كيف أعلم ابنتي الصغرى القرآن؟

0 642

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله

أنا أم لبنتين، الكبيرة عمرها خمس سنوات تقريبا، بدأت أعلمها القرآن منذ أن كان عمرها أربع سنوات تقريبا، حتى الآن تعلمت تقريبا 15 من قصار السور وبعض الآيات كآية الكرسي، أختها الآن عمرها ثلاث سنوات ونصف، ولا أدري كيف أبدأ معها في التعليم، فهي ليست كأختها، وفي أشياء كثيرة تعد كعائق في تعليمي لها:

1 نطقها غير صحيح لحروف كثيرة، فمثلا الـ(ش س ث ص ج ذ ز ظ) كلهم تنطقهم (ث) أختها كانت لا تعرف الحروف الصعبة مثل الـ(ق والضاد) فقط.

2 كثيرة الحركة، لا تعرف أن تركز على شيء فترة طويلة إلا شيئا تحبه، حتى برامج الكرتون, إذا ما شد انتباهها لا تجلس عليه أكثر من خمس دقائق.
أختها كانت هادئة قليلة الحركة، كنت أضع لها السورة على الكمبيوتر وأتركها هي تستمع لها وترددها أكثر من مرة.
لو حاولت صنع ذلك مع الصغيرة لنامت أو هربت من الغرفة بعد دقيقتين لا أكثر.

أريدها أن تحفظ معنا، وأن أبدأ في تعليمها الحروف العربية أيضا لأننا مغتربين، ولا أريدهم أن يتأثروا بالمحيط الغربي أكثر من محيط بيئتنا الإسلامية.

أختها أحيانا تجلس معها وتحاول أن تحفظها وحدها, والصغيرة تستجيب لأنها ترى أنها لعبة حلوة ممتعة، و لكن لو حاولت أنا أن أجلسها لأحفظها فأولا نطقها غير صحيح، وثانيا لا تركز معي أبدا.

فما هي الوسيلة لتعليم طفلة في مثل عمرها بطريقة تحببها في الحفظ وتحفزها على التعلم، أم أنه من الأفضل أن أنتظر حتى تكبر قليلا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأولا: نشكرك على حرصك على تعليم بناتك القرآن، ونسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يجزل لك الأجر والثواب.

أعتقد أن الإشكالية أتت من أنك وقعت في نوع من المقارنة ما بين ابنتك الكبرى وابنتك الصغرى، وهذا أحد الأخطاء التربوية التي قد نقع فيها جميعا -أي أن نقارن بين أبنائنا وبناتنا- بالرغم من أنهم ليسوا بشريحة واحدة، فالأطفال يختلفون كثيرا في سلوكهم ومسلكهم، ودرجة حركتهم، ودرجة فهمهم، ورغباتهم، وماذا يفضلون، وماذا يكرهون، وما هي نوعية الخيال الذي يسيطر على أفكارهم.

فالابنة الصغيرة - حفظها الله - أولا أنا أعتقد أنها في عمر يحتاج إلى الشدة، فليس من الضروري أبدا أن تتشددي معها في حفظ القرآن، لكن يكون الأمر بشيء من الترغيب البسيط جدا، حاولي أن تلاعبيها، اجعليها تردد الحروف، علميها بعض الأناشيد أيضا، وكذلك بعض سور القرآن الكريم.

أنا أعتقد أنك إذا انتظرت حتى تكبر قليلا هذا هو الحل الصحيح، وركزي على نطقها للحروف، وهذا النطق يمكن أن يكون كما ذكرت لك من خلال كلمات لغوية عربية عادية، أو من خلال أناشيد أو آية واحدة من قصار السور مثلا، وليس من الضروري أن تكوني منضبطة في تحفيظها للقرآن في هذه المرحلة، وأنت الحمد لله ما دمت ركزت على أختها الأكبر فإن شاء الله تعالى البنت الصغيرة سوف تتبع خطاها، فأعطيها فرصة الآن للعب، وأعطيها فرصة لأن تقلد بعض الكلمات التي تردديها أنت أو أختها، مع شيء من الترغيب والتحبيب، والطفل حقيقة لا يمكن أن نجذب انتباهه نحو شيء ما إلا إذا لاعبناه على المستوى الذي يريده، فأنزلي إلى مستوى طفولي ولاعبي طفلتك، وبعد ذلك يمكن أن تكوني أنت وسيلة تعليمية ممتازة جدا.

كثرة الحركة أرجو أن لا تزعجك، فلا أعتقد أنها تعاني من فرط الحركة؛ لأن فرط الحركة علة لها معايير تشخيصية معينة، ولا أعتقد أن هذه الصغيرة تعاني من هذه الحالة، لكن يجب أن تظل تحت الرقابة، فإذا لاحظنا أن هنالك ضعفا في تركيزها فهذا يجعلنا ننصحك بالذهاب بها إلى المختص من أجل النظر في حالتها، لكن في هذه المرحلة أعتقد أن زيادة الحركة التي لديها هي عادية ولا تعتبر أبدا مرضية.

أعطيها فرصة للعب مع الأطفال الآخرين متى ما كان ذلك متاحا، واللقاءات الأسبوعية في يومي السبت والأحد مع الجالية المسلمة هذا أيضا يعطي الطفلة والأسرة كلها جوا تعليميا وترفيهيا، وكل النفع سوف يأتي إن شاء الله حين تقابل أطفال المسلمين.

لا تنزعجي أبدا، وأنا أقول كإجابة محددة جدا: من الأفضل أن ننتظر حتى تكبر قليلا.
بارك الله فيك، وجزآك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات