والدي لا يستطيع تحريك يديك بسبب جلطة الدماغ..فما توجيهكم؟

0 574

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدي أصيب بجلطة في الجهة اليسرى من الدماغ، أثرت على النطق والبلع، مع تأثير في الجهة اليمنى من اليد والرجل منذ 45 يوما، وقد تنوم في المستشفى لمدة أسبوعين، وكان قادرا على المشي وتحريك يده، وتم إخراجه من المستشفى بعد أن استقرت حالته، وبعد ذلك تم أخذه إلى مستشفى خاص لعمل العلاج الطبيعي له، وكانت حالته جيدة، وقبل أسبوع ارتفع السكر لديه، وتدهورت حالته الصحية بعد ذلك.

عند مراجعة المستشفى وأخذ الفحوصات له لم يستجد على الفحص شيء، وكانت مطابقة مع حالته الأولى من أشعة وتحاليل، وبعدها تبين أن لديه حصوة في المرارة، وفي الوقت الحالي لا يستطيع المشي ولا تحريك يده.

آمل من الله ثم منكم الدعاء العاجل له بالشفاء، وإفادتي هل يستطيع المشي وتحريك أطرافه؟ وهل حالته هذه من أثر نفسي أم من آثار الجلطة السابقة أو جلطة جديدة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيرا وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لوالدك الشفاء والعافية.

الجلطات والسكتات الدماغية من تبعاتها عدم القدرة على النطق إذا كانت الجلطة في الجهة اليسرى كما ذكرت، وآثار هذه الجلطات تختلف من شخص لآخر، وذلك حسب عمر الإنسان، وإن كان لديه أمراض أخرى أم لا، ومكان الجلطة، ودرجة شدتها، وهل هي ناتجة من تجلط دموي أم من نزيف.

والدك أموره الآن تعتبر مستقرة، والمطلوب في مثل هذه الحالات هو مواصلة العلاجات الطبيعية.

لن يحدث أي تغير حقيقي في الدماغ من حيث حجم الجلطة، لكن بمرور الوقت وتكثيف العلاج الطبيعي سوف يحدث تطور إيجابي جدا -إن شاء الله- وهو أن بعض وظائفه سوف يستعيدها.

عدم القدرة على المشي وعدم القدرة على تحريك يده، لا أعتقد أن ذلك سببه نفسي، ربما تكون الجلطة هي السبب في ذلك، لكن هذا الأمر يفصل فيه من خلال إجراء الفحص الذي يقوم به طبيب الأعصاب، وأقصد بالفحص الفحص الإكلينيكي الذي يقوم به الطبيب، والأطباء على إدراك تام للفصل بين افتقاد الحركة الناشيء من عجز الأعصاب أو الاختلال الناشيء من حالة نفسية.

الحالات النفسية التي نشاهدها كثيرا في مثل هذا العمر تحدث لصغار السن ولذا أنصح أن يعاد فحص والدك.

أعتقد أن الفترة الحرجة قد انتهت ومضت على خير، وسوف يكون هنالك تحسن تدريجي، ومن الضروري جدا التحكم في السكر في الدم، وأيضا إذا كان لديه ارتفاع في الكولسرول هذا أيضا يجب أن يعالج، وتكثيف العلاج الطبيعي فيه خير له، وعليكم بمساندته في هذه المرحلة.

حصوة المرارة ليست مشكلة أساسية في هذه المرحلة، فهذه الحصوات غالبا ما تكون تكونت منذ زمن بعيد، وما دامت لم تسبب له أي أعراض، فلن تحدث مشاكل -إن شاء الله تعالى- لكن رأي الطبيب الجراح هو الذي يعتد به في مثل هذه الحالات، فحين يذهب الوالد لعمل هذه الحصوات يمكن للطبيب الجراح تقييم حالته فيما يخص حصوة المرارة، لكن بصفة عامة أنا أرى أنها ليست أمرا مزعجا ما دامت لم تسبب له آلاما شديدة أو مضاعفات، فليس لها أسبقية في الوقت الحاضر.

إن شاء الله تعالى بتكثيف العلاج الطبيعي ومرور الوقت سوف يتحسن، ومع أنه اتضح أن خلايا المخ بالرغم من أنها لا تنمو بعد أن تتلف، لكن التواصل فيما بين الخلايا قد يتحسن، والخلايا السليمة بدرجة كبيرة تعوض الخلايا التالفة لكن هذا التعويض غالبا لا يكون مائة في المائة.

إذا الأمل معقود في أن تتحسن حالة الوالد، والتحوطات ضرورية جدا في أن لا تحدث له جلطة جديدة، وهذا معروف جدا عند الأطباء، حيث أن هناك أدوية خاصة لمثل هذه الحالات.

أخيرا بالنسبة لاستفسارك: هل حدثت له جلطة جديدة؟ هذا غير مستبعد، وهذا يحدد من خلال الفحص الإكلينيكي كما ذكرت لك، وقد يحتاج إلى أن يعمل له صورة مقطعية له.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، نسأل الله لوالدك الشفاء وأن يجعلك من البارين به.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات