السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا شاب أبلغ من العمر (37) عاما، أعمل في إحدى الدول العربية، وكنت في إجازة لبلدي فقمت بخطبة بنت ابن عم والدي، وهي إنسانة متدينة وعلى خلق ولا تفارق الصلاة وكتاب الله، وبعد خطبتها بعدة أيام قالت لي إنها تحب أن تخبرني شيئا من قبيل الأمانة، قالت لي إنها لم ينزل عليها الحيض أبدا، وذهبت إلى دكتور قريب لنا وعمل التحاليل والأشعة، وأخبرها الدكتور بأن التحاليل والأشعة سليمة - والحمد لله - ولكنها ستحتاج إلى عملية قبل موعد الزواج، ولم يخبرها لماذا العملية، فقلت لها مادام الدكتور طمأنك فلا داعي للخوف، وسافرت للعمل، ومع اقتراب نزولي وإتمام الزفاف بمجرد العودة إلى بلدي طلبت منها مراجعة الدكتور ثانية، وكانت هنا المفاجأة، فقد أخبرها الدكتور نفسه بأنها تعاني من عيب خلقي نادر الحدوث، حيث لا يوجد لديها جهاز تناسلي، فلا مبايض ولا رحم ولا مهبل، وكانت الصاعقة لي حيث أنني كنت على استعداد الارتباط بها لو أن الأمر يقتصر على تأخر الإنجاب لمدة ويحتاج إلى علاج، ولكن بعد هذا ماذا أفعل، وقد طلبت مني أن أتركها، ولكن حفاظا على مشاعرها طلبت منها مراجعة طبيب ثان ولا نتعجل في الأمر، حتى أحصل على فترة أفكر فيها.
سؤالي: إذا ثبت ذلك فعلا ماذا أفعل؟ وأخاف أن أتركها وهذا ابتلاء من الله ليس لها ذنب فيه، ماذا أفعل وأنا أقدر لها أمانتها معي وإخبارها الحقيقة، وفي حال الارتباط بها هل تتم العلاقة الزوجية مع وجود إحساس بها أم لا ينفع إتمام العلاقة أساسا؟ مع العلم بأنها تتمتع بكافة مظاهر الأنوثة الخارجية.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بداية نحيي فيك خلقك الكريم واحترامك لمشاعر إنسانة صدقتك القول, وهذا بالطبع ليس بغريب على شبابنا المؤمن والمتربي على الخصال الإسلامية النبيلة، ولكن أيها الأخ الفاضل يجب أن تكون مطلعا على الحالة بشكل دقيق وعلى كل تفاصيلها الطبية، حتى تتمكن من اتخاذ قرارك بشكل واضح.
ما أستطيع قوله لك - بناء على المعلومات الواردة في رسالتك - هو: إن تم التأكد وبشكل قاطع من عدم وجود رحم عند هذه الفتاة، فهنا نكون أمام أحد تشخيصين فقط، هما:
1- إما أن تكون الحالة عبارة عن غياب خلقي للجهاز التناسلي الأنثوي (واسمه مرض ماير- روكتانسكي) والفتاة تكون هنا تحمل الصيغة السليمة للأنثى, أي هي فتاة حقيقة تحمل الصبغيات (XX) الأنثوية الكاملة في خلاياها، لكن حصل عندها وفي مرحلة التخلق فشل في تطور الخلايا المسئولة عن تشكيل الجهاز التناسلي.
2- وإما أن تكون الحالة هي ما نسميها (متلازمة التأنث الخصوي) أي أن الفتاة من ناحية الصبغيات هي ذكر حقيقي وتحمل الصبغيات (XY) في خلاياها، ولكن الشكل الخارجي أنثى, بل أحيانا أنثى تملك الكثير من مواصفات الجمال، وبالمناسبة أذكر هنا بأن إحدى ملكات جمال العالم قبل بضع سنوات كان لديها هذه الحالة، أي أنها كانت ذكرا من ناحية الصبغيات، وظاهريا تملك كل صفات الأنثى، وتمكنت من خداع العالم قبل أن ينكشف أمرها، وسبب هذه الحالة هو أن الخلايا لا تستجيب لهرمون الذكورة وهو التستوسترون.
التفريق بين الحالتين يتم عن طريق فحص الجسم، ففي الحالة الأولى (الغياب الخلقي للرحم أو مرض ماير- روكتانسكي ) يكون هنالك نمو طبيعي للشعر تحت الإبط وفي منطقة العانة, بينما في الحالة الثانية (التأنث الذكري) لا يكون هنالك شعر لا في الإبط ولا في العانة، والتشخيص المؤكد يكون عن طريق الصبغيات، ففي الحالة الأولى تكون الصبغيات هي صبغيات أنثى طبيعية, أما في الحالة الثانية فتكون صبغيات ذكر ولكن خلاياه لا تستجيب على هرمون الذكورة فيتطور شكله إلى أنثى.
في كلتا الحالتين يكون هنالك جيب صغير، أو ما نسميه (رتج) في مكان المهبل، ولا يمكن أن يتم الجماع فيه بشكل طبيعي، كما لا يمكن حدوث دورة ولا حمل في الحالتين بالتأكيد لغياب المبيضين والرحم.
هذه الحالات يجب أن تكون تحت رعاية طبيبة، أو طبيب ماهر وذو خبرة خاصة لوضع التشخيص المؤكد، لما في ذلك من تبعات كثيرة على هذا التشخيص.
نسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى دائما.
والله الموفق.