ضحيت من أجله ويريد طلاقي بغير سبب

0 569

السؤال

يا حبذا المجيب الشيخ أحمد الفرجابي أو الشيخ موافي عزب أو أي شخص مناسب.

قصتي بدأت منذ تزوجت زوجي وهو رجل متزوج من ذي قبل، وأنا الآن الزوجة الثانية، رفض أهلي تزويجي منه لأن الأولى قريبة لنا، ولكن من حبي له رفضت، وعصيت أهلي وقاطعت والدي وأسرتي، وتم العقد من قبل الأخ الأكبر لي على مضض، المهم مهري ما أخذت منه شيئا حتى نبني لنا بيتا متواضعا، وفعلا اشترى الأرض وهو الآن يبنيها، وأنا كلي فرح وسعادة متى يكتمل البناء حتى أسكن أنا وزوجي في البيت الجديد، لأني الآن أسكن في غرفة واحدة فقط مع حمام بدون مطبخ، يعني في ملحق للزوجة الأولى والتي هي قريبتي، وهي معها فلة محترمة، ولست حاسدة لها فهي أم أولاده، المهم طلب مني زوجي أن لا أحمل ومنعني من الحمل، لأن لديه من الأولى أولاد ما شاء الله ستة تقريبا.

ومع ذلك تحملت وقبلت حبا فيه، فالآن يا شيخ حرمني من الولد، وأخذ مهري لبناء البيت، وقاطعت أهلي وأسرتي من أجله، الآن يريد الزواج من الثالثة، وأنا لا أرفض أبدا فليتزوج من الثالثة والرابعة الله يوفقه ما عندي أي مشكلة، ولكن ما فاجئني به أنه يريد طلاقي بدون سبب، أبعد هذه التضحيات كلها من أجله، يرميني رمي الكلاب، وحجته في ذلك يقول لا أستطيع أفتح أكثر من بيت، ولا أريد أن أظلمك ...الخ من الحجج الواهية، أليس هذا هو الظلم؟! قلت له أين البيت؟ قال هذا البيت بيتي، وسوف تسكن فيه الزوجة الجديدة، كم مت من القهر والألم، ومع ذلك أنا راضية فلتسكن الثالثة، ولكن لماذا مصر على تطليقي. أين أذهب يا شيخ؟ من لي؟ أهلي الآن يشمتون بي، ولن يقبلوا بي عندهم.

أصبحت حائرة، أبكي الليل دم مع النهار، ضاقت علي الأرض بما رحبت، ماذا أصنع إلى من ألتجئ ؟ لقد بكيت كثيرا، مع العلم أنه في الفترة الأخيرة مهمل لي، لا سؤال ولا كلام ولا عشرة، ربما يهجرني في الفراش الشهور الكثيرة، فهذه مشكلتي أضعها بين يديك شيخنا، ويعلم الله أني لم أقصر في حقه أبدا، وأنا معرضة الآن للوقوع في الحرام لأني امرأة وحيدة، وليس لدي وظيفة، إنما بين جدران غرفتي المتواضعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وأن يصرف عن زوجك فكرة تطليقك، وأن يعينه على برك وإكرامك والإحسان إليك والعدل بينك وبين زوجته الأولى أو من سيتزوج بهن في المستقبل.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - فإنه مما يؤلم حقا ويجعل الإنسان يصاب بنوع من الصدمة الكبرى أن يجد الجحود والنكران للجميل، وللمعروف وللإحسان والتضحية، فبعد هذه التضيحات الكبيرة التي قمت بها تكون هذه هي النتيجة، أمر يؤلم حقا، وأمر يزعج صدقا، ويجعل الإنسان يفقد الثقة في القريب قبل البعيد، لأن هذه هي مواقف الذين ينشدون أو يدعون العدل والاستقامة على دين الله تعالى ويريدون إحياء السنة.

أنا معك وكان الله في عونك أن الأمر في غاية الصعوبة والمشقة، وأن موقف زوجك لا يشرف مطلقا لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأن مثل هذا المواقف حقيقة ما أعتقد أنه لا يقبل عليها إلا السوقة من الناس؛ لأن الناس يعرفون لأهل المروءة مروءتهم، ويعرفون لأهل الفضل فضلهم، ويعرفون لأهل الإحسان إحسانهم.

هذا الموقف من زوجك حقيقة في غاية الغرابة، خاصة وأنه يعرف ما قدمت من أجله ويعرف ماذا ضحيت به حتى تكونين زوجة له، حتى أبسط حقوقك في أن يكون لك طفل يمشي على الأرض ويدخل السعادة إلى قلبك والسرور في حياتك، تركت ذلك من أجله، ثم هو بعد ذلك يفكر في تطليقك وحرمانك من حقك أن تكوني زوجة له بحجة أنه لا يريد أن يظلمك، وهذا كلام واهم فعلا لا أساس له من الصحة.

ومن هنا فإني أقول لك أختي الكريمة الفاضلة: أتمنى بارك الله فيك أن تتوجهي إلى الله عز وجل بالدعاء، أتمنى أن تأخذي بأسباب وعوامل الدعاء القوية، وذلك أقترح عليك الآتي أولا: لو استطعت أن تصومي يوما لله تعالى تطوعا، ثم بعد ذلك تقومين أيضا شيئا من الليل، وفي خلال هذه الفترة تكثرين من الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام بنية أن يصلح الله ما بينك وبين زوجك، وأن يذهب هذه الغمة وأن يزيح هذه الكربة عنك وعن زوجك، ثم بعد ذلك تبدئي في الخلوة به سواء كان في الغرفة أو بعيدا عنها وتقولين له (إني أريد أن أكلمك كلاما هذا يشهد عليه الله تعالى) ثم تذكرين له ما قدمته من أجله، وموقفك الآن أمام أهلك، الذين قد يرفضوا استقبالك وقد يطردونك نتيجة أنك ضحيت بهم جميعا من أجله، وتقولين له (أسألك بالله عليك لو أني كنت ابنتك أكنت سترضى أن يفعل ذلك بها) حاولي بارك الله فيك أن توجهي له خطابا عاطفيا، كلاما يحرك المشاعر، ولا مانع من البكاء بين يديه فهو زوجك وأنت زوجته، والبكاء في مثل هذه الحالة ليس فيه من حرج شرعي.
حاولي أن تشعريه بخطورة ما يقدم عليه وأنه يقدم على مسألة أشبه ما تكون بالانتحار أو بتفجير قنبلة مدمرة في كيان القائد. فإن قبل الكلام منك اعرضي عليه وقولي له (أنا لا مانع لدي من أن أكون زوجة ثالثة أو أن تكون هناك زوجة ثالثة أو رابعة، لكن لا تظلمني، أنت تقول أنا لا أريد أن أظلمك، أنت لن تتوقف عن الزواج حتى تقول هذا الكلام، بل إنك تفكر في أن تتزوج بامرأة جديدة، هل يا ترى سوف تمكث معها أيضا أياما معدودات أو سنوات قلائل ثم تقول لها سوف أطلقك؛ لأني لا أريد أن أظلمك؟ هذا الكلام لا يقبل عند الله تعالى ولا عند الناس) بيني له ذلك بارك الله فيك، وحاولي معه مع الاستعانة بالله تبارك وتعالى العلي الأعلى كما أشرت إليه، مسألة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام مع صيام يوم وقيام ليلة، والدعاء والتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء والإلحاح عليه أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يصرف عنه فكرة تطليقك، وأن يعينه على العدل والإنصاف بينك وبين زوجته الأولى.

هذا مسلك خاص تستطيعين أن تقومي به وحدك، المسلك الثاني: إذا لم يجدي هذا الموقف وهذا الطريق ولم تفعل هذه الوسيلة لتحقيق ما نريده ونتمناه وهو عودة المياه إلى مجاريها وعدم التفكير في الطلاق، فمن حقك أن تلجئي إلى بعض الوجهاء من جيرانكم سواء كانوا من أئمة المساجد المشهورين أو العلماء أو الدعاة، أو كبار الشخصيات التي جرت العادة أن يتدخلوا في مثل هذه الأمور، وتعرضي الأمر عليهم، لأنه الآن لا تستطيعين بارك الله فيك أن تقولي لأهلك شيئا، ولكن تستطيعين أن تستعيني ببعض الصالحين من عباد الله والموفقين ليضغطوا عليه وليبينوا له خطورة ما يفعل.

هذا الذي تستطيعين أن تقومي به: السعي بنفسك أولا بالطريقة التي أشرت إليها، ثم إذا قدر الله وجاء الخير وانتهت المشكلة فاحمدي الله على ذلك، وإذا لم يقبل زوجك الكلام مطلقا فمن الممكن كما ذكرت لك أن تستعيني ببعض المتميزين من الصالحين من العقلاء من كبار السن، ليقوموا بالإصلاح فيما بينك وبينه، وليبينوا له خطورة ما يقدم عليه من تصرف، لعل الرجل أن يرعوي وأن يرتدع، وأن يعود إلى رشده، وأن يترك غيه وأن يتق الله تبارك وتعالى فيك، وأنا واثق إن شاء الله تعالى أننا سنجد من خلال هذين المسلكين إن شاء الله تعالى خير وبركة ورحمة، خاصة مع دعاءك وبكاء وكثرة الاستغفار والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام من الآن، حتى تنتهي هذه المسألة.

أسأل الله أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، إنه ولي كريم.
هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات