بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد

أنا متزوج منذ 5 سنوات زواج تقليدي، والحمد لله لا يشوبه أي منغصات أو مشاكل، وفجأة الزوجة ذهبت لبيت أهلها، وطلبت الطلاق مدعية بأنني أريد الزواج بأخرى، وتساورها بعض الشكوك والظنون السيئة والعياذ بالله, وأهلها يحرضونها على الطلاق.

علما بأنني توكلت على الله واتخذت جميع وسائل الإصلاح ولكن بدون فائدة!
وهم عائلة مكونه من 5 بنات وولد، وأبوها طاعن في السن، ومريض، والآمر والناهي في البيت هي أمها.

والحمد لله ليس بيني وبينهم أي عداوة أو سوء أخلاق ولله الحمد، علما بأن أول سنة زواج تعبت زوجتي من أعراض روحية وتهيؤات في المنام، وفي حال اليقظة، وعالجتها عند أكثر من راقي.

وكما ذكرت لي منها ولد، فما الحل؟

جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمـد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويعينك على إصلاح حال زوجتك، ونحن نشكر لك أيها الحبيب هذا الرفق بالزوجة والحرص على بناء البيت، وتجنب وسائل هدمه، وهذا دليل على رجاحة عقلك وإدراكك لمصلحة الأسرة والحفاظ عليها، ونسأل الله تعالى أن يتولى عونك في تحقيق ما ترجوه وتتمناه.

نصيحتنا لك أيها الحبيب هي أولا أن لا تستجيب لطلبات الزوجة بالفراق والطلاق، فإنه من الواضح جدا أن هذه الزوجة واقعة تحت أوهام وظنون، وستندم بلا شك لو أنك استجبت لها، فليس من الخير لك ولا لها ولا للولد الاستجابة لها وتطليقها في الحالة.

وقد أحسنت أيها الحبيب حين اتخذت وسائل الإصلاح، ولكن لا ينبغي أبدا أن تيأس، وينبغي أن تجدد في هذه الوسائل وتسلك السبل والطرق التي لم تسلكها من قبل، فمن الوسائل النافعة في هذا أن تصارح والدة زوجتك بعدم رغبتك في الزواج، وأن تؤكد لها هذا الكلام.

ومن الوسائل أيضا أن تتخذ أعوانا ممن لهم كلمة مسموعة لدى أهل زوجتك من أخوالها وأقاربها الذين يرجون إصلاح الأسرة ويطمعون في إصلاح الحال، فإن هذا الصنف من الناس أرشد الله سبحانه وتعالى إلى الاستعانة بهم بالإصلاح بين الزوجين، وكلما كان المعين حريصا على الإصلاح بين الزوجين راغبا في الحفاظ على الأسرة كان ذلك أدعى إلى اكتمال ما يرجوه ويصبو إليه من إصلاح، وسببا لتيسير الله سبحانه وتعالى في الإصلاح بين الزوجين.

ومن الوسائل أيها الحبيب أيضا: الصبر على الزوجة فترة من الزمن إذا أصرت على البقاء لدى أهلها، فإن البعد عن الزوج أياما يثير في النفس الشوق إلى الزوج ويدعو الزوجة إلى مراجعة حساباتها من جديد والنظر في الأمر بتدبر وروية.

ونوصيك مع هذا بدوام المراسلة والاتصال بالزوجة، وننصحك بإظهار حبك لها وحرصك عليها وأنها لا تكافئها أخرى عندك حتى تطمع في غيرها ونحو ذلك من الكلمات الجميلة المعسولة التي تستميل بها قلب زوجتك.

وهي إن تأكدت من ذلك وبان لها أن ما كانت تعانيه إنما مجرد شكوك وأوهام فإنها سترجع وستعدل عن هذا الطريق.

وخير ما نوصيك به أيها الحبيب دعاء الله سبحانه وتعالى، والإكثار من اللجوء إليه بصدق واضطرار أن يصلح ما بينك وبين زوجتك ويصلح حالها ويشفيها مما تعانيه.

ولا بأس أيها الحبيب بأن تطلب من الزوجة بأن تتعوذ بالتعاويذ الشرعية كأدعية الصباح وأدعية المساء، وتقرأ على نفسها القرآن الكريم، وإذا أعنتها أنت على ذلك فقرأت عليها فذلك شيء حسن، وإذا استعنت بمن يوثق بدينه واستقامته ممن يعالجون ويمارسون الرقية الشرعية فإن في ذلك خير، فإن الرقية الشرعية تنفع مما نزل ومما لم ينزل.

نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك كله، ويعينك على إتمام ما ترجوه وتتمناه.