السؤال
السلام عليكم
أعاني من وسواس شديد في الوضوء والصلاة، وقد تحسنت بفضل دعائي الله، ولكن لدي مشكلة في بدء الوضوء وبدء الصلاة، وأفكار جنسية، مع العلم أن لدي مشكلة في الهضم، وأعالج عند طبيب، فأرجو الإجابة، أتمنى أن أكون إنسانة طبيعية وأصلي مثل الآخرين، أرشدوني وفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فإن الوساوس لا شك أنها منتشرة في منطقتنا، خاصة الوساوس ذات الطابع الديني، وأنت -الحمد لله تعالى- مجتهدة، وتحسنت هذه الوساوس لديك، وذلك من خلال الدعاء – هذا أمر جميل – فأكثري من الدعاء واستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وكعلاج سلوكي إضافي: عليك أن تحقري فكرة الوساوس، دائما لا تناقشي الوسواس، لكن حقريه وتجاهليه، وقولي لنفسك (هذه أفكار وسواسيه) خاصة الأفكار ذات الطابع الجنسي التي تعتريك، لا تحاولي مناقشتها أبدا، أغلقي عليها وذلك من خلال تجاهلها وتحقيرها.
بالنسبة للوضوء، إذا كان لديك مشكلة في التكرار والخوف من نقض الوضوء، أطلب منك أن تحددي كمية الماء الذي تتوضئين به، ضعي الماء في إناء ولا تتوضئي من ماء الصنبور، حددي كمية الماء، وبعد النية حين تغسلين يديك قولي لنفسك: (أنا قمت بغسل يدي) ثم بعد ذلك المضمضة والاستنشاق والاستنثار، وهكذا، أي تقومي بالفعل وتذكري نفسك، ودائما اعرفي أن كمية الماء التي لديك محدودة، هذا يساعد كثيرا في الخوف والتردد والوساوس المتعلقة بالوضوء، وبعد أسبوعين إلى ثلاثة يمكنك أن ترجعي عادية وتتوضئي من ماء الصنبور.
والأمر كذلك بالنسبة للصلاة، لا تترددي أبدا، ابني دائما على اليقين، واعرفي أن أصحاب الوساوس هم من أصحاب الأعذار إن شاء الله تعالى.
الأفكار الجنسية أيا كان نوعها كما ذكرت لك: أغلقي عليها وذلك من خلال تحقيرها وعدم مناقشتها.
بالنسبة لموضوع مشكلة الهضم: ربما تكون مرتبطة أيضا بهذه الوساوس، لأن الوساوس في الأصل هي نوع من القلق، والقلق يؤدي إلى مشاكل كثيرة في اضطرابات الهضم، وبعض الناس يعاني مما يعرف بالقولون العصبي، وهو حالة نفسوجسدية ناتجة وناشئة من القلق النفسي.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت في حاجة لدواء واحد من الأدوية للوساوس والقلق والتوتر، والتي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها كثيرا، الدواء يعرف تجاريا في مصر باسم (مودابكس) واسمه الآخر تجاريا هو (لسترال) أو (زولفت) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) وهو متوفر في مصر.
أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراما، تناوليها ليلا بعد الأكل، وبعد شهرين ارفعي الجرعة إلى حبتين في اليوم، يمكن تناولها كجرعة واحدة في المساء، أو بمعدل حبة صباحا وحبة مساء، إستمري على هذه الجرعة العلاجية لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء من الأدوية السليمة والفاعلة، وإن شاء الله تعالى سوف يفيدك كثيرا،
من المهم أيضا أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة؛ لأن التمارين الرياضية تسهل كثيرا عملية الهضم، وذلك من خلال إزالة القلق والتوتر والانقباضات العضلية.
كوني دائما إيجابية في تفكيرك، ووزعي وقتك بصورة طيبة وفاعلة، وهذا إن شاء الله تعالى يساعدك كثيرا.
علاج الوساوس القهرية في الصلاة والطهارة سلوكيا (262448 - 262925 - - 261359 - 262267).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.