أعاني من تغير أصدقائي علي ونفورهم مني! فما الحل؟

0 812

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم من أين أنتهي ومن أين أبدء بصراحة، لكن مشكلتي في قمة الصعوبة والتعاسة النفسية، وإن بدت لكم سهلة، لكنها بالنسبة لي متعبة جدا.

وهي باختصار: أني شخص -الحمد لله- أخاف ربي، ومتدين، ولا أقطع فريضة، وعندي أصدقاء في الماضي، وكانوا أعز أصدقاء لي، فلا أعلم ما الذي حصل فجأة، وصاروا يتغيرون علي بدون سبب أو مبرر مقنع، وصاروا يختلقون الحجج والأمور التافهة كي يظهروني على خطأ، والطآمة الكبرى أن الموضوع بيننا وصل للصراخ، والمشاكل إلى أن افترقت عنهم، وهم لا زالوا موجودين.

وللأسف هم يقومون بكثير من العادات السيئة التي لا أميل لها بصراحة، وهذا أكبر سبب لابتعادي عنهم، وأنا إلى يومنا هذا بدون صديق، وبدأت أشعر بالوحدة والتعب والضيق النفسي، ولا أعلم فإن بعض الأحيان أكره نفسي بدون سبب، وأقول هل كنت الغلطان؟ هم لم يسألوا عني حتى الآن، ولم يعد هناك تواصل، ولا حتى يعاملونني معاملة حسنة، فلا يمكنني أن أعود لهم، وللأسف كلما قررت أن أبني علاقة جديدة تبوء بالفشل، وكأن الكل يتهرب مني، ولا أدري ما السبب فعلا.

أنا لا أحب الخطأ أو المعصية، ودائما في الطريق الصواب، فأرجوكم أن تساعدوني وتداركوا أمري قبل أن يصل الأمر في إلى حالة نفسية صعبة وانهيارات عصبية لا أستطيع التحكم بها كما هو حاصل الآن من مزاجية وعصبية في البيت بسبب الوحدة التي أصبحت أعيش فيها!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن العلاقات الإنسانية والاجتماعية ما بين الناس هي علاقات متبادلة، تقوم على الأخذ والرد، وليس من الضروري أن يتفقوا في كل شيء، لكن لابد أن تكون شقة وثغرة الخلاف ليست كبيرة.

الذي لفت نظري أنك تنظر إلى نفسك بصورة سلبية بعض الشيء، وهذا الشعور بالدونية في حد ذاته ليس أمرا جيدا، حتى، وإن ابتعد منك أصدقاؤك، ووجدت صعوبة في بناء علاقات اجتماعية جيدة وطيدة، فهذا يجب أن يجعلك تراجع نفسك ومنهجك وسلوكك، لكن يجب أن لا يبني الإحباط فيك، وأنا أقترح أن تتكلم مع أحد الذين كنت تعرفهم، وهذا الشخص يجب أن يكون مصدر ثقتك، وتجلس معه جلسة بكل ود وتقدير وصراحة، وتسأله عن ما هي السلبيات والإيجابيات المتعلقة بشخصيتك، وطريقة تعاملك مع الآخرين، وقل له (أنا أريد أن أعرف هذا من باب التناصح، لا تخفي علي أي شيء أيها الأخ الفاضل).

هذه قاعدة جيدة لتجعلك تستشعر أمورا ربما أنت لا تكون مدركا لها، كثيرا ما نرتكب أخطاء، ونعتقد أننا على صواب، وكثيرا ما نكون تحت الظن والاعتقاد بأننا مخطئين، ولكننا على صواب، وهكذا.

إذن اجعل حكما عدلا ليوجهك، ويناقش معك أوجه القصور والأوجه الإيجابية في شخصيتك، لأن هذا مهم جدا، فالإنسان حينما يفهم شخصيته ليس فقط من خلال أحكامه على نفسه، لكن أيضا من خلال رأي الآخرين فيه، وبعد أن يفهم نفسه يستطيع أن يقبلها، وحين يقبلها يبدأ بعد ذلك في تطويرها، وذلك من خلال تقوية وتعضيد الميزات الإيجابية والتخلص من الصفات والسمات السلبية، هذه هي الطريقة الجيدة التي أنصحك بها.

الطريقة الثانية: أنت قلت أنك لا تحب أن تبني علاقات مع ذوي العادات السيئة، وهذا أمر جميل، هذا أمر محمود، وبالمقابل يجب أن تبني علاقات مع الصالحين والأفاضل من الشباب، وهم كثر، تجدهم في المساجد، تجدهم في حلقات العلم، تجدهم في ميادين الرياضة، فأنت يمكنك أن ترتاد هذه الأماكن، وإن شاء الله تعالى سوف تجدهم بصورة تلقائية، وستجد نفسك بدأت تبني علاقات جيدة ومثمرة، ومع أشخاص وشباب يستحقون فعلا أن يكون الإنسان صديقا لهم، وقطعا سوف يكونون إن شاء الله معينين لك في أمور الدين والدنيا.

نصيحتي الثالثة أخي الكريم هي: أن تكون نافعا لنفسك ولغيرك، فعليك بأخذ المبادرات الإيجابية حيال الآخرين، لأن هذا يرغبهم في بناء علاقات معك، الإنسان السلبي، الإنسان الذي يكون منكبا على ذاته، ويأخذ ولا يعطي، لا أحد يميل إليه حقيقة، ولا يريد أن يتعامل معه، ولا أن يقترب منه، هذا أمر مهم.

النصيحة الرابعة: هو أن تحاول أن تبرز نفسك دراسيا، وتتميز فيه، لأن التفوق الدراسي يميز الإنسان ويجعله محور اهتمام الآخرين.

خامسا: أرجو أن توزع وقتك وتديره بصورة ممتازة؛ لأن إدارة الوقت بصورة فاعلة يجعلك تحس بالثقة في نفسك، لأنك سوف تستكشف مقدراتك ومصادر قوتك ومصادر ضعفك، وعلى ضوء ذلك تقوي من مصادر القوة وتضعف من مصادر الضعف، وذلك من خلال تحويلها إلى مواقف إيجابية.

فإذن تطبيقك إن شاء الله تعالى لهذه الإرشادات سيكون ذا فائدة كبيرة وعظيمة بالنسبة لك، وتذكر أن المستقبل لك كشاب، زود نفسك بسلاح العلم والدين، وإن شاء الله تكون من الناجحين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات