السؤال
جزاكم الله خيرا على هذا المنتدى الطيب.
مشكلتي مع ابني (7) أعوام، منذ دخوله المدرسة بدأت معه حالة غريبة من الاستيقاظ أثناء النوم، تقريبا بعد ساعتين من نومه، ويبدأ بالصراخ وتخيل وحوش تحاول إماتته ويبعدنا عنه، ولا يريد أحد أن يضمه أو يلمسه، وغالبا ما يصحب ذلك انتفاضة بجسده تستغرق بعض الثواني ثم يهدأ، علما - بارك الله فيكم – أنه يجلس أمام أفلام الكارتون أكثر من ثلاث ساعات، والآن أرقيه يوميا بالرقية الشرعية، وأحاول إبعاده عن التلفاز، لكن هو بطبيعته عصبي جدا جدا وعنيد، لكن ما زال الفزع مستمرا حتى مع الرقية.
أفيدوني بارك الله فيكم مشكورين بعلاج غير ما يأخذ بالمستشفيات أو طبيب نفساني، أو علاج سهل وفعلي.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالتغيرات البيئية في حياة الأطفال قد تنعكس عليهم سلبا، ومرحلة دخول المدرسة إذا لم نعد لها الطفل الإعداد الجيد لن يتقبلها الطفل في معظم الأحيان وتسبب لنا مشكلة، والطفل الملتصق بوالديه ويحس دائما بأمان البيت قد يصاب بقلق وخوف وعدم أمان حين يذهب إلى المدرسة، وهذا ليس دليلا على أنه يكره المدرسة، ولكنه دليل قاطع على أن قلق الفراق - أي فراق أمان البيت - هو الذي يجعله يتوتر وينفعل.
هذا الطفل - حفظه الله - من الواضح أن اضطراب النوم الذي لديه والصراخ وتخيله للوحوش هو ناتج من حالة القلق الداخلية التي يعيشها، وكذلك مشاهداته لأفلام الكارتون هي التي تجسم لديه الصور العقلية والذهنية التي يحركها القلق، وهذا كله يؤدي إلى حالات الفزع والهرع التي تأتيه.
من الجميل أن تواصل الرقية الشرعية، والأمر العلاجي الآخر هو أن تطمئن طفلك وأن تجعله يحس بالأمان، وأفضل طريقة لأن نجعل الطفل يحس بالأمان هو عن طريق اللعب، وأن تلعب معه أنت وكذلك والدته، وأن تنزلوا بأنفسكم إلى مستواه العقلي، اللعب مع الطفل يعطي الطفل شعورا كبيرا جدا بالأمان. ولا تتحدثوا معه حول المدرسة، ولا تتحدثوا معه حول حالات الاستيقاظ والهرع الذي ينتابه.
فإذن طمأنة الطفل، وإشعاره بالأمان، واللعب معه، وتحفيزه وتشجيعه، هذه مهمة جدا، ودائما ركزوا على الجوانب الإيجابية، كونوا محفزين له، ولا بد أن تكون هنالك بعض المكافآت البسيطة، أعطوه فرصة ليلعب مع الأطفال الآخرين، وهذه أخي الكريم هي الأسس الرئيسية التي يتم التعامل مع مثل هذه الحالات.
بالنسبة للتلفاز: أفضل طريقة هي أن تجلس معه أنت، أو والدته حين يشاهد هذه الأفلام، أو البرامج الخاصة بالأطفال، وفي أثناء المشاهدة حاول أن تناقشه، وحاول أن تشاركه فيما يشاهده، وهذا يجعل الطفل أيضا يطمئن ويتفاعل إيجابيا، وفي نفس الوقت سوف يتبع إرشاداتك ونصائحك، وحدد وقتا معينا، اجلس معه، ناقشه، اشرح له بعض الأمور التي تعرض في التلفزيون، وحاول أن تتجنب المواقف المثيرة والمفزعة.
هذه هي الأسس الرئيسية لعلاج هذا الطفل، ولا أعتقد أبدا أنه في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي، وهذه المراحل تكون دائما مراحل عابرة ومؤقتة - والحمد لله - أنت رجل معلم ولا بد أنك على إدراك تام بمثل هذا التغير الظرفي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يحفظه، وأن يجعله قرة عين لكم.