زوجي يعاني من شحنات كهربائية زائدة... فهل تنتقل وراثيا؟

0 535

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكاترة الكرام أرجو إفادتي وتنويري بسؤالي، أنا زوجي على حسب كلام الدكاترة الذين كشف عندهم يقولون عندكم زيادة شحنات كهربائية، ولا أدري كيف شكلها بالمخ، وكتبوا له على حبوب، فهذا الكلام تقريبا من عشر سنوات، استمر فترة وبعدها تقريبا تركها قبل ثلاث سنوات، وكان عاديا خلال هذه الفترة، وبعدها انتكس، وصار خلال ذلك وهو نائم يقول يفصل عنده شيء في مخه، ولا يشعر بأحد نهائيا، ويأخذ تقريبا خمس دقائق ويصحو، ولكن بصداع قوي ويرجع ينام، كان في البداية إذا ترك الحبوب لمدة أسبوع لا تأتيه الحالة بعدها، لكن الآن لو يتركها ليلة تأتية الحالة، والحبوب هي ( lamictal 25 و tegretol cr 400 ) طبعا بجرعات معينة، فالله يسعدكم اشرحوا لي وضعه.

1) ما هو سبب هذه الحالة وهل هي صرع؟

2) إلى متى تستمر معه؟ وهل منها خطر عليه وعلى ولده؟ وهل تنتقل الحالة وراثيا إلى أبنائه؟

3) وهل الحبوب تسبب له مضاعفات؛ لأن عنده تعرقا شديدا بكل جسمه، وكشف عند دكتور هرمونات وقال له عندك زيادة في شحنات العصب تسبب التعرق، وأعطاه العلاج؟

4) ما هو الكشف الصحيح عن حالته؟ وهل يوجد علاج طبيعي له؟

5) ملحوظة: سبق وهو صغير أن سقط من فوق الخزان على رأسه، وواضح تعليم الضربة بجبينه، فهل هي سبب؟

6) هل هذه الحالة ممكن أن تأتيه وهو سائق للسيارة أو في أماكن عامة؛ لأنه معلم، يعني تتطور ويكون عدوانيا؟

7) ممكن يكون عصبيا وينسى كثيرا؟ وهل في السفر يعتمد على من عنده هذه الحالة؟

أرجو إفادتي، وجعله الله في موازين حسناتكم، وجزاكم الله خيرا على هذه الاستشارة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى حرصك على زوجك الكريم، نحن نقدر جدا خصوصيات الناس ونحترمها، لذا يشعر الإنسان بالكثير من الحرج إذا تحدث عن شخص ما أو مريض ما لم يقم هو بالإشراف عليه، وكل المعلومات المطلوبة عن حالة أي إنسان مفروض أن تعطى بواسطة الطبيب المعالج؛ وذلك بعد استئذان الشخص صاحب الأمر، وأنت كزوجة لك الحق أن تعرفي حالة زوجك، وأنا حقيقة باختصار شديد واستنباطا من المعلومات التي وردت في رسالتك أقول لك أن مسمى زيادة في شحنات كهرباء المخ هو تعبير شائع جدا يستعمل ليدل أنه توجد بؤرة صرعية في الدماغ، وأنا من وجهة نظري أن الناس تتجنب كلمة (بؤرة صرعية) وذلك خوفا من الوصمة الاجتماعية، لكن أعتقد أن كلمة (شحنات كهربائية) ربما تكون هي التي تسبب الوصمة.

الحالة - أي حالات الصرع - ليست حالات خطيرة أبدا، وهي علة طبية، وهي كثيرة ومنتشرة، ومتى ما يعرف الإنسان حالته يستطيع أن يعالج نفسه إن شاء الله تعالى، والآن توجد أدوية فعالة وممتازة، ولكن المعيار الرئيسي والشرط الأساسي لنجاح العلاج هو الالتزام التام بتناول الدواء في مواعيده، وبجرعته المكتوبة، وللمدة التي قررها الطبيب.

أي حل غير هذا غير مقبول، وأنا أريد أن أحتم على هذه النقطة، ولابد أن يكون زوجك الكريم قد أطلعه الطبيب على هذه الحالة.

بالنسبة للحالات هذه: في حوالي ثمانين إلى تسعين بالمائة لا يعرف سببها، هنالك الحديث عن الإصابة بحميات في الصغر قد تكون أثرت على الدماغ، انقطاع الأكسجين أثناء الولادة، وهكذا، وهنالك عدة نظريات حول هذا الموضوع، لكن نستطيع أن نقول أنه توجد عوامل ولا توجد أسباب واضحة، فهل هذه الحالات وراثية؟

الإجابة المختصرة جدا والسليمة أنه يوجد ميول لأن تظهر بعض هذه الحالات في بعض الأسر، لكن لا يوجد الإثبات القطعي أن الوراثة المباشرة هي السبب في ذلك، وإذا حدث هذا الميول الأسري هذا يعني أن الإنسان قد يكون لديه استعداد أكثر من غيره، وهذا لا نعتقد أنه يسبب أثر سلبي على الذرية، لأن النسبة -أي احتمالية الإصابة بالمرض وتأثيره على الأولاد- هي احتمالية ضعيفة وقليلة جدا، ويجب أن لا تسبب ذعرا أو انزعاجا للناس.

بالنسبة للتعرق الذي ذكرته حول هذا الأخ -عافاه الله- أعتقد أن ذلك ربما يكون مرتبطا بالقلق والتوتر والذي يكون مصاحبا لهذه الحالات.

بالنسبة لسقوطه من فوق الخزان وإصابة الرأس: هذا ربما يكون له أثر، لكن في نفس الوقت يعرف أن دماغ الأطفال يتحمل مثل هذه الإصابات؛ لذا إذا لم تكن الإصابة بالغة وشديدة وأدت إلى نزيف داخلي لا أعتقد أنها تكون سببا أو عاملا في هذه التشنجات التي تحدث له.

حقيقة هنالك تحوطات عامة، وهي أن الإنسان إذا كانت تأتيه هذه النوبات يجب أن لا يقود السيارة، ولكن إذا تم التحكم الكامل في نوباته أو حتى إن كانت النوبات تأتي أثناء الليل هذا يمكنه أن يقود السيارة بكل طمأنينة، فقط لا يجهد نفسه ولا يقود لمسافات طويلة، لكن بخلاف ذلك نستطيع أن نقول أن هذه النوبات لا تمنع قيادة السيارة.

لا ليس هنالك ما يشير أن الحالة سوف تتطور أو أنه سوف يصبح عدوانيا، هذا ليس واردا إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للعصبية والنسيان قد تكون جاءت من حالة القلق التي يعاني منها، وهي حالة بسيطة، وأعتقد إذا عرضت الأمر على الطبيب سوف يقوم بإعطائه أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق والتوتر، والتي سوف تفيده كثيرا.

أرجو أن تطمئني تماما، وكوني مؤازرة لزوجك، وهذه الحالة ليس فيها أي منقصة له، يمكن أن يقوم بدوره الأسري والاجتماعي ووظائفه بصورة كاملة، فقط نصيحتي هي الالتزام التام بتناول الدواء ومراجعة الطبيب حسب المواعيد المقررة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات