السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ثلاث سنوات بالضبط توفي قريب عزيز جدا على قلبي -رحمه الله- ومن شدة حزني عليه أصبت بارتفاع ضغط الدم، وانتقلت حينها للعمل بعيدا عن الأسرة، وبدأت تنتابني وساوس وأوهام وخوف من الموت بشكل يومي، وكنت لا أستطيع النوم إلا ما ندر، لاحظت أن حالتي تحسنت عندما انتقل الأولاد للعيش معي بالمكان الجديد، ولكن المشكلة بعض الأحيان لا تزال تأتيني بين حين وآخر، والأهم من ذلك أن عندي عدم انتظام بضربات القلب، وأشعر بها أثناء الليل بوضوح أحيانا، أشعر بعدة ضربات سريعة ومتتالية، وبعدها أشعر بأن القلب توقف فجأة، ويعود للضرب مرة أخرى، وكل 10 إلى 15 أو 20 ضربة أشعر بتوقف بسيط بالقلب ويعاود الخفقان من جديد.
لا أخفي عليكم أخاف أن يتوقف القلب ولا يعاود الخفقان مرة ثانية، وهذا ما يقلقني، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحاج. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد،،،
فإن حالتك من الواضح أنها مرتبطة كثيرا بشخصيتك وسرعة تأثرك وتفاعلك مع الظروف الحياتية، نسأل الله تعالى الرحمة لقريبك.
ضغط الدم وارتفاعه هو ناتج للتفاعل الوجداني الشديد الذي حدث لك نتيجة لحادث الوفاة، وهذه التغيرات تغيرات نفسية وفسيولوجية، لكن يعرف أنها مؤقتة إن شاء الله تعالى، وما يسمى بضغط الدم العصبي أو العصابي هنالك الكثير من الخلاف حوله، هذا الارتفاع إذا كان فعلا ناتجا من الحالة النفسية (عصبي أو عصابي) يكون ارتفاعا بسيطا، ولا يستمر طويلا.
أنا دائما أحب أن أنبه إلى هذه النقطة، لأن بعض الناس الذين لديهم القابلية للارتفاع في ضغط الدم - أي أن ضغط الدم سوف يكون مرتفعا لديهم كمرض - تكون البدايات دائما مع الانفعالات، وتجدهم يهملون أنفسهم بحجة أنهم لا يعانون من ضغط الدم الحقيقي، إنما يعانون من ضغط الدم الانفعالي، لكن الحقيقة أن ضغط الدم الانفعالي أصبح الآن أمرا واهيا جدا من الناحية العلمية، فمن يرتفع ضغطه حتى تحت الضغوط النفسية بصورة متكررة هذا يعني أنه قابل لضغط الدم الحقيقي، هذه نقطة وددت أن أنبه لها.
بالنسبة لتسارع ضربات القلب، وكذلك عدم انتظامها، هذا دليل واضح على أنك تعاني من درجة من قلق المخاوف، وقلق المخاوف دائما يعطي الشعور المزعج بأن القلب سوف يتوقف أو أن المنية (الموت) قد دنت، وشيء من هذا القبيل.
حالتك هذه تعالج بواسطة دواء ممتاز جدا يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويعرف علميا باسم (إستالوبرام) والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بجرعة عشرة مليجرام، تستمر عليها يوميا لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - وتناولها يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هنالك دواء آخر مساعد يعرف تجاريا باسم (ديناكسيت) وهو متوفر في الأردن، أرجو أن تتحصل عليه وتتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
هذا من ناحية العلاج الدوائي، وأنا على ثقة تامة إن شاء الله تعالى أنه سوف يفيدك.
الأمر الثاني: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تتدرب عليها، ولمعرفة كيفية تطبيق هذه التمارين يمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط أو CD أو تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية هذه التمارين.
رياضة المشي تعتبر مهمة جدا في مثل حالتك ومفيدة جدا، وعلى الأقل ينبغي أن تتمشى ثلاث مرات في الأسبوع لمدة خمسة وأربعين دقيقة إلى ساعة، هذا إن شاء الله لديه عائد إيجابي عليك كبير جدا.
أرجو أن تتجنب الإكثار من شرب الشاي والقهوة؛ لأنها تحتوي على الكافيين، والكافيين من المركبات المثيرة للقلب.
أعتقد أن هذه الإرشادات والدواء الذي وصفناه لك سوف يكون مفيدا جدا ونافعا وكافيا بإذن الله تعالى.
هنالك أمر تحوطي بسيط وهو : إذا لم تتحسن حالتك بعد شهرين من تناول الدواء فهنا أقول لك من الأفضل أن تجري بعض الفحوصات، وهذه الفحوصات تحتوي على فحص هرمون الغدة الدرقية، لأن ارتفاع هرمون الغدة الدرقية أحيانا يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب وشعور بالقلق، وربما تحتاج أيضا لإجراء فحص للقلب يسمى بالهولتر، والهولتر هو نظام لتخطيط القلب لمدة أربعة وعشرين ساعة، فهنالك الآن أجهزة حديثة وبسيطة تعطى للإنسان ويذهب بها إلى البيت، ويتم التسجيل لمدة أربعة وعشرين ساعة، ثم بعد ذلك ترجع إلى الطبيب ليقوم بتحليلها.
هذه الأشياء التي ذكرتها لك يجب أن لا تمثل أي نوع من القلق أو المخاوف لديك، هي أمور تحوطية فقط، وأنا لا أعتقد أنك في حاجة إليها، لكن مبدأنا هنا في إسلام ويب أن يكون التناصح والإرشاد صحيح ومتكامل بقدر المستطاع.
اطمئن تماما أن حالتك فقط حالة قلق تخوفي، وإن شاء الله تعالى باتباعك للإرشاد الذي ذكرناه لك وتناول الدواء وتغيير نمط حياتك، إن شاء الله تعالى سوف تستفيد كثيرا.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الخوف من الموت سلوكيا 261797 - 272262 - 263284 - 278081 .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.