السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر (17) سنة، أحب عائلتي وأخواتي جدا، لكن أخواتي لا يحببنني، وأنا معهم في بيت واحد، ولا أكلمهن ولا يكلمنني، من المكن أن يحببنني ولكن كرامتهن لا تسمح لهن بالكلام معي، لأنها صارت لي معهم مشاكل منذ الصغر، ولنا الآن ما يقارب من أربع سنين ونحن لا نكلم بعضا، أنا أحبهن جدا ،وأحس أنهن لا يكرهنني، ولكن كل طرف يحس بالكبرياء تجاه الآخر، وأنا شخصية مكابرة جدا، لا أحب الاعتذار، ولا أستطيع أن أكلمهن أبدا، لأن كرامتي لا تسمح لي، هن أحيانا يكلمنني بوجه عام فأفرح كثيرا، ولكني لا أستطيع محادثتهن أبدا، أنا أحبهن كثيرا، ولكن ماذا أفعل لأكسبهن؟
تعبت كثيرا، وحالتي النفسية ساءت جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عطر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأعتقد أن مفاهيمك خاطئة حول أخواتك وطريقة تعاملهن معك، والحب بين الإخوة والأخوات أو بين جميع الناس هو أخذ وعطاء، والأحكام القاسية دائما تجعل الإنسان يعتقد اعتقادا ليس بصحيح، فأعتقد أن المطلوب منك أن تراجعي موقفك، وأن تنظري إلى الأشياء الجميلة في إخوتك، ولاشك أنها كثيرة جدا، وحتى وإن كانت هنالك عيوب أو شوائب تميزهم فهذه يجب التغاضي عنها، وأن تنظري إلى الجانب الجميل فيهم.
من ضوابط العلاقات الإنسانية أن يأخذ الشخص الذي يريد أن يحب وأن يحب، أن يأخذ المبادرات حيال الآخرين، وأن يتحمل الأذى، وأن يحسن الظن، وأن يبادر، وأن يعزز التحرك الإيجابي من قبل الآخرين، وأن يجد لهم العذر فيما يتعلق بتصرفاتهم السالبة أو المرفوضة عنده، ومن المهم بالنسبة لك أن تستشعري أهمية الأخوة وحقوقها، وحقوق الأرحام، ويجب أن تحتسبي الثواب والجزاء عند الله تعالى، كوني من الكاظمين الغيظ، ومقدامة ومبادرة، ولا تحكمي أحكاما سلبية على أخواتك، ولابد أن تصححي المفهوم الذي يسيطر عليك، وهو أن إخوتك لا يحبونك، هذا المفهوم ليس صحيحا أبدا، ولا مصلحة لهم بأن لا يحبوك، خذي أنت المبادرات، وتقدمي نحوهم خطوة، وإن شاء الله تعالى يتقدمون نحوك أكثر وأكثر.
وجهي طاقاتك النفسية نحو دراستك، ووزعي وقتك بصورة صحيحة، ابني علاقات إيجابية مع الصالحات من الفتيات، شاركي في الأنشطة المدرسية المثمرة، وهذه التفاعلات الاجتماعية تساعد حتى فيما يخص علاقتك مع إخوتك ومع الآخرين.
نسأل الله له التوفيق والسداد، وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.