يداي ووجهي يتعرقان عند مقابلة أحد.. وأشعر بتشنج في الرقبة، فما الحل؟

0 441

السؤال

السلام عليكم.

أنا في هذه الحالة منذ فترة طويلة، يداي كثيرة التعرق ووجهي، وذلك عند التحدث مع أشخاص أعرفهم أو لا أعرفهم، وتشنج في الرقبة عند وجودي في الأماكن المزدحمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

فإنه يعرف أن الجهاز العصبي يتكون مما يعرف بالجهاز العصبي السمبثاوي Sympathetic nervous system وجهاز الباراسمبثاوي ( Parasympathetic Nervous System) وهذه الجزئية في الجهاز العصبي مختصة بالتجاوب مع الانفعالات النفسية، خاصة نوبات القلق أو المخاوف، وهذه الانفعالات تؤدي إلى تغيرات فسيولوجية؛ حيث إن هذا الجهاز العصبي اللاإرادي ينشط وتزيد فعاليته ويثبط جزء منه؛ ولذا يحدث كثرة التعرق، والبعض قد يشتكي من الرجفة في أوقات المواجهات.

إذا كل الذي يحدث لك من حالة القلق النفسي البسيط التي تصاحب المواجهات الاجتماعية، والتحدث مع الآخرين يعتبر أحد هذه المواجهات الاجتماعية.

تشنج الرقبة عند الوجود في الأماكن المزدحمة أيضا هو دليل على وجود قلق المخاوف، والذي يحدث ليس تشنجا بمعنى التشنج، إنما هي انقباضات عضلية غير مريحة.

فإذا هذه الأعراض العضوية ليست أبدا ناشئة من مرض جسدي أو عضوي، إنما هي انعكاسات فسيولوجية نسبة لحالة القلق أو الرهاب أو المخاوف البسيطة التي تعانين منها.

هذا الشرح مهم جدا، لأنك بمجرد فهمه سوف تعرفين أن حالتك بسيطة، وهذا في حد ذاته يعتبر علاجا أساسيا.

المواجهة يجب أن تكثري منها، ولا تتجنبي المواقف المزدحمة، لأن التعرض والإكثار منه هو أفضل وسيلة لعلاج القلق والمخاوف وكذلك الوساوس.

في بداية هذه المواجهات سوف تحسين بالمزيد من القلق، لكن بعد ذلك سوف يبدأ القلق في الانحسار إلى أن ينتهي تماما.

هنالك أنواع من التفاعلات الاجتماعية المفيدة جدا لعلاج مثل هذه الحالة، مثلا المشاركة والانخراط في أي نشاطات ثقافية أو اجتماعية مع زميلاتك الطالبات، الذهاب إلى أماكن ومراكز تحفيظ القرآن، هذه أيضا تؤدي إلى تفاعل اجتماعي إيجابي جدا، يؤدي إلى زوال المخاوف عند المواجهة الخاصة أو حين التواجد في الأماكن المزدحمة.

أنصحك أيضا بممارسة تمارين الاسترخاء، وهي كثيرة، ومن أفضلها طريقة تعرف بطريقة (جاكبسون) وهذه لتعلمها يمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه الطريقة للاسترخاء.

الاجتهاد في الدراسة، وتوزيع الوقت بصورة جيدة مهم جدا لأن يشغل وقت الإنسان فيما هو مفيد، وهذا ينعكس إيجابيا على القلق وبصورة واضحة جدا.

الجزء الأخير في العلاج هو أنني سوف أصف لك دواء بسيطا جدا يعرف تجاريا باسم (لسترال) ويعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين) دواء جيد ومتميز للتحكم في نوبات الخوف عند المواجهة، وكذلك عند الزحام.

ابدئي جرعة السيرترالين بمعدل نصف حبة يوميا ليلا، تناوليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة واستمري لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة لمدة عشرين يوما، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية السليمة والجيدة والطيبة وغير الإدمانية، وإن شاء الله تعالى بتناولك لهذا الدواء بانتظام وتطبيق الإرشادات السلوكية الأخرى، وتفهم حالتك حسب ما شرحناها لك سوف تحسين أن صحتك النفسية والجسدية قد تقدمت جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

هذا ومن الله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات