السؤال
أنا لدي مشكلة وهي النسيان، مثلا والدتي تطلب مني أذهب للبقالة وآتي لها بطلب أو طلبين، أثناء وصولي للبقالة (حيث أن بعض الطلبات تكون قليلة وليست كثيرة) أتفاجأ أني نسيت ما طلبته مني، أحاول أن أتذكر وكأنها لم تقل لي شيئا، فأتصل فيها وأسألها ما تريده من البقالة، وعندما تقول أتذكره.
مثلا: أتواعد مع أحد نتقابل في موقع أنساه تماما، وكأني لم أتحدث معه.
حقيقة توجد ضغوط نفسية من مشاغل الحياة ومشاكل الحياة، صحيح أني أفكر كثيرا في المستقبل، وهناك رغبات وأمنيات آمل في تحقيقها، لكن الذي جعلني أتوتر أنني أنسى، وأنا في سن صغير جدا وكأنني كبير في السن.
أتمنى من الله أن يجزيكم خيرا أن تطمئنوني وتعطوني الحل الأنسب وسأكون لكم شاكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يا رب خير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
في مثل عمرك هذا يكون الإنسان أكثر مقدرة على التذكر واستيعاب المعلومات، والنسيان أو تشتت الأفكار يكون دائما سببه القلق النفسي، والذي يؤدي أن يفكر الإنسان في أكثر من موضوع في نفس الوقت، أو لا تتم عملية تسجيل المعلومة عنده في الدماغ بصورة صحيحة؛ لأنه يكون غير منتبه ولم يعط الوضع الأهمية المطلوبة التي تساعد على عمليات تحليل المعلومات من استقبالها، وبعد ذلك يتم تسجيلها وتشفيرها وتخزينها في المخ، ويحتاجها الإنسان بعد ذلك ويسهل عملية إخراجها وتذكرها.
إذن: القلق وتشتت الذهن وعدم الاهتمام بالأمر أيضا قد يؤدي إلى عدم التذكر ونسيان المعلومة، فإذا أعطيت هذه المعلومات أو المواقف المعينة الاهتمام الكبير والانتباه يتذكرها الإنسان.
من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى اضطراب الذاكرة هي الاكتئاب النفسي، لكن ليس هنالك ما يشير إلى أي اكتئاب في حالتك. بعض الناس الذين يعانون من اضطرابات هرمون الغدة الدرقية، ويكون الاضطراب في شكل عجز في إفراز هذا الهرمون، ربما ينتج عن ذلك أيضا ضعف في التركيز، لكن هذا لا أعتقد أنه ينطبق عليك أيضا، وفي مثل هذه الحالات فقط من أجل التأكد إذا أتيحت لك الفرصة أن تقوم بإجراء فحوصات عامة للتأكد من قوة الدم ومستوى هرمون الغدة الدرقية، فهذا سوف يكون أمرا جيدا.
العلاج يكون بالتالي:
أولا: كن إيجابيا في تفكيرك، فالتفكير الإيجابي يحسن من الانتباه، ويجعل الإنسان أكثر تفاؤلا ورغبة في الحصول على المعلومات وتذكرها.
ثانيا: عليك بأن تمارس الرياضة باستمرار، فالرياضة تحسن من استيعاب الإنسان؛ وذلك لأنها تزيل القلق.
ثالثا: حاول أن تزيد من درجة انتباهك لأي موضوع أو أمر يتطلب التركيز والانتباه، لا تقل هذا أمر لا يستحق، أو ذاك أمر أهم، الأمور المهمة نفسها سوف تفرض عليك أن تتذكرها لأنها مهمة، أما الأمور البسيطة والروتينية والرتيبة هذه هي التي تتطلب منك أن تتذكرها، وأن تنتبه بجميع حواسك (بسمعك، ببصرك، بنظرك) فهذا يساعد في تسجيل المعلومات وتذكرها.
رابعا: أكثر من القراءة وكن منتبها أثناء القراءة، وقراءة مواضيع أو مقالات قصيرة أمر جيد، وحاول أيضا أن تحسن قابليتك للحفظ، هذه تساعدك أيضا، وقراءة القرآن الكريم لها أهمية خاصة للتذكر، وكثير من الناس الذي يعانون من ضعف التركيز وتشتت الفكر وجد أن القرآن الكريم يساعد على تحسين التركيز وقوة الذاكرة.
بقي أن أنصحك أيضا بتناول دواء بسيط يزيل القلق؛ لأنك قد أشرت أنك تعاني من بعض الضغوطات النفسية، وهذه ربما تكون عادية، لكن حين يعطيها الإنسان اهتماما شديدا وتكون شاغلا له، هذا يضعف التركيز، لذا طلبنا منك أن تكون إيجابيا في تفكيرك، والدواء الذي يساعد في إزالة القلق هو عقار علميا باسم (سلبرايد) ويعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) تناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميا، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما، وبعد أسبوعين اجعل الجرعة كبسولة صباحا وكبسولة مساء لمدة شهر، ثم تناول كبسولة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هنالك أدوية أخرى وبعض مركبات الفيتامين التي تقال أنها مفيدة، لكن أعتقد أنك لست في حاجة لمثل هذه المركبات، فقط أنصحك بأن تتناول أطعمة متوازنة تحتوي على كل المكونات الغذائية الضرورية، وقد نصحناك بممارسة الرياضة، ونقول لك أيضا خذ قسطا كافيا من الراحة دون كسل أو تهاون مع النفس ، فهذا أيضا يدعم من تركيز الإنسان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.