السؤال
السلام عليكم
حصلت مشاكل كثيرة في عائلتي ( منزل أبي وليس منزلي ) وكنت مطلعة عليها جميعها وأنا إنسانه كتومة لا أخبر زوجي بشيء ولا صديقاتي بما يضايقني وأمامهم أصبح سعيدة، وأنام وأنا متضايقة وأفكر بأهلي، ولم أعد استمتع بأي شي ولم أعد أحس بطعم انجازاتي وأصبحت عصبية جدا، وعندما أنام لا أشعر إلا بزوجي يوقظني يقول أنني أبكي وأنا نائمة، وعندما أستيقظ ألاحظ أنني أعض على أسناني بقوة لدرجة أصبح فكي يؤلمني.
أصبحت أتكلم مع نفسي بكثرة بصوت منخفض وأكثر كلامي مع نفسي بما يضايقني وأصبحت قلقة ومتوترة جدا وكثيرة البكاء لوحدي.
والدي مسجون ولم يعد لي أي أمل بالحياة إلا أن يخرج بأذن الله، أصبحت أعلق فرحتي بخروجه.
فهل أحتاج إلى علاج نفسي ؟ أجيبوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم كوكو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فنسأل الله تعالى أن يفرج على والدك وأن يرفع عنك الهموم، وأن يجعلك من السعداء الأتقياء.
فإن موضوع البكاء في أثناء النوم وكذلك عض على الأسنان بالقوة التي تؤدي إلى آلام في الفك، هذا كله دليل على الاحتقانات النفسية، لأن الإنسان إذا لم يعبر لغة وكلاما عن مشاعره يعبر عنها بطرق أخرى ومنها هذه الأوضاع التي تحدث لك.
جزاك الله خيرا أنك تحاولين أن توفري ما بين أن لا تزعجي زوجك، وفي نفس الوقت تحملي مشاعر الود نحو أسرتك.
هذا أمر غير مرفوض بالطبع، لكن في نهاية الأمر الإنسان له درجة تحمل، وأعتقد أن التفريغ النفسي والإفصاح عما بداخل الذات مهم ومطلوب، فليس من الضروري أن تتكلمي مع زوجك حول مشاكل أسرتك، لكن ليس هنالك ما يمنع أن تكون هنالك تلميحات أن دخول الوالد السجن سبب لك بعض المضايقة، وهذا أمر مقبول ولن يرفضه زوجك، بل على العكس تماما أنت حين تذكرين ذلك تكونين قد فرغت عما بداخل نفسك، وفي نفس الوقت سوف تجدي منه إن شاء الله تعالى الدعم والمساندة.
أنت بدأت رسالتك بأنك ذكرت بأنه حصلت مشاكل كثيرة في عائلتك، تقييم هذه المشاكل يجب أن تعيدي النظر فيه، فأنت أسميتيها بمشاكل كبيرة، ربما تكون كذلك، لكن ربما يكون هنالك ما هو أكبر منها وهنالك ما هو أصعب منها، ولابد لأسرتك ولأهلك أن تكون لديهم أيضا إيجابيات موجودة، وفي ذات الوقت المشاكل إن كبرت أو صغرت وكانت في محيط الإنسان وبيئته فالإنسان يجتهد ويسعى لأن يحل ما يستطيع أن يحله، أو يساعد في وصول حلول مناسبة، وما لا يستطيعه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وفي مثل هذه الحالات الدعاء، الدعاء أيضا مطلوب وهو سلاح لابد للمؤمن أن يزود نفسه به.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: لا تكلفي نفسك وطأتها، وانتبهي لنفسك ولزوجك، وعبري عن مشاعرك، وتجلدي بالصبر، واستعيني على هذه الأحزان بقراءة القرآن والصلاة في وقتها والدعاء والذكر، واشغلي نفسك في أعمال البيت، اقرئي ما هو مفيد، تواصلي مع الأرحام ومع الأهل.
الحياة لن تتعطل ويجب أن لا تتعطل، وإن شاء الله تعالى سوف تتبدل الأمور، الوالد سوف يخرج من السجن إن شاء الله تعالى، والتشاؤم لا يفيد، يجب أن تكوني متفائلة وتكوني أكثر إقداما وتفكيرا في الخير أكثر من التشاؤم والتطير.
العلاج الدوائي سوف يفيدك قطعا لأن الدواء يقلل من احتقانات النفس ومن التوترات، لكني بأي حال من الأحوال لا أعتبرك كمريضة، أنت مجرد إنسان عطوف حساس يشعر بهموم من حوله.
أيضا الكتمان وتقديرك للظروف وحرصك على الموازنات الأسرية جعل الانفعالات تتحول داخليا وتكون عبئا عليك لأنك لا تريدينها عبئا على الآخرين.
الدواء يساعدك، وأعتقد أي من الأدوية المضادة للقلق سوف يكون جيدا ومفيدا، وأعتقد عقار فلوناكسول والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) سوف يكون كافيا.
أنت لا تعانين من اكتئاب حقيقي، لكنك تعانين من عدم القدرة على التواؤم، والفلوناكسول يفيد في هذه الحالات، وهو بسيط جدا وليس له آثار جانبية، والجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بحبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليها صباحا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحا وحبة مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
إذا أتيحت لك الفرصة أيضا لممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة فإن شاء الله فيها خير ومنفعة كبيرة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.