السؤال
بارك الله في جهودكم، وأسأل الله أن تكون في موازين حسناتكم.
في الحقيقة أنا لا أعاني من مواجهة الآخرين ولا من حضور المناسبات، بالعكس أنا أذهب للمناسبات بسهولة وأموري جيدة، ولي أصدقاء كثر وأتواصل معهم بكثرة -ولله الحمد- لكن المشكلة إذا كانت حاجة منوطة بي ولا بد أن أقوم بها، هنا يأتي الرهاب، مثل إمامة المصلين أو شرح محاضرة بالجامعة، ولو طلب مني شخص فجأة الإمامة أو شرح محاضرة يمكن أن أنفذها، ولكن المشكلة إذا كان مطلوبا مني بالدور، أو طلب مني بعد قليل ن أنفذ المهمة، لأنني أفكر وأرتبك وأرتجف ويتغير صوتي، ويخفق قلبي بشدة قبل الحدث.
أرجوكم أفيدوني، والله لقد تعبت وتعذبت، خاصة أنني طالب شاطر وعندي إمكانيات، ولكني أتهرب وأفقد هذه الأشياء بسبب الرهاب، وكثيرا ما أفكر في تعاطي المخدرات والكحول، لعل وعسى أن أتخلص من الرهاب، صدقوني إذا استمريت على هذه الحالة سأنتحر، أحس أنني إنسان ضعيف وخواف، وليس عندي رجولة، فكيف سأتزوج وأحمي زوجتي وأولادي وأنا بهذه الحالة لا يعتمد علي؟ علما بأنني بدأت بتناول دواء السيروكسات، وأحس أنه لا يوجد أمل.
تعبت والله تعبت!
جزاكم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمشكلتك بسيطة جدا، وهي أنك تعاني من القلق أو الرهاب الظرفي، وهو نوع من الرهاب الاجتماعي يسمى بالرهاب الظرفي، ويعتبر أقل أنواع الرهاب الاجتماعي.
الذي أزعجني قليلا أنه بالرغم من بساطة مشكلتك إلا أنك حقيقة تقلبت أفكارك ووصلت إلى حد من التفكير السلبي جدا، فأنت تتحدث عن تناول المخدرات أو المسكرات كحل، أو الانتحار، ما هذا أيها الابن الفاضل الكريم؟! وفي نفس الوقت تتكلم عن إمامة المصلين!
أنت أهل ثقة ولذا يقدمك الناس للصلاة بهم، والأمر بسيط جدا، فقط حقر هذه الأفكار السلبية التي تحدثت عنها، فالحياة فيها عثرات وفيها عقبات لا شك في ذلك، ولكن أيضا الخير موجود في هذه الأمة إلى أن تقوم الساعة، وأنت الحمد لله المستقبل لك، ولديك إيجابيات كثيرة في حياتك، أنت في المرحلة الطلابية وتسعى نحو التميز، وإن شاء الله سوف تصل إلى هذا، فقط ضع أهدافك وثق في مقدرتك ولا تقلق حول المستقبل، فالمستقبل لك، أنت أحد الشباب، والشباب الآن هم أصحاب المستقبل ولا شك في ذلك، زود نفسك بالعلم والدين، ولن تصيبك شائبة أبدا، وسوف تنتقل من نجاح إلى نجاح بإذن الله تعالى.
نوعية القلق والمخاوف التي تعاني منها: عليك بتحقير فكرة الخوف، وأنا أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك أبدا، وما دام قد وثق فيك وتم اختيارك لإمامة الناس فأنت أهل لذلك تماما، ومشاعر تسارع ضربات القلب وربما شيء من الرعشة والشعور بالتلعثم هي نتائج لما يمكن أن نسميه بالتغيرات الفسيولوجية المصاحبة للقلق، حيث إن هنالك مادة تعرف بالأدرنالين تفرز بكميات زائدة مع الخوف، وهذه عملية فسيولوجية طبيعية جدا ولا تعتبر علة طبية حقيقية فقط، فأرجو أن تطمئن تماما.
ممارسة الرياضة فيها خير كثير لك، وكذلك تمارين الاسترخاء والتي أرجو أن تتدرب على تطبيقها من خلال تصفح أحد مواقع الإنترنت.
أرجو أن تدير وقتك بصورة فاعلة وممتازة، أنت لديك طاقات نفسية وجسدية ومتى ما أدرت وقتك بصورة جيدة وكثرت فعالياتك وإنتاجك وإنجازاتك سوف تحس بقيمتك الحقيقية، هذا الشعور بالرضى سوف يجعل الفكر الإيجابي يتغلب على الفكر السلبي الذي تعاني منه.
عليك بالصحبة الخيرة الطيبة، فهي معينة في أمور الدين والدنيا والآخرة، وكن حريصا على حضور حلقات التلاوة والعلم والذكر، فأنت هنالك سوف تشعر بالطمأنينة والثقة بالنفس.
أخيرا: أود أن أصف لك دواء فاعلا ومتميزا ويعرف بأنه يقضي على هذه الأعراض، أريدك أن تستمر على الزيروكسات - والذي يعرف علميا باسم (باروكستين) - والجرعة في مثل حالتك تبدأ بنصف حبة أو حبة، وتستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تحولها إلى حبة كاملة إذا كانت عند تناولك إياها نصف حبة، أما إذا كانت حبة فيجب أن تستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها إلى حبة ونصف، واستمر عليها لمدة شهر أيضا، ثم ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة ونصف في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى نصف حبة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الزيروكسات دواء فاعل ورائع وممتاز جدا، ولتدعيم فعاليته أريدك أن تضيف إليه دواء آخر يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناول هذه الجرعة الصغيرة لمدة ثلاثة أشهر كداعم للزيروكسات والذي سوف يظل هو العلاج الأساسي إن شاء الله تعالى.
أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وأؤكد لك أن المستقبل بإذن الله تعالى سوف يكون مشرقا ورائعا.
وبالله التوفيق والسداد.