ما الأفضل لعلاج ضعف السمع السماعة أم العملية؟

0 847

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتمنى أن أجد الجواب الكافي الشافي، كنت أسمع جيدا، فجأة وبلا سابق علم أحسست بضعف بالسمع فيها، وطنين بالأذن، أجريت فحوصات عليها واتضح لي بأنني أعاني من ضعف في السمع توصيلي بالأذنين، وذلك نتيجة تيبس عظمة الركاب بالأذن الوسطى اليمنى أكثر من اليسرى، وأعاني أيضا من سماع صوت مستمر وبدون انقطاع مثل دقات القلب، أو هواء متقطع، أو صفارة في الأذن اليسرى أكثر من اليمنى، حيث أعطاني الدكتور دواء اسمه (ميموركس) لتخفيف الطنين، ولم ينفع بل زاد الطنين بعد فترة، أشكو من هذه الحالة منذ أربع سنين ونصف تقريبا، في بداية ظهورها كنت عندما أقف أشعر بدوار خفيف لا يلبث ثانية ويختفي.

نصحني طبيب باستخدام سماعة طبية بعد عمل تخطيط للسمع، ولكن أشعر بالإحراج منها، وقال لي طبيب آخر هناك عملية جراحية، ولم ينصح بعملها لأنها خطيرة، وطبيب آخر نصحني بإجراء العملية أفضل من استخدام السماعة، وذلك باستبدال عظمة الركاب بواسطة جراحة ميكروسكوبية، وأنا متحير لا أدري ماذا أفعل!

حدثت هذه المشكلة عندما كان عمري تقريبا 25 سنة، وعمري الآن 30 سنة، فهل توجد حلول طبية غير السماعة والعملية، لوجود المشكلة في الأذنين، ومع تقدم السن هل سأفقد السمع تماما؟ وكم نسبة نجاح العملية، وهل يزول الطنين بعد العملية؟ وهل هناك عمليات ناجحة من هذا النوع؟ وهل سأفقد السمع إذا فشلت العملية (لا قدر الله)؟ وما هي الأخطار المتعلقة بهذه العملية كالتخدير أو المعاناة من الدوار، والطنين بعد العملية، أو الإصابة بالتهاب، ونزيف بعد إجرائها؟ وهل أحتاج إلى عملية أخرى في المستقبل؟ وهل استعمال السماعة يؤثر على الأذن؟ وهل الأشخاص الذين أجريت لهم العملية عانوا من مشاكل بعد ذلك أو عند تقدمهم في السن؟

أنا أمارس حياتي بشكل عادي جدا، ولكن الأصوات المنخفضة لا أسمعها، والأصوات المتوسطة أسمعها بشكل خاطئ، فبماذا تنصحني يا دكتور أعمل عملية أم أستعمل سماعة؟

وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مسعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالتصلب الأذني عبارة عن نمو عظمي شاذ في عظام الأذن الوسطى، أو العظام المحيطة بالأذن الداخلية، وعندما يصيب هذا العظم غير الطبيعي العظيمات الرقيقة بالأذن الوسطى فإنه في النهاية يصيبها بالعجز التام عن الحركة، وهكذا لا تهتز، ومن ثم لا تنقل الصوت.

وأشهر مواقع النمو غير الطبيعي للعظام هو عظمة الركاب، ويحدث الصمم نتيجة تيبس عظمة الركاب، فلا تعود قادرة على الاهتزاز، وإحداث ذبذبات تنقل موجات الصوت عبر القناة السمعية إلى الأذن الداخلية.

ويبدو أن لهذا المرض عنصرا وراثيا، فنجده ينتقل من الآباء إلى الأبناء في العائلة الواحدة، كما أنه يصيب الإناث أكثر مما يصيب الذكور.

‏وأهم الأعراض فقدان السمع الذي يحدث تدريجيا في أذن واحدة أو كلتيهما، وقد تسمع أيضا ضوضاء في أذنك، وتشعر بدوار.

سوف تقوم باختبارات السمع للوقوف على مدى تأثر السمع، وقوته فقد يكون من المفيد لك استخدام وسيلة مساعدة للسمع (سماعة) ولكنها لا تغني عن العملية.

واستئصال عظمة الركاب هو أشهر جراحة لعلاج تصلب الأذن، وعادة ما تنجح، وفي هذه العملية يتم استبدال معظم عظم الركاب المتيبس بمحقن صناعي مصنوع من سلك أو صلب لا يصدأ، ويقوم هذا المحقن بتوصيل الذبذبات التي كانت عظمة الركاب تقوم بنقلها، وقد تصاب ببعض الدوار بعد الجراحة، لكنه عادة ما يختفي في غضون أيام قلائل، وقد يستمر لفترة أطول لدى البعض.

تتم العملية عبر قناة الأذن تحت البنج العام عادة، ويتم خلالها استكشاف عظيمات السمع الثلاثة المطرقة، والسندال والركاب بعد التأكد من تصلب عظمة الركاب، فيتم إزالة العظمة، واستبدالها بعظيمة صناعية صغيرة، عادة تعطي هذه العمليات نسبة نجاح عالية.

هذه العمليات الدقيقة ليست للهواة، وهي من العمليات الدقيقة والمعقدة، ويتطلب إجراؤها أجهزة حديثة، وأدوات دقيقة وتقنية طبية عالية.

في الحقيقة إن الأساس في نجاح هذه العمليات هي عدة عوامل: وهي التوقيت المناسب للعملية، والتجهيزات المناسبة، والأهم من ذلك مدى تمرس الجراح، وخبرته في هذا المجال، وفي حال رفضك للعملية يمكنك وضع سماعة خارجية لتحسين السمع، لكن السماعة لا تعالج الحالة، ولا تغني عن العملية.

ورغم أن هناك نسبة تقل عن 1 ‏% من حالات استئصال عظم الركاب تنتهي بفقدان تام للسمع، إلا أن الأطباء غالبا ما ينصحون بإجراء العملية في أذن واحدة أولا لتحديد مقدار ما تمت استعادته من حاسة السمع قبل إجراء جراحة في الأذن الأخرى، والأصل أن نبدأ بالعملية في الأذن الأسوأ من حيث قوة السمع.

أما عن أخطار التخدير المتعلقة بعملية عظمة الركاب، فهي كغيرها من العمليات الأخرى.

ولقد أجريت هذه الجراحة منذ فترة طويلة على أناس كثر، والكثير منهم تعافى بشكل جيد، واستعاد حاسة السمع، والقليل منهم تعرض لمضاعفات بعد العملية مثل النزيف والطنين والدوار وفقدان السمع لدى قلة من هؤلاء؛ مما قد يحتاج بعضهم إلى تكرار الجراحة للحصول على نتائج أفضل.

وخلاصة القول: لمن في مثل سنك، والذي لم يتجاوز الثلاثين عاما، فأنت في مقتبل العمر، ودائم الحركة والاختلاط بالناس والعملاء أثناء وظيفتك كبائع؛ لذا أنصحك أن تقوم بإجراء العملية، ولكن لدى أحد المراكز المتخصصة في الأذن، ومن هم مشهورون بخبرتهم في هذا الميدان.

أسأل الله لك الشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات