عمري كبير ولا زلت أعاني من التبول اللاإرادي، ما رأيكم؟

1 546

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من مشكلة التبول اللاإرادي منذ صغري، وبإهمال من أهلي، والآن عمري 25 سنة وما زالت المشكلة، علما أن كثيرا من أفراد العائلة كانت عندهم نفس المشكلة لكن زالت مع تقدمهم في السن، لكن أنا ما زلت أعاني من المشكلة.

ذهبت لطبيب للمسالك البولية، وفحصني بالمنظار ثم أعطاني دواء minirin 0.2 لمدة شهر ونصف، ثم أعطاني بعدها دواء urosta لمدة ثلاث أشهر مع دواء للقبط لأنني أعاني كذالك منه، وأنا الآن ما زلت لم أتمم العلاج حيث أني أكملت الشهر الثاني من العلاج بدواء urosta، وقد تحسنت حالتي لكن لم أتخلص من المشكلة، وأنا مستاءة وخائفة من أن لا يجدي هذا العلاج بشيء، كما أن نومي ثقيل، ولا أحس بشيء بالليل.

أتمنى أن أصبح كأي إنسان عادي أحس أثناء نومي بالحاجة إلى البول لكي أذهب إلى الحمام، ساعدوني وانصحوني، وهل يجب أن أذهب إلى طبيب للأعصاب إن لم أتعالج، أم ماذا أفعل؟

وجزاكم الله خيرا، وادعوا لي بالشفاء؛ لأنني أريد الزواج ولا أستطيع بسبب هذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسال الله لك الشفاء والعافية.

التبول اللاإرادي قد يكون سببه عضويا، وقد يكون سببه نفسيا، وفي مثل عمرك هذه الحالة تتطلب فحوصات عضوية، وأنت قد قمت بالتصرف الصحيح وهو مقابلة طبيب المسالك، لكنك لم توضحي ما هو التشخيص الذي ذكره الطبيب لك، هل توجد التهابات؟ هل هناك مشكلة في المحبس الموجود ما بين المثانة ومجرى البول، وهل يوجد ضيق في المثانة؟

هناك أشياء كثيرة والأدوية التي أعطيت لك هي نوع من الأدوية التي تؤدي إلى استرخاء عضلة المثانة وهذا قد يكون توجه جيد.

الذي يهمني هو أن لا تكون هناك أسباب عضوية حقيقة، وأنا أعتقد أن الجانب النفسي قد يكون جانبا أساسيا في حالتك، ووجود تاريخ أسري في التبول اللاإرادي يجعلني لا أقلق كثيرا على الموضوع، بمعنى أن هذه الحالات حين توجد في الأسر يكون منشؤها العامل الوراثي، وتكون الاستمرارية من خلال العامل النفسي.

حتى موضوع الاستياء والخوف الذي تعانين منه هو نوع من القلق، والقلق سوف يزيد من هذا الأمر أكثر مما يعالجه، لكن لا شك أنك محقة أن تقلقي حول هذا الأمر في مثل هذه العمر.

الذي أبشرك به هو أن العلاج ممكن وممكن جدا.

الخطوة الأولى: هي أن يؤكد لك طبيب المسالك رؤياه بصورة واضحة، وإذا قال لك أنه لا يوجد سبب عضوي، فأعتقد هنا أنه ينبغي تطبيق العلاجات النفسية والعلاجات النفسية تتكون من أمور بسيطة.

أول هذه الإجراءات التي يجب اتخاذها: أن لا تنزعجي حول هذا الموضوع، وإن كان مزعجا، أقنعي نفسك أنها حالة بسيطة، وهي موجودة لديكم في الأسرة، وأنت -إن شاء الله- سوف تجتهدين لإزالة ما بك.

ثانيا: دائما حاولي أن تمسكي البول أثناء النهار، فحصر البول في أثناء النهار يعطي فرصة للمثانة بأن تتسع، وحين تزيد الإمكانات الاستيعابية للمثانة، هذا يؤدي إلى استرخاء العضلات، ويقوي من المحبس الذي يتحكم في نزول البول، فإذا هذه حالة مهمة.

ثالثا: أرجو أن تفرغي المثانة تماما حين تذهبين إلى الحمام، وبعد أن ينقطع البول لديك، أرجو أن تدفعي أكثر وأكثر حتى تتأكدي أن البول قد انقطع تماما وانتهى تماما؛ لأن الذين يعانون من المثانة العصبية -وهذا من أسباب التبول اللاإرادي- تجدهم بعد أن تنتهي حرة البول لا يكملون التبول، وفي دراسة اتضح أن كمية البول التي تبقى في المثانة حوالي ثلث الكمية الكلية للبول، وهذا مهم جدا كسبب للتبول اللاإرادي، فأدعوك إلى تفريغ المثانة تفريغا كاملا.

رابعا: أرجو أن تمارسي التمارين الرياضية فهي جيدة جدا، خاصة التي تقوي عضلات البطن.

خامسا: هناك أدوية معروفة بفائدتها في مثل هذه الحالات، ومنها دواء قديم يعرف باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علميا باسم (امبرمين Imipramine) هذا العلاج يساعد في مثل هذه الحالة، وقد تحتاجين لتناوله لمدة ستة أشهر، لكن لا تقدمي على تناول هذا الدواء دون استشارة طبيبك، وإذا نصحك الطبيب بمقابلة طبيب أمراض عصبية ونفسية فكل الذي ذكرته لك معلوم تماما لدى الأطباء.

وهنالك تمارين الاسترخاء، وهي تمارين معروفة وجيدة وبسيطة، ولها فائدة كبيرة في مثل هذه الحالات؛ لأنها تزيل القلق؛ لأن القلق هو من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى الانقباضات العصبية، فتدربي على هذه التمارين، ولمعرفة تفاصيلها وطرق تطبيقها يمكنك أن تتصفحي أحد مواقع الانترنت التي توضح وتبين كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

أرجو أن لا تنزعجي أبدا فالحلول موجودة كما أوضحنا لك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، وأن يرزقك الله تعالى الزوج الصالح.

مواد ذات صلة

الاستشارات