السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أشكو من علو صوتي أثناء الحديث, فلو بدأت الكلام بصوت منخفض فإن صوتي يعلو أثناء كلامي, ولا أستطيع التحكم بخفضه, ويكون الحل أن أتوقف عن الكلام, وبعد صمتي أشعر بأن المكان كان فيه إزعاج ثم هدأ, ما رأيكم بحالتي؟ وهل لها سبب؟
كنت أريد الكشف لأعالج هذه المشكلة، ولكني لا أعرف إلى أي تخصص أذهب!؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nnn حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ارتفاع الصوت قد يكون مجرد عادة مكتسبة، فهنالك بعض الناس لا يحسون بحرج اجتماعي من علو الصوت, وهذا إذا تطبع الإنسان عليه، فيستمر على ذلك، ثم يكتشف أنه بالفعل يقوم بممارسة أو فعل غير مقبول من الناحية الاجتماعية.
علو الصوت أيضا قد يكون مرتبطا بضعف السمع، لذا تجد بعض الأطفال الذين عندهم ضعف في السمع يرفعون أصواتهم بشكل ملحوظ.
أنا بالطبع لا أقول إن ذلك ينطبق عليك, لكن سيكون من الجيد أن تتأكد من قوة السمع لديك.
ثانيا: في حال ضعف إفراز هرمون الغدة الدرقية ربما يكون هنالك علو في الصوت أو تغير فيه، وهذه حالة نادرة لكنها جديرة بالملاحظة.
هذه هي الأسباب المعروفة، وكما تلاحظين فإن المطلوب هو التأكد من درجة السمع لديك، وكذلك فحص هرمون الغدة الدرقية إذا كان ذلك ممكنا.
في أغلب الظن أن تكون هذه عادة، والعادات والطباع التي يتطبع الإنسان عليها يمكن أن يفقدها، وذلك من خلال التعليم المضاد أو التعليم المخالف، فمثلا أنت الآن على إدراك تام بأن صوتك يعلو، فقولي لنفسك: يجب أن أدرب نفسي على خفض صوتي، وهذا ليس بالأمر الصعب، وقومي بتمارين يومية، واقرئي مثلا موضوعا معينا بصوت معقول ليس خافتا،وليس مرتفعا، وبعد ذلك حاولي أن ترتجلي نفس الموضوع أيضا بصوت معقول..كرري مثل هذه التمارين بصورة يومية.
علو الصوت أيضا كثيرا ما يكون بسبب عدم الصبر للاستماع للآخرين، فدربي نفسك, وعلمي نفسك أن تكوني مستمعة جيدة.
هذا هو الذي أراه, وإن شاء الله هذه ليست مشكلة أساسية, لكنه أمر طيب أنك قد لاحظت على نفسك هذا الشيء، وتودين النصح حوله؛ لأن ارتفاع الصوت فعلا بالنسبة للفتاة أو حتى للرجال قد لا يكون أمرا محمودا, ولا بد أن تذكري نفسك دائما بنصيحة لقمان لابنه:{واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}.
ذكري نفسك، وقولي لنفسك: أنا الآن سوف أغضض من صوتي, كرريها عدة مرات، هذا إن شاء الله فيه خير لك، وإذا أتيحت لك الظروف أن تقابلي أخصائي التخاطب أيضا، فسوف يقوم بنصحك، وهنالك نغمات صوتية معروفة، وهناك مقاييس للصوت ولدرجته, وسوف يقوم إن شاء الله الأخصائي بقياس درجة ارتفاع الصوت لديك، ومن ثم يقدم لك الإرشاد اللازم، وكيفية الربط بين الشهيق والزفير والكلام، هذه أيضا فيها فائدة كثيرة جدا.
لا شك أيضا أن تواصلك مع إحدى الداعيات, أو الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن, سوف يكون أمرا مفيدا؛ لأنه في هذه المراكز من خلال تعلم التجويد ومخارج الحروف يستطيع الإنسان أن يتحكم في درجة صوته من ناحية الخفض أو العلو.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق.