السؤال
أعاني من مرض نفسي، لدي خوف من مرض معين، وقلق وسواس قهري من مرض، وتعالجت عند الدكتور ونصحني بسيروكسات، تحسنت بعدها وتوقفت عن العلاج من ذاتي، لأنه لا يوجد دكتور نفسي للمتابعة عنده، لكن ترجع الحالة عندي، يا دكتور أريد أن أعرف كيف أستخدم هذا العلاج (سيروكسات)؟ وكم جرعته؟ ومتى أتوقف عنه ولا يرجع المرض مرة ثانية؟ وهل هناك علاج أفضل منه؟ وكيف أتغلب على هذا المرض؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالقلق والوساوس القهرية هي ذات منشأ واحد، وتعتبر من الاضطرابات الوجدانية الخفيفة، والعلاج للوساوس القهرية، وكذلك القلق لابد أن يتكون من الجوانب السلوكية، وكذلك تناول الدواء بصورة صحيحة.
أفضل طريقة للعلاج هي أن يستفاد من الدواء كوسيلة للتحكم في الأعراض وإزالتها، وأن يستفاد من العلاجات السلوكية وتغيير نمط الحياة، وذلك من أجل استمرار التعافي ومنع الانتكاسة.
سلوكيا: الوساوس يجب أن نعرف أنها حالة نفسية قلقية وليست أكثر من ذلك، وليست دليلا أبدا على ضعف إيمان الإنسان، أو مشاكل في شخصيته، هي دائما تكون في شكل أفكار أو اجترارات أو أفعال أو طقوس أو صورة ذهنية أو مخاوف، تتسلط على الإنسان وتستحوذ عليه فكريا، وتسبب له الكثير من الألم والإزعاج النفسي، والإنسان يكون دائما مستبصرا بسخفها، لكنه لا يستطيع أن يردها أو أن يتوقف عنها إن كانت أفعالا.
العلاج يقوم على مبدأ أنني يجب أن أرفض هذه الوساوس، ويجب أن لا أناقشها، ويجب أن أصدها، وأن أدفعها، وأن أقاومها، هذا كله يسبب قلقا في مرحلة العلاج الأولى، لكن بعد ذلك نجد أن الأمور قد أصبحت إيجابية جدا واختفت الوساوس، ويعيش الإنسان - إن شاء الله - في حالة من الراحة النفسية والرضى، فطبقي هذه الأسس العلاجية: تحقير الوساوس، ورفضها.
أما بالنسبة للقلق فهي نفس المبادئ أيضا، الإنسان يسأل نفسه: (لماذا أقلق؟) أو يقول لنفسه: (يمكنني أن أقلق لكن قلقي يجب أن يكون للحد المعقول، وأنا لابد أن أقلق للحد المعقول لأن القلق الحميد هو القلق الذي يجعلني فعالا ويجعلني ناجحا في الحياة) إذن القلق طاقة نفسية مقبولة، وحين يقلق الإنسان حول أمر معين يمكنه أن يتصور أسوأ ما يمكن أن يحدث، وما هي الآليات التي يمكنه أن يتخذها في حالة وقوع أسوأ ما يحدث؟ هذا وجد من الوسائل العلاجية الممتازة جدا، تجعل الإنسان يتقبل القلق ويبدأ القلق في الانخفاض ويحفز الإنسان نفسه بأن الشيء الأسوأ إن شاء الله تعالى لن يحدث، هذه عملية دينماكية نفسية فعالة جدا.
ممارسة تمارين الاسترخاء ذات فائدة عظيمة جدا في علاج القلق وكذلك الوساوس، فاحرصي عليها، ويمكنك أن تتدربي عليها من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت، أو الحصول على كتيب أو شريط، أو أن تتصلي بأحد الأخصائيات النفسانيات، وممارسة الرياضة - أي رياضة - تناسب الفتاة المسلمة وجدت أيضا ممتازة كعلاج.
تغيير نمط الحياة، أن يكون الإنسان إيجابيا، فاعلا، يدير وقته بصورة صحيحة، ينفع نفسه وغيره، يشعر أن لحياته معنى، يرضى بذاته، يفهم ذاته، يسعى لتطوير ذاته... هذه كلها أمور مهمة جدا لمنع الانتكاسة وأن لا يرجع المرض مرة ثانية.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أريدك أن تستخدمي الزيروكسات مرة أخرى، وهو دواء فعال جدا، الجرعة المضادة للوساوس القهرية وأقصد بذلك الجرعة العلاجية: يجب أن تكون في حدود أربعين مليجراما - أي حبتين في اليوم - لذا ابدئي في تناول الدواء بمعدل نصف حبة - أي عشرة مليجرام - تناوليها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة شهر، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة ونصف يوميا لمدة شهر آخر، ثم اجعليها حبتين في اليوم، يمكنك أن تتناوليها كجرعة واحدة ليلا، أو حبة صباحا وحبة مساء، استمري على هذه الجرعة العلاجية - أربعين مليجراما يوميا - لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى حبة ونصف يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر أيضا، ثم إلى نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر.
هذه هي الطريقة الصحيحة والتي نعتقد بإذن الله تعالى أنها سوف تمنع الانتكاسات، مع ضرورة تطبيق الإرشادات السلوكية التي ذكرناها، فأرجو أن تلتزمي بالبرنامج الخاص بتناول الدواء كما أوضحت لك.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: 263760 - 265121 - 263420 - 268738 .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب.