السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما، عانيت وأنا في الرابعة عشر من عمري من مرض القلق والوسواس القهري، ثم ذهبت إلى أخصائي نفسي فوصف لي دواء الفافرين، استمريت في تناوله لمدة أربعة أعوام تقريبا ثم توقفت عنه عندما شعرت بالتحسن وعندما طلب مني الأخصائي ذلك، بعد أن توقفت عن الدواء شعرت بتحسن كبير وخف القلق عني واختفى الوسواس القهري تماما، لكن المشكلة الآن أنني بدأت أعاني منذ فترة قصيرة من نوبات فزع؛ حيث أشعر بازدياد في نبضات قلبي ودوار وضيق في التنفس واختناق، وحالة فقدان الهوية وكأنني سوف أموت أو في عالم أخر؛ حيث وصل بي الأمر إلى تجنبي الخروج من المنزل خوفا من أن تنتابني نوبة فزع مفاجئة، إلى جانب ذلك أعاني في الفترة الأخيرة من رهاب اجتماعي؛ حيث ينتابني الخوف عندما أتحدث أمام الناس الغرباء أو أن أتكلم أمام مجموعة كبيرة من الناس، أريد الحل وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالتداخل من حيث التشخيص ما بين الوسواس القهري والمخاوف ونوبات الهرع، وحتى درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي هو أمر معروف جدا في مجال الصحة النفسية، فأنت الحمد لله تعالى تعالجت من الوساوس القهرية وظللت في وضع جيد لفترة، ثم بعد ذلك أتتك هذه النوبة، وهي نوبة هرع أو هلع حسب ما ورد في وصفك، وذكرت أيضا أنك في بعض الأحيان تعانين من الرهاب الاجتماعي وعدم القدرة على المواجهات.
أريد أن أؤكد لك مرة أخرى أنك لا تعانين من عدة حالات نفسية، هي كلها متداخلة ومتقاربة جدا، وهي تنتمي إلى مجموعة تشخيصية واحدة.
وعودة الأعراض لك وبهذه الصورة هي دليل على أن لديك الاستعداد لنوبات القلق وقلق المخاوف، وهذه أرجو أن لا تسبب لك أي نوع من المضايقة أو الإزعاج، لأن هذه الحالات بسيطة، وأن تأتي للإنسان من وقت للآخر هو جزء من التاريخ الطبيعي التطوري لما يسمى بحالات القلق النفسي، ويعرف عنها أنها بمرور الأيام وتقدم العمر تختفي؛ لأن المرء يستطيع أن يتواءم ويتآلف مع أعراضه، وحين يطور مهاراته ويعرف الآليات التي يمكن من خلالها مقاومة الأعراض لابد أن تتحسن حالته، أنصحك بأمور:
1) لا تهتمي كثيرا بهذه الحالات، يجب أن لا تكون شاغلا لك، لأنها فعلا حالات بسيطة، والانشغال بها يزيد من القلق.
2) لابد من أن تتغلبي على الخوف وذلك من خلال المواجهة، والمواجهة دائما تكون من خلال بناء شعور داخلي أن الذين تتحدثين معهم أو تقابلينهم ليسوا بأفضل منك في أي شيء، كل المطلوب هو أن يكون هنالك تقدير واحترام بين الناس، وأن نفهم جميعا أننا متساوون تماما في إنسانيتنا وتركيباتنا البيولوجية، والخلاف بين الناس فقط يأتي من خلال العمل، وتفاوتهم في العلم والإيمان، كما قال الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
3) تواصلي مع أرحامك ومع صديقاتك، وطوري من هذه العلاقات والمهارات، هذا يفيدك بصورة جيدة جدا.
4) أرجو أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، فهي من الوسائل العلاجية الجيدة جدا لكل حالات القلق والمخاوف والرهاب، وللتدرب على هذه التمارين أرجو أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي من خلالها يمكنك الاطلاع بصورة تفصيلية على تمارين التنفس التدرجي، وكذلك قبض وشد العضلات ثم إطلاقها واسترخائها تدرجا أيضا.
5) سأصف لك أحد الأدوية الجيدة المعروفة بأنها ممتازة لعلاج المخاوف، وكذلك نوبات الهرع وحتى الوساوس ومحسنة للمزاج، الدواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويعرف علميا باسم (إستالوبرام)، ابدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام، تناوليها ليلا بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها حبتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة - أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - يوميا لمدة شهر واحد، وأؤكد لك أن الدواء سليم ودواء جيد وفعال.
أسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.