أجد بروداً في المشاعر من قبل زوجي.. فكيف أغيّر حاله؟

0 388

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

أنا امرأة متزوجة منذ حوالي 6 سنوات، ولدي ولدان، مشكلتي مع زوجي، وهي أني بحاجة إلى الحنان والرومنسية معه، ولا أجد غير البرود وعدم الاهتمام بي، منذ تزوجنا لم أسمع منه أي كلمة حب أو رومنسية، ودائما غامض لا أعرف عنه إلا القليل، ولا أحس معه بأني شريكة له إلا في الأولاد فقط، الكلام بيننا شبه معدوم، لدرجة أني أصبحت أعامله بنفس الأسلوب، وهذه المعاملة من أيام خطوبتنا، وبعد زواجنا وأنا لا أشعر بمحبته لي، وقد سبق أن بادرته وتكلمت معه في هذا الموضوع أكثر من مرة، ويكون رده بأن كل شيء سيتغير، لكن دون جدوى، أنا الآن لم أعد أتقبله في حياتي، وأفكر بالطلاق منه في أقرب فرصة، لأنني لا أريد أن أصل إلى طريق الغلط في حقه وحق نفسي.

سؤالي هو: هل التفكير في الطلاق صحيح؟

الرجاء الرد، وأكون لكم شاكرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وفي زوجك وولديك.

أختي الكريمة: لاشك أن الود أمر أساسي في الحياة الزوجية ولا تستغني المرأة عنه، بل لا يقوم للبيت المسلم أركان إذا لم يكن فيه ود، وقد قال الله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} ولكن هناك خلط يقع بين الود القائم والتلفظ به، وأرجو أختي المباركة أن تنتبهي لهذة التفرقة، فالمحبة موجودة بينكما، لكن التلفظ بها وإبداء تلك المشاعر الموجودة بالفعل هي الغائبة في قاموس أخينا - أصلحه الله - وفائدة تلك التفرقة تكمن في طريقة التعامل معها، ففرق كبير بين زوج لا يحب، وزوج يحب ولا يتكلم.

وهذه المشكلة -أعني غياب ثقافة التلفظ بالمشاعر للزوجة والحديث إليها وإظهار الود لها- أمر قائم عند كثير من الرجال، والمرأة الصالحة الذكية التي تريد الحفاظ على زوجها وأولادها هي التي تفكر في كيفية مساعدة زوجها على تجاوز تلك الظاهرة.

أما الحديث عن الطلاق، فأرجو منك أن تصرفي تفكيرك تماما عنه، وألا تجعلي هذا التفكير يرد على خاطرك، فزوجك وأولادك هم محيط اهتمامك لا غير، وهناك عدة خطوات أتصور - إن شاء الله - أنها ستفيدك، وهي:

أولا: تغيير الصورة النمطية عن الزوج بداخلك، من زوجي لا يحبني إلى زوجي يحبني كثيرا، ولكنه لا يظهر ذلك.

ثانيا: ابدئي أنت بإبداء مشاعرك تجاه زوجك دون انتظار المعاملة بالمثل، أسمعيه ما تحبين أن تسمعيه منه، حتى تنتقل المشاعر من البرود الموجود بسبب غيابه منه، ثم منك إلى الود الظاهر المتلفظ به.

ثالثا: أرجو إن بادلك المشاعر ولو بكلمة عابرة، اجعلي من تلك الكلمة كتابا، ومن النملة كما يقولون جملا، واذكري له مدى سعادتك الغامرة بتلك الكلمة، حتى يستشعر مدى تأثيرها على الزوجة.

رابعا: أعطه بعض الكتب أو الأشرطة التي تتحدث عن طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة زوجاته، ولكن بطريقة غير مباشرة، فإذا كان معتادا أن يجلس في وقت ما في البيت فلا بأس أن تستمعي إلى شريط أو سي دي يتحدث عن حق الزوج وحق الزوجة، ولا بأس أن تقولي له بعد ذلك: لقد استمعت إلى هذا الشريط ووجدت تقصيرا مني تجاه زوجي الحبيب وسأجتهد في إصلاحها، على أن تدفعي له هذا الشريط الذي يتحدث عن كلا الحقين ليستمع له واتركيه يستمع دون أن تكوني متواجدة.

خامسا: اجتهدي في ابتكار أساليب جديدة للتعبير عن المشاعر، فجميل مثلا أن يستيقظ من النوم ليجد في ثوبه ورقة مكتوب فيها عبارات جميلة ورقراقة أو رسالة على هاتفه أو ما شابه ذلك، على ألا تنتظري ردا سريعا.

ختاما أختي الفاضلة: هذه مملكتك، وهذا زوجك، وعندك منه أولاد، فاحرصى كل الحرص أن تحافظي على مملكتك بأي وسيلة، وبكل طريقة.

وفقك الله لكل خير، وأصلح الله حالك وحال زوجك.

مواد ذات صلة

الاستشارات