السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سمعت نبض جنيني يوم 14-6 وكان النبض قويا، والحمل طبيعيا، وكنت في الأسبوع السابع، وفي الأسبوع العاشر تبين أن الجنين متوفي، وأن لدي حمل عنقودي جزئي، وقد عملت 3 مرات سونار للتأكد من هذا الأمر أمس، قبل أمس طلبت مني الدكتورة الانتظار 10 أيام رغبة منها أن ينزل الجنين وحده، وإذا لم ينزل فسوف تعمل كورتاج تنظيف لي، وبعدها يؤخذ بقايا الجنين للمخبر لأجل الزرع.
لقد أجهضت العام الماضي بالضبط، ولكن لم تطلب مني الدكتورة أي إجراءات أو فحوص معينة، ونزل جنيني وحده، ولكن ما حدث في حملي الأول هو إصابتي الأنفلونزا والسخونة، أي الحرارة لمدة والسعال القوي، وسبحان الله لم أحمل إلا بعد سنة وبالكلوميد، وحدث معي انسداد بقناة فالوب جهة اليمين بعد الإجهاض الأول، وحاليا ومع بداية الحمل الثاني ظهر لدي كيس فوق المبيض الأيسر.
لقد قرأت إجاباتكم حول الحمل العنقودي وكانت آخر إجابة عام 2010 أحببت أن أطرح الموضوع نفسه لاحتمالية تطور العلم خلال عام كامل.
سؤالي: لدى أهل أمي جيلان من السرطان الخبيث، وجيل من السرطان الحميد، أي أن خالة أمي وخالتي لديهم سرطان خبيث، وابنة خالتي لديها سرطان حميد برأسها، ما مدى احتمالية تحول العقد العنبية للحمل العنقودي إلى خلايا سرطانية، وهل للوراثة في السرطان دخل في هذا الموضوع، هل يحدث انتشار للخلايا السرطانية فقط أثناء محاولة الإنجاب قبل عام، إذا تكرر حدوث الحمل العنقودي بالحمل الثاني كيف يتصرف الطبيب المعالج؟
أنا خائفة من تكراره لي لأنني أحمل أتعس حظ في الدنيا، وكم دعيت أن يحفظ الله جنيني دون استجابة، وقد فقدت طفلي في حملين، وستكون الثالثة -لا قدر الله- الضربة القاضية لي ولزوجي، وأكيد سأنهي حياتي بعد هذا الأمر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأتفهم خوفك وقلقك يا عزيزتي، فالإجهاض -والحمل العنقودي هو أحد أنواع الإجهاض- هو تجربة ليست بالسهلة.
ومن الطبيعي أن تعيشي مشاعر الخوف والقلق هذه، فهي مشاعر طبيعية خلال مراحل التأقلم النفسي مع الأحداث الصعبة في الحياة.
ولكن -وبنفس الوقت يا عزيزتي- يجب عليك ألا تيأسي أو تحبطي إلى تلك الدرجة، ويجب أن يكون يقينك بالله وإيمانك به أقوى، فنحن كبشر لا نعرف أين سيكون الخير لنا.
وما حدث معك يحدث عند الكثير من النساء، ولا يعني بأن الحمل الطبيعي لن يحدث فيما بعد، خاصة لمن كانت في مثل حالتك؛ حيث يحدث الحمل بسرعة -بإذن الله- فأنت ما تزالين في مقتبل العمر، ولا يوجد تأخير في حدوث الحمل، والحمل العنقودي الذي حدث كان من النوع الجزئي وليس الكامل، وهذه كلها مؤشرات إيجابية -بإذن الله-.
إن فرصتك في حدوث حمل طبيعي بإذن الله في المرة القادمة هي فرصة كبيرة تصل إلى ما يقارب 80%.
واحتمال تكرر الحمل العنقودي في الحمل القادم لا يتجاوز نسبة 1% فقط عند حدوث حمل عنقودي واحد (لكن هذه النسبة تصبح 33% تقريبا عندما يحدث في حملين متتالين -لا قدر الله-) .
وفي الحمل العنقودي الجزئي- كما هو الحال عندك- فإن نسبة أن يتطور إلى خلايا سرطانية بعد إفراغه -لا قدر الله- لا تتجاوز 4% وهي أيضا نسبة قليلة جدا كما ترين.
إن حالة الحمل العنقودي هي من الحالات الطبية التي تشاهد بكثرة؛ لذلك فإن الدراسات العملية عليها متعددة ووافية، وطريقة علاجها ومتابعتها تخضع إلى بروتوكول أو منهج معروف وتتبعه كل المراكز الطبية في العالم.
ولم يحدث تغير على طريقة المتابعة أو العلاج في مثل حالتك، لكن الدراسات والجهود حاليا موجهة لتصنيع أدوية أقل سمية، وأخف أعراضا جانبية لاستعمالها في حال تحولت الخلايا إلى خلايا سرطانية -لا قدر الله-.
ولكن -يا عزيزتي- ورغم أن كل المؤشرات إيجابية -بإذن الله -إلا أنني أنصحك بأن لا يتم الحمل قبل مرور السنة على تجريف الرحم، فحتى لو كانت نسبة التحول السرطاني ضعيفة -بإذن الله- إلا أننا نضع مصلحة الأم في الدرجة الأولى، فعليك بالانتظار والمتابعة بالتحاليل حسب البروتوكول المتبع، وستكون فرصة ليرتاح في خلالها الرحم وتتجدد بطانته، وكذلك ليستعيد فيها جسمك ما فقده في الحمل السابق من المواد الأساسية كالحديد والفيتامينات.
والحمل العنقودي إن كان سيتحول إلى خلايا خبيثة -لا قدر الله- فهذا يحدث في خلال السنة الأولى بعد الإجهاض، أما بعد مرور سنة فيكون الجسم قد تخلص من كل آثار هذا الحمل العنقودي.
وفي مثل حالتك فلا يوجد تأثير للوراثة أي أن ما حدث معك لا علاقة له بوجود أورام خبيثة أو سليمة بالعائلة، فحالة الحمل العنقودي لا علاقة لها بالوراثة، بل لها علاقة بخلل عند عملية إلقاح البويضة بالحيوانات المنوية.
إن عاودت الخلايا العنقودية ثانية أو تحولت إلى خلايا سرطانية -لا قدر الله- (وهذا احتمال ضعيف كما قلت لك وفي حالتك لا يتجاوز 4%) فهنالك أدوية كيميائية فعالة جدا -والحمد لله- ومتوافرة بسهولة في أغلب المستشفيات.
وإن حدث حمل عنقودي في الحمل الجديد -لا قدر الله- فيعالج ويتابع بنفس الطريقة التي تتم الآن، كما لو كان يحدث لأول مرة ولا فرق, أي تجريف الرحم ومتابعة بالتحليل مدة سنة.
وبالله التوفيق.