هل أبقيها معي وأتزوج بأخرى أم أسرحها؟

0 371

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أعيش في كندا، وأشتغل في مجال الدعوة، كذلك هدى الله فتاة نصرانية على يدي، وهي تعمل معي في المستشفى.

أنا أبلغ من العمر 37 عاما، وهي 42 عاما، تزوجتها للحفاظ على دينها، كان عندها طفلان 12 و- 18 عاما من رجل لم تتزوجه، كانت ولادتها صعبة؛ حيث أنها بعملية قيصرية في ذلك الوقت.

كان زواجي لها للحفاظ على دينها، ولم أكن أرغب في أولاد منها؛ حيث أنها في هذا العمر إنجابها فيه خطر، وحتى لو أنجبت فستكون كبيرة على رعاية الطفل.

سؤالي يا شيخ هو:
أنا وأهلي وخاصة الوالدة كنا نخطط أن أسافر إلى بلدي الأصلي وأتزوج بفتاة صالحة وصغيرة في العمر وبكر، كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث أنني تزوجت هذه الفتاة حفاظا على دينها، وكذلك على ديني في فترة إقامتي في كندا، وما زلت أعيش فيها، وأبحث عن عقد عمل في دولة إسلامية.

تحدثت معها في الموضوع وقلت لها أنني الآن سوف أذهب إلى أهلي وأعيش هناك، كانت حزينة جدا لمعرفتها أنها كبيرة في العمر، وأنها وإن بقيت معي لا تضمن أن أتزوج عليها وتحصل الغيرة؛ حيث أن ذلك لن يكون في صالح زواجنا، وخاصة أنها من مجتمع غربي مختلف العادات والأعراف الاجتماعية، وربما يكون معاملة أهلي لها غير حميدة العواقب، وأنا يا شيخ محتار بين أن أبقى معها على كبر سنها، وصعوبات الولادة في هذا السن، وخوفي من أن أنظر إلى غيرها بدافع أنني شاب أمامي فرص كثيرة لخطبة البكر الصالحة التي تتناسب مع عمري وتسعد أهلي، وبين أن أزهد في كل هذا وأعيش معها، وهذه حالها فقط لوجه الله تعالى للحفاظ على دينها.

حيث أنا بعثتها إلى والدتها وهي ليس لها غيرها لتعيش معها لفترة، أفكر فيها بقرار نهائي لكي لا أظلم نفسي ولا أظلمها، وفي إحدى اتصالاتي عليها حدثتني أنها تجد صعوبة كثيرة في المحافظة على صلواتها وتجد المضايقات من غير المسلمين لها بسبب أنها ترتدي الحجاب، ولا أخفي عليكم يا شيخ أنها تخاف على نفسها من الوقوع في الزنا لما تجد في نفسها من شهوة، خاصة في هذا السن؛ حيث أن هرمونات المرأة تثيرها وهذا ليس في يدها، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Feras حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب.
فلقد أحسنت فيما بذلته من جهد في سبيل تثبيت هذه الأخت على الإسلام، فنسأل الله تعالى أن يكتب لك أجر ذلك كله، فإن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأنت مصيب أيها الحبيب في رؤيتك لموضوع الزواج وحاجتك للذرية، فإن من أعظم مقاصد الزواج تحصيل الولد لما جعله الله عز وجل فيه من المنافع، ومن ثم فإنا لا ننصحك بالإحجام عن الزواج ما دمت قادرا عليه بغية تحصيل الذرية.

وبإمكانك أن تعالج موضوع هذه الأخت بما يحفظ مصالحها إذا أمكنت أن تبقي عليها زوجة وتصطحبها إلى بلدك، فهذا خير لك ولها، وفي ذلك محافظة على دينها، وإبعاد لها عن المجتمع الكافر، وينبغي أن تعرفها بحاجتك إلى زوجة أخرى أو حاجتك إلى الولد، وتنصحها بأن تكثر من دعاء الله سبحانه وتعالى أن يذهب ما في نفسها من الغيرة، هذا إذا أمكنك بأن تصطحبها معك إلى بلدك ورضيت بذلك.

فهذا بلا شك خير من فراقها، وفيه تقديم الخير والنفع لها، وأنت مأجور على ذلك كله، وبإمكانك أن تتصالح معها بعد ذلك، وتعرفها أحكام الإسلام في تعدد الزوجات برفق ولين، وإبداء محاسن الإسلام في تلبية حاجة الرجل وحاجة المرأة، فإذا لم ترض بذلك أو لم تكن أنت قادرا على تحقيق هذه المصالح على هذا الوجه، وكانت لا تعفك ولا تحصل أنت من ورائها الولد، فالأفضل لك أن تتزوج بغيرها، وقد قال الله سبحانه وتعالى عن الزوجين في حال الطلاق حينما لا يتمكنا من إبقاء الحياة الزوجية، قال: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما} فالله عز وجل قادرا على إغنائها.

وينبغي لك أن تنصحها بالتعرف على النساء الصالحات المسلمات في البلد الذي أنت فيه، ولعلها تجد من يعينها على الثبات على دينها فيما بقي من عمرها، وحسن منك أيها الحبيب أن تعينها بعد ذلك إذا فارقتها، وكانت تحتاج إلى عناية مادية، وأنت قادر على ذلك أن تحاول إعانتها ما استطعت، فهذه من جملة الصدقات التي يثيبك الله عز وجل عليه.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات