السؤال
أنا أكبر إخوتي ولي أخ أصغر مني بسنتين، وأبي وأمي يعاملونني معاملة قاسية، وأخي يعاملونه بلطف وينفذون أي طلب يطلبه، وأنا أعامل أبي وأمي كما أمرني ربي ولا أقول لهما أف، وفرق المعاملة بيني وبين أخي يتعبني نفسيا، فماذا أفعل؟
أنا أكبر إخوتي ولي أخ أصغر مني بسنتين، وأبي وأمي يعاملونني معاملة قاسية، وأخي يعاملونه بلطف وينفذون أي طلب يطلبه، وأنا أعامل أبي وأمي كما أمرني ربي ولا أقول لهما أف، وفرق المعاملة بيني وبين أخي يتعبني نفسيا، فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فريد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أيها الولد الحبيب بين آبائك وإخوانك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يزيدك برا بوالديك، وقد أحسنت أيها الحبيب غاية الإحسان بتأدبك مع والديك والمبالغة في الإحسان إليهما، وتجنب الإساءة إليهما، وهذا دليل على رجاحة عقلك وسلامة دينك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.
كما أن هذا أيضا عنوان لفلاحك ونجاحك أيها الحبيب، فإن أدب الإنسان عنوان فلاحه كما يقول العلماء، وخير من يتأدب معهم - بعد الله ورسوله - الوالدان، فحقهما عظيم، وقد جعل الله عز وجل شكرهما قرينا بشكره سبحانه وتعالى، وما ذاك إلا لعظيم فضلهما على هذا الإنسان.
نحن نحب أن نذكرك أولا أيها الحبيب بأن محبة والديك لك محبة فطرية فطرهما الله عز وجل على ذلك، فلا تتوهم أبدا بأنهما لا يحبانك، ولا تسمح للشيطان ليجد منفذا إلى قلبك فيوجد النفرة في قلبك من والديك والوحشة منهما تحت هذه المبررات المخادعة، فإنه حريص على إفساد العلاقة بين كل متحابين، فكن على ثقة ويقين بأن محبة والدتك لك محبة أرسخ من الجبال وكذا محبة الوالد، فإن الله عز وجل فطر الناس على ذلك، ولكن قد يختلف تعامل الوالدين مع أولادهما بسبب السن أو المسئولية أو نحو ذلك.
وتقديرنا أيها الحبيب أن والديك يعاملانك معاملة الكبير بما يريانه منك من المسئولية والقدرة على ذلك، ولأنك أكبر إخوانك، فهم يعاملونك معاملة الكبار ويرون أنك بلغت مبلغ الكبار، ومن ثم فهذه هي المعاملة اللائقة لك من وجهة نظرهما، فلا يعاملانك معاملة الصغير، ليس بغضا لك ولا قلة حب فيك ولا تفضيلا لغيرك عليك، ولكن لهذه المعاني فقط، وهذه عادة معروفة لدى الآباء والأمهات، فإن الولد الكبير يحظى بكثير من الجد والحزم في تعامل الوالدين معه لهذا الظن وليس لغير ذلك، وقد ترى أنت من معاملتهما لأخيك ما تظنه تمييزا له عليك، ولكن الباعث عليه كونه صغيرا أو كونهما يريانه لا يزال يستحق هذا النوع من المعاملة لأنه صغير، وغير ذلك من البواعث.
فنأمل أيها الحبيب أن تتفهم هذه القضية جيدا، ولا بأس بأن تصارح والدتك ووالدك بأنك تشعر بنوع من التفريق في المعاملة، فهذا قد يدعوانهما إلى النظر في كيفية التعامل مع أبنائهما جميعا، ولكن الأمر الأهم الذي نحب أن ننبهك إليه هو أن لا تجعل من هذا سببا للنفرة من الوالدين، فإنك لا تدري ما هي البواعث التي قامت في أنفسهما ليميزا بينكما في التعامل.
ونحن نأمل أيها الحبيب أن تستمر على ما أنت عليه من البر بوالديك والإحسان إليهما والدعاء لهما.
وفقك الله لكل خير.