السؤال
السلام عليكم.
ابني عمره (3) سنوات، كان في الحمام وأغلق على نفسه الباب، لم نستطع فتحه، فجئنا بعامل لفتح الباب واستخدم الدرل للفتح، وكان صوته عاليا، وخاف، وكان يبكي، وبعدها إذا سمع صوت الدرل صار يبكي بشدة، ويقول إنه خائف، أحاول أن أقنعه، ولكنه لا يقتنع، ويبكي إلى أن يتوقف صوت الدرل، فكيف أتعامل معه بحيث أجعله لا يخاف؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يزن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهذه حالة بسيطة ومباشرة أن هذا الصغير - حفظه الله تعالى - الحادثة التي حدثت له نعتبرها خبرة سلبية تؤدي إلى المخاوف، وبما أن عمره مازال صغيرا، فإن شاء الله تعالى يمكن أن يبدل الحال ويزول هذا الخوف، وذلك من خلال ما يعرف بالتعليم المعاكس أو التعليم المضاد.
من المهم جدا أن تدرب الطفل على الدخول للحمام، وذلك من خلال تحفيزه وتشجيعه، وقومي قبله أنت بالدخول إلى الحمام وإغلاق الباب من الداخل، وتركه هو يكون من الخارج، وبعد ذلك افتحي باب الحمام، وادخلي معه ثم أغلقي الباب، ثم بعد ذلك افتحي باب الحمام وخذيه إلى الخارج، ثم أدخلي الصغير إلى الحمام، وكوني أنت في الخارج وهكذا .. هذا نوع من التدرج المعروف لعلاج أي نوع من المخاوف.
أما بالنسبة لصوت الدرل فأرجو أن تحضري لعبة أي نوع من الدمى التي تشبه هذا الدرل، ونجعل الصغير يمسكها في يديه ويتأملها، وإذا كانت تحدث صوتا سوف يكون أيضا أفضل، ومن خلال التدرب التدرجي أو ما يعرف بالتعرض سوف يتعود الصغير على هذه الأشياء، طبعا هذه التمارين السلوكية يجب أن لا تتم بصورة ميكانيكية بمعنى أن نطبقها دون أن نراقب الطفل، وهذا مهم جدا لأن نرغب الطفل؛ وذلك من خلال اللعب معه والضحك وتقبيله وتحفيزه وهكذا.
الموضوع بسيط جدا، وأرجو أن تتبع التعليمات التي ذكرناها لك وإن شاء الله سوف تجدين أن الأمر أصبح طبيعيا جدا.
نصيحتي لك أيضا أن تدعي للطفل فرصة يلعب مع الأطفال الآخرين، وهذا مهم جدا، وسوف يصرف انتباهه عن هذه الحادثة المعينة، كما أن التفاعل مع بقية الأطفال يطور من مهارات الطفل؛ لأن الطفل لا يتعلم إلا من الطفل.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.