الخوف من المرض أتعبني.. أريد حلا

0 880

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل ثلاث سنوات أصبت بمرض في المعدة، وأصبت بحموضة وألم، ورأيت الموت، ولما ذهبت للدكتور قال لي لديك جرثومة المعدة، وبدأ العلاج واستمرت معي ثلاث سنوات، ثم ذهبت إلى دكتور مشهور وفحصني وطلبت منظارا لأطمئن أنني غير مصاب بسرطان في المعدة أو أي سرطان، ولكنه رفض وقال يكفي وسوسة، فالسرطان له أعراض واضحة، وأنت لا يوجد فيك لا سرطان ولا قرحة المعدة.

من هنا بدأت حياتي في الانقلاب رأسا على عقب، أي ألم أو مرض أتخيل أنه سرطان أو أعراض سرطان، ففي مرة أصبت بألم في الكلية وذهبت إلى المستشفى وقمت بعمل سونار وتحليل للبول، وقالوا إنه رمل في الكلية، ولا يوجد سرطان، وقبل أربع سنوات ذهبت للمستشفى لتصليح الأسنان، ثم كانت ضربة الإبرة خطأ وسببت فتحة في سقف الفم، وكان هناك خراج، ذهبت إلى دكتور الأسنان وأخذ الأشعة، وأحالني إلى جراح، وقال هذا بسبب خراج داخلي في الفم وليس الإبرة، وليس سرطانا، وذهبت إلى طبيب آخر وقال نفس الكلام بعدما رأى الأشعة.

جلست مع نفسي جلسة طويلة، واكتشفت أنني مخطئ في حق نفسي بالأفكار السلبية، وحتى قبل يومين فكرت أن لدي سرطانا في الشفتين.

دكتور: أنا أدرس في الجامعة قسم إدارة، وأعمل رئيس قسم، وأنا طموح وأقرأ بكثرة، ورياضي، وأحب ان يكون كل وقتي يجلب الفائدة لي، أقرأ كتب تطوير الذات، وكتب إدارة الأعمال غير المنهج، وذكي في المشاريع التجارية، ومهتم بنفسي، أحاول شغل نفسي بكل شيء، حتى أبعد عن الوساوس، ما هو العلاج؟ وما هي الطرق للراحة بدون حبوب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالخوف من الأمراض يعرف بالمراء المرضي، وهو علة نفسية ولا شك في ذلك، الخوف من السرطانات ومن أمراض القلب، ومرض نقص المناعة المكتسب وأمراض أخرى مماثلة هي الأكثر شيوعا، معظمها أمراض فتاكة، والمعلومات الطبية أصبحت متداولة بكثرة عند الناس، وهنالك ما هو صحيح وما هو غير دقيق، والإنسان الذي لديه قابلية ولديه استعداد للمخاوف والوساوس المرضية يصاب بمثل هذه الحالات.

الذي أنصحك به هو أن تعرف أن الخوف من المرض والخوف من الموت لا يقدم ولا يؤخر أبدا في حدوث المرض أو الموت، وهذه حقيقة لابد أن تستوعبها ولا بد أن تركز عليها بقوة وشدة.

ثانيا: الإنسان دائما يسأل الله تعالى على أن يحفظه وأن يعافيه.

ثالثا: يجب أن تعرف أخي الكريم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.

رابعا: حاول أن تعيش حياة صحية بقدر المستطاع، وهذه تتأتى من خلال تناول طعام ومتوازن من الناحية الغذائية، ممارسة الرياضة، النوم المبكر، وأخذ قسط كاف من الراحة، هذا - إن شاء الله - يساعد الإنسان ويشعره بأن نفسه وجسده في حالة صحية جيدة، وهذا يقلل من الأوهام المرضية.

من الضروري جدا أن تحقر هذه الفكرة، فكرة المخاوف في حد ذاتها، وحاول أن تعطي الأمر تفسيرات أخرى، ليس من الضروري دائما أن تعطي أسوأ الاحتمالات وأسوأ التفسيرات، حين يصاب الإنسان بعلة ما تأتيه أفكار كثيرة، وحين تأتي مثل هذه الأفكار المتشائمة قل لنفسك هذه الفكرة ليس من الضروري أبدا أن تكون صحيحة أبدا، هي ليست صحيحة، وأنا أسأل الله تعالى أن يحفظنا وأن يشفينا وأن يعافينا، وأنصحك أيضا بزيارة المرضى في المستشفيات، والدعاء لهم، وهذا سوف يساعدك إن شاء الله تعالى، لا تترك للفراغ أي مجال، ومن الضروري جدا أن تدير وقتك بصورة صحيحة وتطور نفسك في مجال عملك وفي مجال التواصل الاجتماعي.

أنصحك بأن تقوم بمقابلة طبيب الأسرة أو طبيب الأمراض الباطنية أو أي طبيب تثق به بصفة دورية، مثلا كل أربعة أشهر مرة واحدة، قم بإجراء الفحوصات العامة، ولا تتردد على الأطباء إلا إذا كانت هنالك ضرورة، وهذه هي الأسس والطرق المفيدة.

أنت قلت لا تريد أي علاج دوائي، وإن كانت الأدوية المضادة للمخاوف أثبتت فعاليتها فعقار (سبرالكسCipralex) والاسم العلمي هو (استالوبرامEscitalopram) أثبت فعاليته في علاج مثل هذه الحالات، أضف إليه دواء مساعدا باسم (دوقماتيلDogmatil) والاسم العلمي (سلبرايدSulipride).

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الخوف من الأمراض سلوكية (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات