أعاني من كثرة الغضب فكيف أتخلص منه؟

0 517

السؤال

أعاني من العصبية وكثرة الزعل على صغار الأمور، لكن سرعان ما أعود وأنتقد نفسي وأستغرب ردة الفعل التي تحدث، وكل هذا عكس ما كنت عليه بالسابق من الهدوء، وتقبل جميع الأمور على ما هي عليه، لكن حاليا لا أتقبل أي طريقة مزاح من أي شخص، عانيت من هذا كثيرا عند سفري للسياحة مع أحد الأصدقاء، ولاحظ هذا علي، وكنت أتضايق وأزعل إذا سألني لماذا أنت معصب؟ أو لماذا زعلان؟ ولا أستطيع الجواب لأنني كنت العكس تماما، مع العلم بأنني لا أعاني من أية مشاكل صحية أخرى.

أنا أعمل بمنطقة ليس لدي أي معارف فيها، وأسكن وحدي، أحب أن أقرأ في مجال التعامل مع الناس وفهمهم، وفي لغة الجسد، ولكن لا أجد أني أطبق شيئا مما أقرأه، فأنا أجد العكس تماما.

أتمنى أن تساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ksa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكثيرا ما يتحول الإنسان من حال الهدوء والسكينة إلى حالة الانفعال، وذلك لأن الصمت وعدم التعبير عن الذات قد يؤدي إلى احتقانات نفسية، وهذه الاحتقانات قد تأتي منها الانفعالات السلبية.

احتقان النفس أمر معروف بأنه يظهر كما تفضلت في شكل (العصبية) وكثرة الزعل، خاصة في صغار الأمور، مما يسبب إزعاجا شديدا للإنسان والشعور بالندم، وهذا ربما يسيء إلى علاقات الإنسان اجتماعيا.

أحيانا أيضا ربما يكون عسر المزاج، وهو درجة بسيطة من الاكتئاب ربما يكون السبب في مثل هذه الانفعالات السلبية، خاصة إذا كان البناء النفسي للإنسان - أي شخصيته - تحمل سمات القلق، حتى وإن كان قلقا داخليا مقنعا، أي غير ظاهر للعيان.

أخي: أؤكد لك أن حالتك بسيطة وليست حالة مرضية، وأنصحك بالآتي:
أولا: عليك بممارسة الرياضة، فالرياضة تؤدي إلى التفريغ النفسي والحسي والوجداني، وتخلص الإنسان من الشوائب النفسية السلبية.

ثانيا: هناك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء أرجو أن تطبقها، وهذه تمارين بسيطة جدا خاصة تمارين التنفس المتدرج، اجلس على كرسي مريح في مكان هادئ، أغمض عينيك وفكر في شيء جميل، بعد ذلك خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، وهذا هو الشهيق، أمسك الهواء في صدرك ثم أخرجه عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراجه بقوة وبطء، كرر هذه التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وإن شاء الله ستجد خيرا كثيرا.

ثالثا: تغيير نمط الحياة مهم جدا، فالإنسان لا بد أن يتواصل مع الناس، وفي أي محيط أنت كنت فيه سوف تجد الخيرين من الناس الذين تتعرف عليهم، احرص على الصلاة في المسجد، فهذه بقعة يستطيع الإنسان أن يتعرف من خلالها على أفضل الناس.

رابعا: لو كانت هنالك أي أنشطة ثقافية حاول أن تشارك فيها، حضور المحاضرات دائما أمر مفيد، الذهاب للمكتبات العامة، التواصل مع زملاء العمل، فتغيير نمط سيكون أمرا مفيدا جدا لك.

بقي أن أقول لك أن حالتك هذه تساعد أيضا من خلال التعبير عن الذات يجب أن لا تحتقن، يجب أن تفرغ نفسك نفسيا، وذلك بأن تعبر عن نفسك أولا بأول، خاصة الأمور التي لا ترضيك لا تدعها تتراكم، لا تدعها تحتقن؛ فهذا يؤثر عليك، ويا أخي الكريم لا بد أن تعمل شيئا من جانبك، أنت قلت أنك تقرأ في كثير من المجالات المتعلقة بالتعامل مع الناس، لكنك لا تطبق، فحاول واسع أن تطبق.

أخيرا: أنت محتاج لعلاج دوائي بسيط جدا، هنالك دواء يعرف باسم: (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) هو دواء مضاد للقلق والانفعالات، ولا يسبب أي نوع من الإدمان، وليس له أي آثار جانبية، الجرعة المطلوبة هي حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، ابدأ بتناوله مرة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الغضب والعصبية سلوكيا 276143 - 268830 - 226699 - 268701 .

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات