ذكرى طفولتي تؤرقني

0 425

السؤال

بسم لله الرحمن الرحيم
أشكركم لتعاونكم وإتاحة الفرصة لنا وأسال الله أن أجد هنا راحتي وحل ما أعانيه

عشت في منزل ينعم برغد العيش فنحن عائلة ميسورة الحال إلا أنني كنت أشعر بعدم الاهتمام بي إطلاقا من جميع النواحي، فحين أذكر شكلي في طفولتي كنت دائما بملابس قديمة وحتى مستوى النظافة كان أشبه بالمعدوم لأجد العناية بمظهري وهندامي في عمر عشر سنوات، وحتى أنني كنت انطوائية جدا لا أخرج لمقابلة الضيوف، لأنني كنت لا أرتدي ملابس تليق ولا أجد من يعتني بنصحي أو توجيهي، عانيت جدا في أول سنة للدورة الشهرية حيث أنني خجولة، ولم يكن من أخواتي من هي مقربة لي وترشدني وتساعدني لتوعيتي حيث أننا 5 أخوات، كنت أنا قبل الأخيرة، وكان جل الدلال والاهتمام لآخر العنقود بنت أصغر مني بسنتين وكان يكبرني أصغر الأولاد وكان محاط بهالة من الاهتمام والدلال لكونه أصغر الأولاد، وهذا شي ملحوظ من كل الأقارب، كنت في صغري أكن كل الحقد لشقيقتي الصغرى وأقارن دائما بين معاملتهم لها ولي ومدى التفرقة كيف أن كل تصرف لها مباح وأنا ممنوع بحجة أنني كبيرة، في عمر 9 سنوات اذكر جيدا أنني منعت من أشياء بحجة أنني كبيرة، وقلت بنفسي أرى إذا أصبح عمرها 9 سنوات هل تمنع طبعا غيرة أطفال، لكن أذكر جيدا أنها في سن 9 لم تمنع واستمرت مدللة وتقبل وتحضن إلى أن أصبح عمرها 15 سنة، بعدها سافر أبي وانشغل بسهراته وكنت أحقد عليه جدا لأنه لا يفقدني حتى إذا لم أسلم عليه كان يغيب عن المنزل بالأشهر، وإذا عاد يكثر النقد ولا يعجبه شي ولا يعلم عن حالي شيئا تعمدت مرات أن لا أسلم عليه إلا أنه لم يفتقدني ولم يسأل عني، كرهت تعامله وإهماله لنا كثيرا في فترة غيابه كان السؤال عن المنزل، أخي الأكبر كان شديد العصبية وصغير بالعمر 21 ، وكان متسلط كرهته جدا وإلى الآن أكرهه رغم أنه تغير وأصبح حنون إلا أنني لم أستطع تقبله كان يتدخل بكل كبيرة وصغيرة، حتى إذا ابتسمت علق إذا تكلمت دقق على طريقة نطقي للحروف وقلدني وبعدها بدا منه كره غريب بسبب ودون سبب.

مشكلتي كلما تحدث أحد أمامي عن طفولتي أبكي لا شعوريا ولا أستطيع أن أخبي ألمي، والدي الآن كبير بالسن إلا أنني لا أستطيع حبه واحترامه كما يجب، أما بقية العائلة أحبها إلا أنني أحقد كثيرا عليهم إذا تذكرت طفولتي وأتذكرها بين فترة وأخرى وأبكي لا شعوريا، ووالدتي كانت تنشغل كثيرا وأعذرها فهي مريضة دائما ولم تهتم بي جيدا وكنت إذا طلبت شيء منها لا أجد إلا التوبيخ والصراخ، لم أجد الحنان ولم أعرفه بحياتي، أنحرج كثيرا إذا سمعت من أقاربي نعم نذكرك وأنت صغيرة لا تلبسين ملابس جيدة أو تلميحات عن انطوائيتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنت في هذا العمر وفي هذه الوظيفة الراقية - وظيفة المعلمة - أرى أنك مدركة تماما أن قيمة الإنسان الحقيقية تكون في طاعته لله تعالى ثم معاملته للناس بالحسنى، والحديث عن الماضي أعتقد أنه يجب أن يظل في نطاق أن الماضي مجرد تجربة وعبرة وخبرة وليس أكثر من ذلك، والماضي كما يقولون يجب أن يسجن في خزائن النسيان، المهم في الأمر الآن والمستقبل، وأنت الآن في خير وعلى خير، والمستقبل أمامك إن شاء الله سيكون مشرقا إذا عشت على الأمل والرجاء، وهذا هو المفترض.

أنت محتاجة لأن ترتقي بعواطفك ووجدانك، ومحتاجة لأن ترتقي بنفسك إلى أفضل الدرجات وهو بر الوالدين، ومحبتك لإخوتك يجب أن تتطور، المشاعر السلبية الإنسان يمكن أن يتحكم فيها ويغيرها ولا يكون أسيرا لها، لأن الخيارات كثيرة، والخيار الأفضل هي حسن معاشرة وحسن المعاملة خاصة الأهل والأرحام.

أنا أعتقد أن مشكلتك ليست في طفولتك، هنالك من عاشوا طفولة تعيسة، عاشوا في بيوت اليتم وبعيدين عن الأهل، وبالرغم من ذلك تجدهم توفقوا في مستقبل أيامهم وجدوا وجهدوا ولم يذكروا ماضيهم، وهنالك من عاشوا طفولة قاسية بحق وحقيقة ولكنهم نجحوا كثيرا.

أنا أعتقد أنه ربما يكون لديك مشكلة بسيطة في شخصيتك، ودرجة القلق لديك مرتفعة، والنظرة التشاؤمية، ولا أقول أنك مضطربة الشخصية لكن قطعا شخصيتك ربما يكون أبعادها غير متزنة التوازن الكامل، لذا نظرتك للماضي سلبية وكذلك الحاضر، وحتى المستقبل، ونظرتك لمن حولك سلبية جدا، وفيها الكثير من الشوائب، وهذا هو الذي يزعجني حقا، وربما تكون نظرتك للعالم كله ليست بإيجابية.

غيري هذه المفاهيم، استبدليها بمفاهيم إيجابية، ولا تكوني أثيرة للفكر الخاطئ المشوه حين يستحوذ عليك.
أرجو أن تقرئي كتاب الدكتور الشيخ عائض القرني (لا تحزن)، اقرئيه بتأمل وتدبر وسوف يجيب على الكثير من تساؤلاتك، وسوف تجدي فيه إن شاء الله تعالى التوجيه والإرشاد الذي يعينك.

أنصحك بتقوى الله وبر الوالدين، وأن تسمي وترتقي بنفسك فيما يخص علاقتك بإخوتك، أنت إن شاء الله فيه خير كثير، وعليك أن تقدري ذلك، احكمي على نفسك بأفعالك ولا تحكمي عليها بمشاعرك، وحاولي دائما أن تكوني نافعة لنفسك ولغيرك، طوري مهارتك في مهنتك، ولا تقللي من شأن نفسك، اجتهدي، وعلمي ولك الأجر والثواب عند الله تعالى.

الإنسان الذي يجيد في عمله خاصة في التعليم سوف يحس بالرضى، إدارة الوقت بصورة صحيحة أيضا من عوامل النجاح، وكذلك الصحبة الطيبة الخيرة تكون نموذجا للإنسان يساعده في أمور الدين والدنيا.
الآن أبحاث كثيرة دلت على أن الرياضة مفيدة لكل إنسان، والرياضة تزيل الكثير من شوائب النفوس ومشاعر الغضب ومشاعر الاضطراب والانفعالات الغير مرغوبة، فمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

ويمكنك الاطلاع على الاستشارات التالية لمزيد من الفائدة:
بر الوالدين والإحسان إليهما: 243054 - 240508 - 295834
بر الوالد حتى وإن كان ظالما: 55232 - 227785 - 413181 - 433087

مواد ذات صلة

الاستشارات