولوجية ناتجة من القلق، وأنا لا أريد أن ترفع الجرعة قبل أن تتأكد من مستوى إفراز الغدة الدرقية لديك وكذلك مستوى (هيموقلبين –hemoglobin) في الدم.

بعد ذلك إذا كانت النتائج طبيعية يمكن أن تكون جرعة الأندرال حتى (40) مليجرام أو (80) مليجراما في اليوم، هذا لا بأس به أبدا، وتناول الأدوية المضادة للقلق يساعد، وعقار موتيفالMotival الاسم العلمي موتيفالMotival من الأدوية الجميلة جدا وإن كنت أعرف أنه غير متوفر في السعودية لكن يمكن إحضاره من مصر.

الأدوية الأخرى وحتى الأدوية القديمة مثل عقار تفرانيل Tofranil والاسم العلمي هو امبرمينImipramine بجرعة (25) مليجرام لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة (50) مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر.

الأدوية الأخرى وحتى الأدوية القديمة مثل عقار تفرانيل Tofranil والاسم العلمي هو امبرمينImipramine بجرعة (25) مليجرام لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة (50) مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر ثم تخفض إلى ( 25) مليجرام يوميا وجد أنه من الأدوية الممتازة جدا ومن الأدوية الحديثة التي تتحكم في القلق بصورة متميزة عقار سيركويل، وإن كان من الأدوية المكلفة نسبيا لكنه بجرعة (25) مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، وترفع إلى (50) مليجراما ليلا وجد أنه دواء ممتاز ومفيد جدا، والخيارات كثيرة وكثيرة جدا، لكن أريدك أن تركز على الرياضة وتمارين الاسترخاء وإدارة الوقت بصورة جيدة، ولا تلصق بنفسك المسميات التشخيصة وهي أمور فنية.

نعم نحن لا نحرم الناس من المعرفة، لكن التفسيرات السلبية أيضا تضر بأصحابها.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: التخلص من القلق سلوكيا (261371 - 264992 - 265121).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.