السؤال
السلام عليكم.
أعاني من حساسية حادة في الأصابع منذ أكثر من (10) سنوات، وتشخيص الحالة كالتالي: لدي حساسية كانت بدايتها في راحة اليد، ثم انتقلت إلى أصبعي السبابة، ثم انتقلت إلى باقي الأصابع، ومن ثم إلى اليد الأخرى، مع حكة واحمرار وجفاف شديد، ذهبت إلى أكثر من عيادة، واستخدمت عدة مراهم، لكن دون فائدة تذكر، أتمنى أن تفيدوني بعلاج!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Silent حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالكلمات: حساسية في اليد، مع حكة، واحمرار، وجفاف، تدل على الأكزيما أو أكزيما اليد، والأكزيما مرض تحسسي متعلق بأسباب داخلية - أي القابلية لهذه الأكزيما - أو أسباب خارجية، أي التماس مع المواد التي يتحسس منها، فالأكزيما في اليدين من الأمراض الشائعة، وغالبا سببها واحد أو أكثر من الأشياء التي نلمسها بأيدينا (وما أكثرها وما أصعب الإحاطة بها) والمتهم الأكبر الصابون وأدوات التنظيف، وكذلك القفازات النايلون، والبودرة الموجودة في القفازات.
أما العلاج الوقائي فيبدأ بمعرفة السبب والابتعاد عنه، وكذلك باستعمال القفازات القطنية 100% البيضاء الطويلة، وفوقها القفازات النايلون الأقصر.
وأما العلاج الطبي فيتم باستعمال الكورتيزونات الموضعية، ونستعمل الكريم للشكل الناز، والمرهم للشكل الجاف، ولكن كثرة استعمال الكورتيزون تؤدي إلى بعض المضاعفات الموضعية؛ ولذلك في الحالات المزمنة قد يلجأ إلى أشباه أو بدائل الكورتزونات الموضعية، كما أشرنا في استشارة سابقة إلى بدائل الكورتيزونات، مثل (التاكروليماس) و (البيماكروليماس) .
وأحيانا تعطى مضادات الهيستامين لتهدئة الحكة أو المريض أو كليهما، وأحيانا تعطى المضادات الحيوية لتغطية الإنتانات الثانوية، أي التالية لتأكزم الجلد وفقدانه القدرة على المقاومة أمام الجراثيم، وأحيانا تعطى الكورتيزونات الجهازية (عن طريق الفم) في الحالات الشديدة والمعندة، وأحيانا نشارك بين ما سبق، وكل ذلك يحتاج إلى الإشراف الطبي، كما يجب التفكير بالفطريات التي تصيب اليد وتتأكزم، وذلك بالفحص المباشر للفطريات أو المزرعة الفطرية، وقد تصاب الأكزيما بالفطريات، كما وأن حدوث الفطريات يزيد باستعمال الكورتيزونات الموضعية أو الجهازية.
إن استعمال الفازلين أو الغليسيرين قد يكون مفيدا إن كانت الأكزيما جافة والجلد متسمكا ومتشققا، ولكن يجب عدم استعمالهما في المرحلة الحاكة أو الحادة أو النازة، وقد أشرنا أعلاه إلى أن كل مرحلة من مراحل الأكزيما تحتاج سواغا خاصا (أي مرهما أو كريما أو لوشنا).
ذهابكم لأكثر من عيادة وعدم الفائدة له دلالات، فإما أنكم لم تستخدموا الدواء بشكل صحيح - وهذا مستبعد - وإما أنكم لم تستبعدوا الأسباب، وهذا وارد جدا، خاصة إن لم يعرف السبب، وإما أن الفطريات قد دخلت على الخط وأحدثت التهابا إضافيا فوق الأكزيما.
الخلاصة: في الأكزيما يجب معرفة السبب وتجنبه، واستعمال الأدوية بالشكل الصيدلاني المناسب، وحساب احتمال المضاعفات وعلاجها كالإنتان، وننصح بالمتابعة مع طبيب أخصائي لتوثيق التشخيص وعمل ما يلزم لمعرفة السبب، مثل اختبارات التحسس، وللإشراف على العلاج إن اشتمل الكورتيزون الموضعي أو الجهازي أو بدائل الكورتيزون.
نسأل الله لك الشفاء العاجل.
والله الموفق.